يعكف حكام آل سعود خلال السنوات الاخيرة على التزود بكميات هائلة من الأسلحة حديثة الصنع وعالية الكفاءة في مسعى لتعزيز القدرات القتالية للمملكة، ويخيل إلى المراقبين أن الإدارة السعودية تخطط للقيام بحرب مصيرية تستهدف عدوا ضخما وعالي القدرات ويمثل تهديدا مباشرا وخطيرا لها.

فقد أعلن السيناتور الأمريكي  بوب مينينديز، الأربعاء الماضي أنّ الرئيس دونالد ترامب يعتزم إبرام صفقة تسلّح جديدة مع السعودية، بعد عام على تمرير إدارته، رغماً عن إرادة الكونغرس، صفقة ضخمة أخرى لتسليح المملكة.

وقال السيناتور بوب مينينديز، في مقال نشره الموقع الإلكتروني لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية إنّ “الإدارة تحاول حالياً بيع آلاف القنابل الدقيقة التوجيه الإضافية إلى صديق الرئيس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.

وذكّر السيناتور الديموقراطي بأنّه في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018 رفض الكونغرس صفقة أبرمتها إدارة ترامب لبيع كلّ من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أسلحة مختلفة بقيمة إجمالية تصل إلى 8 مليارات دولار.

وكان وزير الخارجية مايك بومبيو نجح في تخطّي رفض الكونغرس لصفقة الأسلحة مع السعودية بلجوئه إلى آلية غامضة اعتبر فيها أنّ إبرام هذه الصفقة أمرا “طارئا”.

وتابع مينينديز: “اليوم، بعد مرور عام، لا يوجد حتى الآن أي مبرّر للولايات المتحدة لبيع قنابل إلى المملكة العربية السعودية. ولهذا السبب أشعر بالقلق بشكل خاص لأنّ وزارة الخارجية ما زالت ترفض أن تشرح لماذا من الضروري بيع آلاف القنابل الجديدة إلى المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى آلاف القنابل الأخرى التي ما زال يتعيّن تسليمها في إطار الإجراء الطارئ الذي اعتمد العام الماضي”.

وفي أحدث تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري”، جاءت المملكة العربية السعودية في المركز الـ 5 من حيث الإنفاق العسكري عالميا، بعد إنفاق بلغ 61.9 مليار دولار متقدمة على فرنسا، بريطانيا، اليابان، ألمانيا وكوريا الجنوبية التي احتلت المراكز من السادس إلى العاشر.

وأصبحت السعودية الأولى عربيا من حيث التسلح، وقد أشارت التقارير إلى زيادة استيرادها في كميات الأسلحة بنسبة 130%. وتعتبر الولايات المتحدة المزود الأول للسعودية مع أكثر من 70% من واردات هذا البلد، وأتى ذلك رغم “المخاوف الكبيرة” المتعلقة بالتدخل العسكري السعودي في اليمن.

الشعوب العربية هي الهدف

حجم الإنفاق السعودي المحموم على مشتريات الأسلحة ظهرت أهدافه على أكثر من واجهة لكنها ليست الوجهات المفترضة التي تشكل تهديدا مباشرا على الأمة العربية مثل الكيان الصهيوني الغاصب وعملاؤه في المنطقة، بل تمثلت في الشعوب العربية الحرة التي استفاقت من سباتها الطويل وانتفضت على جلاديها وأزاحت عن صدرها جثث المستبدين النتنة.

اذ استمات آل سعود في الذود عن كراسي كل طاغية عربي من بشار الأسد قاتل النساء والأطفال إلى نظام السيسي العميل المنقلب على إرادة الشعب المصري الحر وصولا إلى اليمن الذي لم يعد سعيدا بفعل آلة الدمار التي ألحقتها بهم ايادي الغدر السعودي الاماراتي .

وبما أن النظام العشائري السعودي لا يفهم معاني التحرر الوطني ولا يستنشق نسائم الحرية ولا تداعبه خلجات التداول على السلطة بشكل ديمقراطي حضاري، فإن النتيجة الحتمية تمثلت في إطلاق الضغائن والأحقاد وتربية الكراهية وسفك الدماء وسحق المظلومين الحالمين بغد أفضل تتوفر فيه أدنى مقومات الإنسانية والكرامة الوطنية . لذلك فلا عجب أن نجد النظام السعودي يقف وراء كل محاولات تأبيد آلة الاستبداد ويمد يده دعما للأنظمة الحاكمة في كل من سوريا ومصر واليمن والسودان بل يتحول إلى جلاد عديم الرحمة في أكثر من ميدان تدور فيه رحى الحروب ضد الشعوب، فيمطر العزل المطالبين بالحق في الحياة بوابل من النيران التي تصبها طائراتهم فوق رؤوسهم فتحرقهم وتدمر منازلهم وتشتت عائلاتهم. وكل ذلك دون سبب واضح إلا الهرولة لارضاء أسيادهم في تل أبيب والتزلف للعم سام عساه يقبل تمسحهم على الأعتاب.

إن السعي المحموم لتكديس الأسلحة المتنوعة ليس إلا رغبة فاجرة في ارتكاب الجرائم في حق الشعوب وخنق الثورات الصادقة حتى لا تتحول مع الزمن إلى قوى هادرة تعصف بقادة التكلس والارتكاس التي تسببت طيلة عقود في إلحاق الهزيمة بالروح المعنوية العربية أمام شرذمة من الصهاينة الوافدين من وراء البحار وشذاذ الآفاق ولصوص الحانات، وسوف يسجل تاريخ آل سعود أنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة تجاه العدو الحقيقي للأمة في مقابل تدميرهم لبلدان بأكملها كان ذنب أبنائها أنهم حلموا يوما بغد أفضل.