أعلن “فايز السراج” رئيس المجلس الرئاسي لحكومة “الوفاق” الليبية المعترف بها دوليًا، أن أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) “ينس ستولتنبرج” أعرب له عن قلق الحلف من قتال مرتزقة “فاغنر” الروس في صفوف الجنرال المتقاعد “خليفة حفتر”.
حيث اعتبر أنّ استهداف المدنيين والبنى التحتية في طرابلس “أمر غير مقبول”، مشدداً على عدم وجود حلّ عسكري للأزمة الليبية.
وفي اتصال له مع “السراج”، قال “ستولتنبرج”: إنّ الحلف يعتبر حكومة “الوفاق” الليبية حكومة شرعية لا يتم التعامل مع غيرها.
وبحسب بيان نشره المكتب الإعلامي لـ”السراج”، فقد بحث الطرفان خلال الاتصال، التطورات العسكرية والأمنية، وخطورة الوضع الأمني في ليبيا، بسبب عدوان “حفتر” على طرابلس وضواحيها.
وأشار “ستولتنبرج” إلى “قلق الحلف من تواجد مرتزقة روس من فاغنر تحارب مع الطرف المعتدي، وأكد على ضرورة تطبيق حظر وصول السلاح براً وجواً وعدم الاكتفاء بتطبيقه بحراً فقط”.
واتفق الجانبان على التنسيق والتعاون بين أجهزة الحلف والمؤسسات العسكرية والأمنية الليبية، وعلى تفعيل اللجان المشتركة بين الجانبين.
كما أعرب “السراج” عن أمله أن “يساهم التعاون مع الحلف في تحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا”، مؤكداً موقفه الثابت تجاه العدوان.
وغالباً ما يستعين “حفتر بمرتزقة من جنسيات مختلفة في معاركه ضد حكومة “الوفاق” المدعومة دولياً. وقالت الأمم المتحدة في تقرير تم تسليمه إلى مجلس الأمن الدولي في 24 إبريل/ نيسان، إن مرتزقة من مجموعة “فاغنر” الروسية ومقاتلين سوريين جاؤوا من دمشق لدعم قوات حفتر في ليبيا.
وكان “ستولتنبرج” قد أبدى، الخميس، استعداد الحلف لدعم حكومة “الوفاق” الليبية برئاسة السراج.
وفي مقابلة مع صحيفة “ريبوبليكا” الإيطالية، شدد “ستولتنبرج” على أنه لا يمكن وضع حكومة “السراج”، المعترف بها دولياً، والجنرال الانقلابي “خليفة حفتر” في كفة واحدة.
وأضاف أنه “يجب على كافة الأطراف الليبية الالتزام بحظر استيراد السلاح، وهذا لا يعني وضع حفتر وحكومة السراج في كفة واحدة، ولهذا السبب الناتو مستعد لدعم حكومة طرابلس”.
وفي رده على سؤال حول أنشطة تركيا في سورية وليبيا والبحر المتوسط، قال “ستولتنبرج” إن “الناتو يضم 30 دولة حليفة، ويوجد بينها اختلاف في المواقف إزاء العديد من الملفات، لكن أنقرة حليف مهم”.
بالتوازي مع ذلك، قال المستشار الإعلامي لوزارة الصحة بحكومة “الوفاق” “الأمين الهاشمي”، إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب ثمانية آخرون في قصف طاول مقراً للنازحين بمنطقة الفرناج بطرابلس.
وأضاف “الهاشمي”، في تصريح لــ”العربي الجديد”، أن ميليشيات حفتر قصفت، مساء السبت، مقراً لإيواء النازحين أقامته السلطات بمنطقة الفرناج للنازحين من بيوتهم من مناطق جنوب طرابلس.
وأفاد “الهاشمي”، في معرض تصريحه، بأن بعض المصابين يعانون إصابات خطيرة، مشيراً إلى أن سيارة إسعاف أصيبت بشظايا أثناء محاولتها الوصول إلى العالقين داخل المقر.
وتسبب عدوان ميليشيات “حفتر” على العاصمة طرابلس في تهجير أكثر من 130 ألف مواطن من مساكنهم من مناطق جنوب طرابلس، إضافة لاستهداف العشرات من المدنيين جراء القصف العشوائي على الأحياء السكنية في مختلف أرجاء العاصمة، طيلة أكثر من عام من عدوانها.
اضف تعليقا