بدأ عدد كبير من سجناء الرأي في سجن جو بالبحرين إضرابًا عن الطعام منذ قرابة أسبوعين احتجاجًا على سوء أوضاع الاحتجاز التي تفتقر إلى أدنى المعايير التي تنص عليها المعاهدات والقوانين الدولية.

وفي تصريح خاص، قال سيد أحمد الوداعي، معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد)، ونزيل سابق في سجن جو: “اظن أن الإضراب هذه المرة سيكون من أقوى الاحتجاجات التي حدثت داخل نظام السجون البحريني”.

وبحسب بيان صادر عن السجناء المفرج عنهم نشره حزب الوفاق المعارض المحظور، فإن مطالبات الإضراب عن الطعام تتضمن الحصول على زيادة عدد ساعات التريض والتي لا تزيد عن ساعة يوميًا في الوقت الحالي، والسماح للسجناء بالصلاة جماعة في مسجد السجن، والصلاة جماعة في مسجد السجن، وإلغاء القيود المفروضة على زيارات الأسر، مع تحسين المرافق التعليمية والحصول على الرعاية الطبية المناسبة.

وأضاف السجناء “هذه ليست مطالب عبثية أو ترفيهية، لكنها مطالب ضرورية للحياة البشرية”.

تملك مملكة البحرين البحرين يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، سجلًا وحشيًا فيما يتعلق بحقوق الإنسان، يجعل معدل الحبس فيها من أعلى معدلات الحبس للفرد في الشرق الأوسط، ويقدر عدد الأشخاص الذين يقبعون وراء القضبان بنحو 3800 شخص، بينهم 1200 سجين رأي حسب معهد “بيرد”.

منذ انتفاضة الديموقراطية التي قامت في البحرين ضد النظام الحاكم بقيادة آل خليفة عام 2011 في أعقاب ثورات الربيع العربي، ازداد معدل الاعتقال التعسفي بشكل ملحوظ، كما تم سجن عدد كبير من الأشخاص الذين شاركوا في المظاهرات، إذ شنت الحكومة حملات قمع كاسحة ضد النشطاء والمجتمع المدني والجماعات السياسية المعارضة، كما قامت بحظر حزبين سياسيين.

معظم السجناء السياسيين البالغ عددهم 1200 سجين في البحرين موجودون في سجن جو. يقول سجناء سابقون مثل الوداعي إن السجناء السياسيين يقيمون في عنابر منفصلة ويتعرضون لمعاملة قاسية بشكل خاص.

سجناء سياسيون بارزون، بمن فيهم المدافع البارز عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة، من بين المضربين عن الطعام في جو، وقد قالت ابنته الناشطة مريم الخواجة إن والدها المسجون منذ 2011 بدأ إضرابه عن الطعام للمطالبة بعلاج طبي ملائم لمرض في القلب، بعد أن حُرم من موعد مع طبيب قلب في 11 مرة.

وأضافت أن والدها يعتقد أنه تعرض لعقوبة إضافية بعد أن طالب السجناء بتلقي الرعاية الطبية المناسبة، وتابعت مريم “نقص الرعاية الطبية يعرض حياته للخطر… إنه يعاني من عدم انتظام ضربات القلب وهو معرض لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في أي وقت… نعتقد أن والدي يحتاج إلى جراحة عاجلة لتركيب جهاز تنظيم ضربات القلب “.

ويقول السجناء إن الحرمان من العلاج الطبي واستخدام الحبس الانفرادي التأديبي والحرمان من أبسط الحقوق أمر متفشي بكثرة داخل السجون.

يُذكر أن المعتقل أحمد جعفر محمد علي، المعارض الذي تم ترحيله من صربيا إلى البحرين العام الماضي في انتهاك لحكم أصدرته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بسبب مخاوف من تعرضه للتعذيب في البحرين، انضم إلى الإضراب عن الطعام.

وفي تصريحات خاصة، قالت عائلته إنه بعد أن طلب مقابلة الضابط المناوب في جو في 15 أغسطس/آب، وصل الضابط وأمر الحراس الآخرين برش الفلفل على وجهه، ثم تم تقييده وذراعيه خلف ظهره وعلى رجليه، قبل نقله إلى الحبس الانفرادي.

في سياق متصل، قالت مريم الخواجة إن المساعدة الدولية الواسعة التي تتلقاها السلطات البحرينية من الخارج، بما في ذلك بريطانيا تشجع النظام على ارتكاب المزيد من الانتهاكات، لافتة إلى لقاء رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، مع ولي عهد البحرين، سلمان بن حمد آل خليفة، في يوليو/تموز الماضي، بالإضافة إلى زيادة بريطانيا من تمويلها لوزارة الداخلية البحرينية والهيئات الأمنية إلى 1.8 مليون جنيه إسترليني العام الماضي من خلال صندوقها الاستراتيجي الخليجي المبهم.

وأضافت: “تعرف الأسرة الحاكمة أنها تعتمد كليًا على حلفائها الغربيين … لقد مكنوا النظام البحريني من البقاء في السلطة”.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا