تتحدث الصحف العالمية على صفقة تطبيع محتملة بين المملكة العربية السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي والتي تقود المباحثات فيها الولايات المتحدة الأمريكية لكن الرياض تضع شروطاً تعرقل الاتفاق.

تسعى المملكة إلى إبرام اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة وهو ما يرفضه الشعب الأمريكي برمته بسبب الملف الحقوقي السيئ للسعودية بيد أنها ترتكب جرائم بحق المعارضين ومعتقلي الرأي.

على رأس هذه الجرائم تأتي جريمة مقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي والتي مر عليها ما يقرب من 5 سنوات ولم تتحقق العدالة ولم يتم محاسبة الجاني الذي خرج من عزلته الدولية مؤخراً.

زار الرئيس الأمريكي جو بايدن المملكة بالعام الماضي بعدما صرح أنه ينوي أن يعاقب الدولة الخليجية ” المنبوذة” إضافة إلى معاقبة ولي العهد الذي أعطى الأوامر لفرقة الموت بقتل خاشقجي.

https://s.france24.com/media/display/7a39c504-1f3c-11e9-ad20-005056a964fe/w:980/p:16×9/khshqjy_0.jpg

جريمة خاشقجي

بعد اعتلاء ولي العهد الحكم بأكثر من عام بقليل قرر الأمير محمد بن سلمان التخلص من الصحفي جمال خاشقجي الذي تسبب في أرق دائم للأسرة الحاكمة بسبب مقالته المؤثرة.

ارسل ولي العهد فرقة الموت في أكتوبر عام 2018 لتنتظر خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، وفور وصوله ينقضوا عليه ويتصلون بالفيديو بمستشار ولي العهد سعود القحطاني الذي أمرهم بقتله قائلاً “أتوني برأسه”.

وبالفعل قتلت فرقة الموت خاشقجي وقاموا بتقطيع جثته وغير معروف مكان وجودها حتى الآن لكن حتى وإن كان مكان الجثة غير معلوم فإن القاتل والجاني بات معروفاً للجميع بعدما أكد تقرير استخباراتي أن الواقعة تمت بأوامر من ولي العهد بشكل مباشر.

الإفلات من العقاب 

أحدثت الجريمة ضجة كبيرة في العالم كله بسبب مكانة خاشقجي ولعظم الجريمة وطريقة ارتكابها ولذلك ظل ولي العهد منبوذاً لفترة طويلة أو ما يشبه العزلة الدولية لكنه وجد الفرصة في الحرب الروسية الأوكرانية.

تسبب اجتياح القوات الروسية للأراضي الأوكرانية في أزمة غذائية علاوة عن أزمة وقود كبيرة وهو ما استغله ولي العهد المنبوذ الذي يسيطر على جميع مؤسسات المملكة الغنية بالنفط.

استقبل ولي العهد الرئيس بايدن وإعلامه يحتفي بتلك الزيارة ويرفع من شأن محمد بن سلمان كونه حقق انتصار كبير لكن الحقيقة تقول أن الشعب الأمريكي رفض إبرام اتفاقية مع السعودية بسبب الملف الحقوقي كونه يعلم بجرائم ولي العهد.

الخلاصة ان محمد بن سلمان ظن أنه نجا بأفعاله الدنيئة بقتله المعارضين واعتقالهم والتنكيل بهم لكن الشعوب لا تنسى الجريمة ولا تنسى الجاني حتى لو هادن بعض الحكام من أجل المصالح فإن لعنة خاشقجي ستظل تطارد ولي العهد حتى النهاية.

اقرأ أيضًا : لقاءات سرية بين بن سلمان ومسؤولين إسرائيليين.. هل اقترب إعلان التطبيع؟!