لليوم المائة على التوالي، يواصل الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس إضرابه المفتوح عن الطعام، رفضاً للاعتقال الإداري الذي ينفذه الاحتلال الإسرائيلي بحقه، مما أدي إلي تدهور خطير في حالته الصحية، وسط مناشدات مستمرة من قبل المؤسسات الحقوقية والهيئات الدولية، بضرورة الإفراج الفوري عنه.
تدهور خطير
وفي تطور لافت، أكد نادي الأسير الفلسطيني، أن الوضع الصحي للأسير ماهر الأخرس، طرأ عليه تدهور خطير ومتسارع، لافتا إلى أنه يواجه الموت في مستشفى “كابلان” الإسرائيلي.
ولفت نادي الأسير في بيان له، إلى أن الأسير الأخرس يواجه خلال الساعات الماضية نوبات تشنج تتكرر بشكل متقارب، وتستمر لمدة تصل إلى الساعة، كما أن قدرته على الرؤية والسمع تضعف بشكل ملحوظ، عدا عن ضيق التنفس والأوجاع الشديدة في كافة أنحاء جسده.
وأفاد نادي الأسير بأنه “حتى الآن لا توجد أي بوادر جدية للاستجابة لمطلب الأسير الأخرس”، مؤكدا أن الاحتلال يواصل تعنته، رغم المطالبات المتكررة التي صدرت عن مؤسسات حقوقية وهيئات دولية، بضرورة الإفراج الفوري عنه.
ووصف البيان استمرار الاحتلال في اعتقال الأسير الأخرس، رغم ما وصل له من وضع صحي خطير جدا، بأنه “بمثابة قرار إعداد يتم تنفيذه بشكل بطيء وممنهج”.
ويبلغ الأسير ماهر الأخرس من العمر (49 عاما)، وهو من بلدة سيلة الظهر في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، ويعول ستة من الأبناء.
واعتقل الاحتلال ماهر الأخرس في 27 تموز/ يوليو الماضي، وحوله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، ما اضطره للإعلان عن الإضراب المفتوح عن الطعام؛ رفضا للاعتقال.
والأربعاء، قدمت أحلام حداد، محامية المعتقل الأخرس، طلبا بالإفراج عن موكلها، أو نقله إلى أحد المستشفيات الفلسطينية.
والأحد، رفضت محكمة إسرائيلية طلبا سابقا بالإفراج الفوري عن الأخرس، وقررت تجميد اعتقاله الإداري، مع إبقائه في مستشفى “كابلان” الإسرائيلي.
ووجه الأسير الأخرس، السبت، رسالة ووصية عبر محاميته، قال فيها: “أطلب أن تزورني أمي وزوجتي وأولادي، ولا أريد أن أموت في مستشفى “كابلان”، ولا أريد مساعدتهم، وإن أرادوا مساعدتي فلينقلوني إلى مستشفى فلسطيني، أريد أن أموت بين أهلي وأولادي، ولا أريد أن يضعوني في الثلاجة، وألا يشرحوا جثتي بتاتا، أريد من الأسرى القدامى الذين خاضوا معركة الإضراب عن الطعام وأهالي الشهداء أن يحملوا نعشي، وأوصي شعبي أن يحموا الوطن”.
وجاءت رسالة الأخرس عقب قيام مجموعة من السجانين وأمن مستشفى “كابلان”، الجمعة الماضي، باقتحام غرفته، والتنكيل به، بعد إخراج زوجته من الغرفة.
تنديد فلسطيني
وقوبل رفض الاحتلال الإفراج عن الأسير الأخرس بتنديد فلسطيني واسع، حيث طالبت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، منظمات دولية وإنسانية، بالتدخل لإنقاذ حياة الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام لليوم 100 على التوالي.
وبعثت “الكيلة”، بحسب بيان صحفي، رسائل متطابقة للمنظمات الدولية تطالبها بضرورة التدخل، وأضافت أن “هناك أبا فلسطينيا يموت جوعا وهو مكبل على سرير بمستشفى إسرائيلي، حيث ترفض دولة الاحتلال الإفراج عنه، رغم تدهور حالته الصحية”.
وأكدت أن صمت دول العالم على ما يجري في مستشفى “كابلان” الإسرائيلي للأسير الأخرس يشجع إسرائيل على المضي في تنكرها لأبسط معاني الإنسانية.
