مكبلًا بالأساور الحديدية في مستشفى المحلة العام بمحافظة الغربية، هكذا فارق المعتقل المصري حسن زيادة (54 سنة) الحياة، بعدما نقل إلى المستشفى إثر  الاشتباه في إصابته بفيروس كورونا.

جاء ذلك حسب ما كشفت عنه التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، حيث عانى “زيادة” من أعراض الإصابة بالفيروس المستجد داخل محبسه في قسم شرطة أول المحلة الكبرى.

في الوقت الذي رفضت إدارة القسم علاجه أو عزل المخالطين له، قبل أن تتدهور حالته الصحية ويتم نُقله إلى المستشفى التي مكث فيها مكبلًا حتى وفاته.

وأشارت التنسيقية في تقريرها الصادر اليوم الاثنين، إلى أن المعتقل الراحل نقل إلى المستشفى “بعد حملة استغاثات من أهالي معتقلي قسم شرطة أول المحلة، بسبب ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا على 20 معتقلًا، في ظل تجاهل تام من وزارة الداخلية”.

مات مكبلًا.. وفاة المعتقل حسن زيادة بعد شهرين من حبسه بتهمة "التكبير"لفظ المعتقل حسن زيادة، وكيل مدرسة الجيل المسلم…

Publiée par ‎التنسيقية المصرية للحقوق والحريات‎ sur Dimanche 7 juin 2020

وكان زيادة، والذي عمل كوكيل لمدرسة الجيل المسلم بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، قد اعتقل في 28 مارس/آذار الماضي، من منزله بمدينة المحلة الكبرى، على خلفية اتهامه بالمشاركة في حملة “التكبير” التي ظهرت في مصر عقب انتشار فيروس كورونا.

ويعتبر حسن زيادة المعتقل المصري الثاني الذي يموت خلال شهر يونيو/حزيران الحالي نتيجة الإهمال الطبي.

ففي يوم الثلاثاء الماضي، لفظ المعتقل رضا مسعود أحمد عبد الله (70 سنة)، وكان مهندسًا زراعيًا متقاعدا، أنفاسه الأخيرة في سجن شبين الكوم العمومي بمحافظة المنوفية، نتيجة الإهمال الطبي، إذ كان يعاني من مرضي الضغط والسكري، واعتقلته قوات الأمن المصرية من منزله في 27 أغسطس/آب 2019.

ونتيجة الإهمال الطبي في السجون ومراكز الاحتجاز المصرية، توفي ثمانية معتقلين في مايو/أيار، ومعتقل واحد في إبريل/نيسان، فضلًا عن وفاة 6 معتقلين في مارس/آذار، وخمسة معتقلين في فبراير/شباط، وسبعة معتقلين في يناير/كانون الثاني الماضي.

وتتقاعس السلطات المصرية عن تقديم الرعاية الطبية اللازمة للحفاظ على حياة السجناء رغم انتشار وباء كورونا في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة.

وكان الإجراء الوحيد الذي اتخذ في هذا الشأن من قبل إدارة مجمع سجون طرة، جنوبي القاهرة، والتي أخلت زنازين عنبر “ب” من رقم 1 إلى 6 في “سجن طرة تحقيق”، وحولتها إلى غرف عزل للمصابين، بالإضافة إلى إخلاء الغرف من رقم 10 إلى 18 في عنبر “ج” بسجن استقبال طرة للغرض نفسه.

وجاء هذا الإجراء كرد فعل على الاستغاثات والمناشدات الحقوقية، بعد إعلان وزارة الداخلية المصرية، في بيان رسمي، نهاية مايو/أيار الماضي، إصابة الموظف في سجن طره سيد حجازي بفيروس كورونا، والذي اكتشفت إصابته بعد وفاته.

وعلى الرغم من ظهور 8 إصابات بفيروس كورونا في سجن تحقيق طرة، و11 إصابة في سجن استقبال طرة، إلا أن أطباء السجن يتجاهلون المصابين، وتتم رعايتهم من قبل الأطباء المعتقلين خلال فترة التريض من دون أبسط أدوات الوقاية، ما يعرض حياتهم للخطر ويهدد بانتشار الوباء.