العدسةياسين وجدي:  

في ظل الازمات الاقتصادية ، ابتكرت هيئات خيرية وشبابيةالعديد من طرق تفعيل الاضاحي في عيد الاضحي المبارك ، وظهرت دعوات شراء الصكوك بثمن أقل مع المشاركةالجماعية والتقسيط مع رواج الفتاوي الدينية الداعمة لذلك.

العدسةيسلط الضوء على اصرار المسلمين على شراءالاضاحي رغم الظروف الصعبة مستندين الى الطرقالجديدة مع تطور الفتاوي.

الصكوك رائجة!

صك الأضحية، هو عبارة عن توكيل من المضحي لآخربشراء سهم في الأضحية والذبح عنه، واعتبرته دار الإفتاءالمصرية جائزا كنوع من الوكالة، فيما ساهمت الظروفالاقتصادية في مصر على رواجه بشكل كبير وفق مراقبين.

جمعية رسالة للاعمال الخيرية في مصر ، لها باع طويل فيهذا المجال ، وتصدرت الدعوة للصكوك هذا العام ، وتركزعلى البعد الديني والعاطفي لجذب اكبر عدد من المشاركينفي الصكوك ، التي حاولت فيها تسهيل الامر على المضحيعبر استلام ثمن الصك سواء عن طريق البنوك او المقابلاتالشخصية او ماكينات الصرف او البريد المصري ، ووصلتكلفة صك الأضحية 1800جنيه.

بنك الطعام المصري يقول من جانبه أنه أول من أصدرصك الأضحية  ” في مصر، منذ نشأته في  2006 عبربرنامج صك الأضحية“، وذلك طبقا للفتوى رقم 1732 لسنة2006 ، ويمثل الصك الواحد قيمة خروف أو سبع عجل طبقاً للشريعة ، وبلغ صك الأضحية البلدي (3000 جنيه مصري)  فيما بلغ صك الأضحية المستورد (1900 جنيه مصري).

الأضحية بالوكالة

مشروع الانابة عن المضحي أخذ شكلا آخر تتبناهلجنةالإغاثة باتحاد الاطباء العرب” ، حيث أطلقت المرحلة الثانية من مشروع من الأضاحى لصالح اللاجئين والنازحين وبعضالأسر الفقيرة، حيث يجرى تنفيذ المشروع في كل منالصومال وبنجلاديش لصالح لاجئى بورما وفلسطين واللاجئين السوريين بالإضافة الى بعض الأسر الأشد فقراً بعدد من القرى بمحافظات  مصر .

اللجنة أوضحت أن قيمة الأضحية بحسب كل دولة ففيالصومال 1600 جنيهاً وبالنسبة إلى لاجئى بورماببنجلاديش 2800 جنيهاً وفي مصر 4500 جنيهاً وسوريا4500 جنيهاً وفلسطين 6000 جنيهاً، مؤكدة أنها تنوب عنالمضحي فى اختيار ونحر الأضحية وتوزيعها علىالمستحقين وفقاً للشروط الإسلامية.

وأضافت في بيان لها أن المشروع وصل لما يقرب من مليونمستفيد خلال الأعوام السابقة بخمسة عشر دولة أفريقيةوأسيوية وهى( مصرالصومالاوغنداجيبوتىاثيوبياالنيجرتشادكينياباكستانفلسطينلبنانسوريابورمابنجلاديشالاردن ).

 

وفي هذا السياق دشنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت مشروع ذبح الأضاحي خارج بلد المضحي ، مؤكدة أن العالم الإسلامي يشهد أوضاعاً إنسانية صعبةفي الكثير من دوله مما يستدعي توفير سبل الحياة لشعوبهالمنكوبة عبر برامج إنسانية توفّر حاجاته الأساسية، ويعدموسم الأضاحي من مواسم الخير التي ينتظرها المسلمونالذين يتعرضون لمشكلات على المستوى المعيشي كدولالحروب والمحاصرين واللاجئين والدول التي تشهد كوارثبيئية كالجفاف والتصحر في إفريقيا، مؤكدة أن التوكيل بذبح الأضحية خارج البلاد جائز ولا يحتمل الخلاف.

بالخط الساخن كذلك !

كما أطلقت الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاحالاجتماعي في الكويت حملة الأضاحي للعام الهجري1439هـ تحت شعارأضحيتك أجر وفرحة“، بهدف إيصالالأضاحي إلى أكثر من 40 دولة موزعة على قطاعاتهاالأربعة، آسيا وأفريقيا وأوروبا والقطاع العربي ولجأتالهيئة الي استقبال تبرعات المحسنين لمشروع الأضاحيعبر فروعها في مختلف مناطق الكويت، أو عبر موقعها علىالإنترنت ، أو من خلال الخط الساخن.

