العلاقة المتطورة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل في جميع المجالات، وراءها “مهندس” في حكومة بنيامين نتنياهو، استطاع على مدار الفترة الماضية أن يصبح المحور الرئيسي بين الجانبين.
هذا الرجل كشفت عنه صحيفة ” israelvalley” الناطقة بالفرنسية، مسلطة الضوء على أهم إنجازاته في ظل التقارير التي تتحدث عن علاقات “إسرائيل” مع جيرانها العرب (أعداء الأمس) باتت مؤكدة، وأن قضية فلسطين لم تعد هي الشغل الشاغل لدى الدول العربية.
وأوضحت أن هذه الشخصية أصبحت أساسية في حكومة نتنياهو، حيث إنه في صميم كل أسرار إسرائيل، خاصة في كل ما يدور حول الدفاع والطاقة.
إنه الوزير يوفال شتاينتز، الذي يشغل في الوقت الحالي منصب وزير البنية التحتية الوطنية والطاقة والموارد المائية في إسرائيل، وكذلك عضو في مجلس الوزراء الأمني، تضيف الصحيفة.
“شتاينتز” من مواليد 10 أبريل 1958ينتمي لحزب الليكود، وقد شغل عدة مناصب وزارية أخرى، مثل وزير المالية، ووزير الاستخبارات، ووزير العلاقات الدولية، ووزير الشؤون الإستراتيجية.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الشخصية هي محور المحادثات بين إسرائيل والسعودية، ففي نوفمبر عام 2017، كان أول من أعلن أن هناك العديد من المحادثات المتقدمة بين تل أبيب والرياض، لمواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى دول عربية أخرى.
وفي رده خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي عن سبب إخفاء إسرائيل علاقاتها مع السعودية قال “شتاينتز”: “لدينا علاقات مع دول إسلامية وعربية جانب منها سري بالفعل، ولسنا عادة الطرف الذي يخجل منها”.
وأكد أن الطرف الآخر هو المهتم بالتكتم على العلاقات، أما بالنسبة لنا فلا توجد مشكلة عادة، ولكننا نحترم رغبة الطرف الآخر عندما تتطور العلاقات، سواء مع السعودية أو مع دول عربية أو إسلامية أخرى، هناك علاقات أكبر كثيرا… نبقيها سرا.
درس “شتاينتز” الفلسفة في الجامعة العبرية بالقدس، وحصل على درجة البكالوريوس والماجستير ثم الدكتوراه في معهد كوهن للتاريخ وفلسفة العلوم والأفكار في جامعة تل أبيب، وفي 1993، حصل على منحة “ألون” لأطباء الشباب المتميزين، التي مكنته من العمل في التدريس بجامعة حيفا.
بدأ يوفال الدخول إلى عالم السياسية أوائل الثمانينيات، عندما كان طالبا شابا، حيث انضم إلى حركة “السلام الآن”، وخلال مظاهرة مناهضة للحكومة في القدس عام 1983، أصيب بجروح في ساقه بعد إلقاء متطرف يميني قنبلة يدوية على الحشد، ما أدى إلى مقتل الناشط إميل جرونزويج.
إن تحفظاته على اتفاقات أوسلو التي وقعها الإسرائيليون مع الفلسطينيين، فضلا عن مخاوفه من التزايد الضخم للجيش المصري، على الرغم من معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1995، قادته إلى اليمين ودعم حزب الليكود علنا .
ووفقا للصحيفة العبرية، دور “شتاينتز” في حكومة “نتنياهو” لا يقتصر فقط على المحادثات بين إسرائيل وجيرانها العرب، بل له دور هام في قطاع الطاقة.
وأشارت إلى أنه في مايو 2015، تم تعيين “شتاينتز” وزيرا للبنية التحتية الوطنية، الطاقة والموارد المائية، وكذلك الوزير المسؤول عن لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، وبعد شهرين من توليه منصبه، وضع الوزير “اتفاق الغاز”، الذي يسمح بتطوير أكبر اكتشاف للغاز الإسرائيلي مثل مشروع ليفياثان المكتشف عام 2010، وذلك بعد عدة سنوات من التأخير، ومعارضة شديدة من الدوائر الإسرائيلية اليسارية.
هذا الإطار، كما تقول ” israelvalley”، يمهد الطريق للتنقيب عن النفط والغاز في المستقبل، حيث وافقت الحكومة الإسرائيلية عليه في أغسطس 2015، ومن ثم خلال الجلسة العامة للكنيست في سبتمبر 2015.
وتابعت “غير أن المحكمة العليا الإسرائيلية ألغت في مارس 2016 الإطار وأجبرت “شتاينيتز” لتعديله واقتراح نسخة جديدة على الحكومة ليتم التحقق من صحتها، وتمت الموافقة على الإطار المنقح في مايو 2016، وبدأت عملية تطوير “ليفياثان” أخيرا.
وفي أبريل 2016 التقى نظيره الأمريكي في القدس، وزير الطاقة إرنست مونيز، واغتنم الفرصة لتوقيع اتفاق ثنائي يعزز التعاون في مجال الطاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
اضف تعليقا