وشددت أن الأسير الأخرس يعاني من آلام حادة في جسده، وإغماءات متكررة، وصعوبة في الحديث، ولا يستطيع المشي، وفقد من وزنه أكثر من 25 كغم، وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة الأسير الأخرس.
من جانبها وصفت حماس، رفض الاحتلال، الإفراج عن المعتقل الأخرس، بـ”الجريمة المتجددة”، وقال المتحدث باسم “حماس” عبد اللطيف القانوع، في تصريح نشره عبر حسابه على تويتر: “الرفض الإسرائيلي للإفراج عن الأخرس بمثابة الجريمة المتجددة، التي يرتكبها الاحتلال بحق المعتقل رغم تدهور حالته الصحية”.
وطالب القانوع المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بـ”الضغط على الاحتلال لإنقاذ حياة الأخرس”.
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على لسان القيادي داود شهاب، أن “المعتقل الأخرس، هو ضحية جديدة للإرهاب المسمى بالاعتقال الإداري. ومن أجل مواجهة هذا الإرهاب، اتخذ قرارا بالإضراب، وهو يدرك أن قراره سيصل في النهاية؛ إما إلى الحرية أو الموت”
وأضاف شهاب “نحن نقف معه بكل قوة وإصرار، وصاحب القرار في هذه المعركة، هو الأسير ماهر، وهو من يحدد سقف مطالبه”، منوها إلى أن “ماهر اليوم، لا ينوب عن نفسه بل هو يشهر سيف جوعه نيابة عن كل بيت فلسطيني تعرض للمعاناة بسبب هذا الاٍرهاب، وواجبنا أن نقف بجانبه”.
وأوضح أن “الأسير الأخرس، يقاوم بشكل سلمي، وهذا أمر مشروع، ومع الأسف يصم العالم آذانه ويغمض عيونه والمنظمات الدولية تقف متفرجة ولا تتحرك إلا عندما نضغط على رأس إسرائيل”، مضيفا أن “هذه عدالة زائفة”.
وفي حال لم يستجب الاحتلال لمطالب الأسير الأخرس، وتسبب ذلك في تردي حالته الصحية وموته “بسبب تعنت الاحتلال”، فإن “الثمن سيكون قاسيا”، بحسب تأكيد شهاب.
تضامن أممي
وفي سياق متصل، علّق الاتحاد الأوروبي، على الحالة الصحية للأسير الفلسطيني ماهر الأخرس المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر الاتحاد في بيان له أنه “يتابع عن كثب الحالة الصحية المتدهورة بسرعة للأخرس، الذي دخل في اضراب عن الطعام منذ أكثر منذ نحو 100 يوم”.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو: “بغض النظر عن الادعاءات الموجهة ضد الأخرس، يكرر الاتحاد الأوروبي مخاوفه القديمة بشأن الاستخدام الواسع النطاق من قبل إسرائيل للاعتقال الإداري دون توجيه تهم رسمية”.
وأضاف: “يوجد حاليا حوالي 350 فلسطينيا رهن الاعتقال الإداري، وللمحتجزين الحق في أن يتم إبلاغهم بالتهم الكامنة وراء أي احتجاز وأن يخضعوا لمحاكمة عادلة”.
ودعا الاتحاد الأوروبي الاحتلال الإسرائيلي “إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني والالتزام تجاه حقوق الإنسان وتجاه جميع الأسرى، والالتزام باتفاقية جنيف الرابعة، والحفاظ على صحة الأخرس”.
من جانبه، طالب ممثل الأمم المتحدة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مايكل لينك، الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج الفوري عن الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس، المضرب عن الطعام احتجاجا على مواصلة اعتقاله الإداري.
جاء ذلك في رسالة جوابية من المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة للنائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، يوسف جبارين.
ووفقا للرسالة، فإن لينك طالب “إسرائيل” بإطلاق سراح الأخرس بشكل فوري وإلغاء كافة الاعتقالات
الإدارية ضد الفلسطينيين.
وأكد لينك في رسالته على أن “الاعتقالات الإدارية بحق الفلسطينيين تشكّل خرقا واضحا لمعاهدة جنيف الرابعة، وعلى إسرائيل الالتزام بهذه المعاهدة وإلغاء سياسات الاعتقالات الإدارية”.
اضف تعليقا