وأوضحت الهيئة أنها نفَّذت المشروع العام الماضي فيأكثر من 40 دولة، واستفاد منه أكثر 947 ألف مستفيد، شملت أفريقيا وآسيا وأوروبا والدول العربية، حيث بلغإجمالي عدد الأضاحي 23477  ألف أضحية، منها 22160 أضحية من الغنم تقريباً، فيما بلغ عدد أضاحي البقر 1317 تقريباً.

التقسيط ينافس !

وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ، تبني علماء دين مبادرات للتوسع فى فكرة شراء الأضحية بالتقسيط وذلكلتشجيع الناس على إقامة سنة الأضحية،خاصة فى ظلغلاء الأسعار الذى يجعل الكثيرين يحجمون عن الشراء ممايحرم الفقراء من حقهم فى تذوق طعم اللحوم التى حرموامنها طوال العام، ومنهم الدكتور شوقى علام مفتى الديارالمصرية والدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمعالبحوث الإسلامية في مصر، ودائرة الإفتاء في الاردن.

وفي الجزائر انتشرت عروض التقسيط للأضاحي انطلاقامن 35 ألف إلى 59 ألف دينار مع إمكانية التسديدبالتقسيط للعمال في  المؤسسات العمومية، على أن يدفعالمواطن الراغب في ترك أضحيته على مستوى مستودعاتالوحدة مبلغا رمزيا لا يتعدى الـ1000 دينار على أن يستلمهقبل العيد.

وفي الأردن لجأ كثير من المواطنين هذا العام لشراء أضحيتهم عن طريق التقسيط ، نظرا لارتفاع أسعارها التي تراوحت بين 120 الى 200 دينار للخروف في ظل الاوضاع المادية الصعبة التي يعيشونها ، واشاروا الى أن مواقع بيع الأضاحي التي تبيع بالتقسيط تمكن المواطنين من الشراءوتوفير الأضحية للأسرة ما ييسر عليهم القيام بالسنة النبوية وفق تقارير اعلامية .

وفي مصر أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية هذا العامعن توفير أضحية العيد بالتقسيط للمواطنين في عدد منالمحافظات ، سواء خروف او عجل أو جمل على 12 شهروبقسط شهري 160 جنيه مصري.

وكانت جمعية الأورمان المقربة من النظام المصري وفرتالعام الماضي نظام لتقسيط ثمن صك الأضحية، لمدة تصلإلى 12 شهرا، بحد أدنى 160 جنيها شهريا، ولكن هذاالنظام لم يعد متوفرًا هذا العام نظرا لظروف مصرالاقتصادية.

المشاركة الجماعية

ويلجأ البعض إلى فتاوي شرعية تجيز المشاركة الجماعيةفي الاضحية، لكن على أن تكون فى البقر والأبل فقط ، حيثباتت وسيلة سنوية تذلل الظروف الاقتصادية أمامهم للقيامبالاضحية.

وأصدر المركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، فتوى هذاالعام بأنه يجوز الاشتراك فى الأُضْحِية إذا كانت من الإبلأو البقرويلحق به الجاموس فقط ، وتجزئ البقرة أو الجملعن سبعة أشخاص، فيما شددت دار الافتاء المصرية علىأنه لا يجوز الاشتراك فى الشاة والماعز؛ لأن الواحدة منها لاتجزئ إلا عن أضحية واحدة.

فلسطين حاضرة ! 

ومع تنوع الوسائل لشراء الاضاحي ، تنوعت الحملات لدعمفلسطين تحت هذا الاطار ، ففي اليمن وتحت شعار: “ضحي لمن ضحىدشنت جمعية الأقصى حملتها السنوية1439هـ لدعم مشاريع الأضاحي في فلسطين المحتلة ومخيمات اللاجئين.

وتنفذ الجمعية مشروع توزيع لحوم الأضاحي للفقراءوالمعوزين وأسر الشهداء والجرحى بالإضافة إلى الأيتام والأسر التي تكلفها الجمعية ، وتنفذه الجمعية في غزةوالضفة والخليل والقدس وفي مخيمات الشتات.

ولم تغب لبنان عن المشاركة حيث دشنت جمعية وقف القدسللرعاية والتنمية مشروع ” “خلي اضحيتك لفلسطينتحتشعار “#ضحي_لمن_ضحى“، مؤكدة أن المشروع يحملرسالة قوية لدعم صمود الشعب الفلسطين في مواجهةالمحتل الغاشم وانه ليس وحده في ذلك، فيما بلغ سعرالاضحية 150 دولار.