يبدو أن الإمارات حظها عاثر مع رجال الأعمال الهنود، الذين يتصيدون زبائنهم من رجال الأعمال والبنوك الإماراتية، من أجل الاحتيال والنصب عليهم والحصول على ملايين الدولارات من ورائهم ثم الفرار بها مرة أخرى إلى الهند، وكأن شيئًا لم يكن.

فحسب موقع gulfnews، فقد قام رجل أعمال هندي يدعى يوغيش فاريفا، بالاحتيال على عدد من التجار والشركات في الإمارات بمبلغ قيمته 6 ملايين درهم.

وذلك قبل أن يسلك طريقه هارباً إلى بلاده وسط 170 راكباً على متن إحدى رحلات إجلاء كورونا من مطار أبوظبي إلى حيدر آباد بتاريخ 11 مايو/أيار 2020.

وأشار الموقع إلى أن تجاراً تعاملوا مع رجل الأعمال فاريفا مالك شركة “Royal luck food trading” البالغ من العمر 36 عاماً، قبل أن يفاجئوا بإغلاقه الشركة، واختفاء جميع العاملين.

فيما ذهب شركاء الهندي الهارب إلى قنصلية بلاده وتقدموا بشكوى رسمية، كما ذهبوا ومعهم شيكات إلى مركز شرطة في دبي.

“فاريفا” قام بعملية الاحتيال من خلال سحب بضائع بشيكات آجلة من نحو 40 تاجراً وبيعها بأسعار أقل بالسوق الفورية واشتملت على مواد غذائية وقفازات وكمامات، ما يعني تحقيق مكاسب طائلة مقابلة حزمة من “الأوراق عديمة القيمة”.

 

فيما أشار مستشار قانوني إلى أنه: “من الغريب أن المحتال حصل على مقعد في الرحلة التي كان الهدف منها إحضار مواطنين هنود عالقين بسبب كورونا ممن سجلوا في السفارة والقنصلية الهندية يطلبون العودة إلى الوطن لأسباب عاجلة”.

أحد التجار قال للموقع إن رجل الأعمال “المحتال” سيحقق أرباحاً طائلة حتى وإن باع المواد التي اشتراها بعشر سعرها.

ولم تكن هذه عملية النصب الوحيدة التي تمت في الإمارات خلال الفترة الماضية، حيث سبقه رجل أعمال آخر، في نهاية شهر أبريل/نيسان كانت الإمارات قررت تجميد حسابات ملياردير هندي آخر يدعى بي آر شيتي ، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة “إن إم سي” للرعاية الصحية في الإمارات، بعد اتهامات له بالهروب بأموال من بنوك إماراتية، عقب أخذ قروض منها بمليارات الدولارات، في حين قال الملياردير إنه سيعود إلى الإمارات عندما تُرفع قيود السفر.

وقد أصدر مصرف الإمارات المركزي، في 26 أبريل/نيسان قراراً بتجميد حسابات بي آر شيتي على خلفية تعثر مجموعته في سداد 6.6 مليار دولار، وفقاً لما ذكرته صحيفة “الإمارات اليوم”.

أوضح المصرف أن التعليمات شملت تجميد حسابات عائلة الملياردير إلى جانب حسابات الشركات التي يمتلك فيها حصة، و”إدراج العديد من الشركات المرتبطة به على القائمة السوداء، جنباً إلى جنب مع إدارتها العليا بالكامل، وعدد من الموظفين الرئيسيين لهذه الشركات في القائمة بالمثل”.

في حين أبدت عائلة الملياردير الهندي أسفها لتجميد الحسابات المصرفية للعائلة، في تعليقها على القرار.

وقالت في بيانها إن “طلب تجميد الحسابات غير ضروري، تعمل شركاتنا في مجالات تُسهم بتحقيق الأمن الغذائي، وإمداد الإمارات بالصناعات الدوائية، وتلعب دوراً حيوياً في تعزيز الاقتصاد”، وفق قولها.

أشارت العائلة في بيانها إلى أن تجميد حساباتها يعرّض هذه الأعمال وموظفيها وقدرتها على العمل، وتلبية طلبات الإمداد الحالية، لخطر كبير، مضيفة: “لا سيما في هذا الوقت الذي نشهد فيه أزمة صحية عالمية”، بحسب وكالة الأناضول.

أما شيتي فكان قد قال في تصريح لموقع The Nathional الإماراتي يوم 17 أبريل/نيسان 2020، إنه سافر إلى الهند في فبراير/شباط 2020 لأسباب شخصية، متحدثاً عن مساندته لشقيقه المُصاب بالسرطان، الذي قال إنه توفي بعد أسبوعين.

أشار شيتي إلى أنه سيعود إلى الإمارات عندما يتم رفع قيود السفر، لكن هذا التصريح جاء قبل الإعلان عن تجميد حساباته وحسابات عائلته، ما يجعل من عودته أمراً غير مؤكد.

“احتيال” كبير: كانت بنوك الإمارات قد استفاقت على عملية احتيال كبيرة بحسب ما تنظر لها السلطات، عندما حصل بي آر شيتي على قروض من 12 بنكاً إماراتياً تبلغ قيمتها 6.6 مليار دولار، ثم في ليلة وضحاها غادر الإمارات وفرّ إلى بلده الهند، حيث يقيم هناك في مكان غير معروف.

في التاسع من أبريل/نيسان 2020، أصدرت المحكمة العليا في المملكة المتحدة قرارها بتعيين حارس قضائي على “إن إم سي”، استجابة للطلب الذي تقدّم به بنك أبوظبي التجاري، وعدم اعتراض الشركة على هذا الطلب.

اقرأ أيضاً: فضيحة تهز الإمارات .. ملياردير هندي ينهب 6.6 مليار دولار ويفر هاربا