تمر اليوم الذكرى الثالثة عشر على اندلاع ثورة 25 يناير المجيدة والتي واجهتها الدولة العميقة في مصر بكل قوة، حتى انتهى به المآل إلى حكم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
السيسي الذي لم يفوت أي فرصة لمهاجمة الثورة المصرية التي أعطاً نفساً من الحرية إلى الشعب الذي ظل تحت الحكم الجبري أكثر من 60 عاما متواصلين، كما أنه حملها كل فشله الاقتصادي والسياسي.
عيش – حرية – عدالة اجتماعية، بتلك الكلمات ضجت الميادين في مصر وعلى رأسها ميدان التحرير وقد عمل السيسي على محو كل مكتسبات الثورة وقد أغرق الدولة وأفقدتها ريادتها.
علاوة عن الديون المتراكمة وحالة من بيع الأصول وعلى رأسها فقدان جزيرتي تيران وصنافير مقابل حفنة من الدولارات استولى عليها هو حاشيته كما فعل بجميع ممتلكات الدولة.. فكيف كانت الدولة وكيف أصبحت؟.
الملف الإقتصادي
اعتلى السيسي السلطة عبر انقلاب عسكري مكتمل الأركان وقد استلم حكم البلاد وسعر صرف الجنيه في البنوك 6 جنيهات لكل دولار فقط أما الآن فإن السعر يتجاوز 65 جنيه للدولار الواحد.
أما الديون المتراكمة على البلاد فقفزت من 34.9 مليار دولار عند قيام الثورة في 2011 إلى نحو 165 مليار نهاية 2023، تشكل في مجملها نحو 40.3% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وتستنزف أكثر من ثلثي موازنة الدولة المخصصة لخدمات الشعب.
وعلى الرغم من تلك الكوارث الاقتصادية إلا أن قائد الانقلاب السيسي مازال يهاجم الثورة المصرية قائلاً “أن الدولة عرت كتفها” بسبب ثورة 25 يناير ومهدداً أنها لن تتكرر مرة أخرى في البلاد.
فقدان الريادة الإقليمية
يدعي عبد الفتاح السيسي أن السبب الرئيس في فقدان مصر لقرارها في سد النهضة كان ثورة 25 يناير في حين أنه هو من تنازل عن حق مصر التاريخي في نهر النيل.
فقدان مصر لريادتها لم يكن في ملف سد النهضة الذي يشكل تهديد حقيقي على البلاد بل جاء أيضًا في الملفات المشتعلة بالدول المجاورة مثل السودان التي تشهد اقتتالا دامياً ولم تستطع أن تسيطر على الوضع بسبب تدخل دول الخليج التي تدعمه بالمال.
أما ملف غزة فإن السيسي لا يملك قرار المعبر خوفاً من دولة الاحتلال الإسرائيلي، كل هذه الملفات تدلل على فقدان مصر لريادتها وضعف الإرادة المصرية بعد الانقلاب الذي قام به الجنرال.
الخلاصة أن مصر الآن تشهد أوضاعاً متدهورة في الاقتصاد والسياسة بسبب قائد الانقلاب الذي أفقدها ريادتها، ورغم ذلك لا يترك أي محفل دون النيل من ثورة 25 يناير والذي يراها كالكابوس الجاثم الذي قد يتحول إلى حقيقة في أي لحظة.
اقرأ أيضًا : يجلس على برميل من البارود.. عرش السيسي في خطر
اضف تعليقا