في حادثة نادرة أن يقوم مسؤول إماراتي بانتقاد حلفاء أو أتباع لدولته بشكل علني، هاجم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية “أنور قرقاش”، عددا من حلفاء بلاده في اليمن، أبرزهم قادة المجلس الانتقالي الجنوبي، إضافة إلى حليفهم في ليبيا، اللواء الانقلابي “خليفة حفتر”.

جاء هجوم “قرقاش” خلال مشاركته بمنتدى على شبكة الإنترنت، الأربعاء، قال فيه: إن “بعض أصدقائنا اتخذوا قرارات فردية أحادية الجانب”.

وأضاف: “رأينا ذلك مع المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، ولاحظنا ذلك مع الجنرال حفتر في ليبيا”، بحسب ما نقلته وكالة “بلومبرج” الأمريكية.

وأشار “قرقاش” إلى: “لقد ثبت أن الكثير من هذه الحسابات ذات الجانب الواحد خاطئة، فهذه الحسابات تجعلك لا تملك في بعض الأحيان السيطرة أو المشورة الأخلاقية التي تريدها على بعض أصدقائك”.

فيما قال الوزير الإماراتي إن أبوظبي تدعم “إعلان القاهرة”، الذي أعلنه رئيس النظام المصري “عبد الفتاح السيسي” في مؤتمر مع “حفتر”، ورئيس مجلس النواب في طبرق “عقيلة صالح”.

وكعادته هاجم “قرقاش” تركيا من جديد، قائلا إنها الطرف الوحيد الآن الذي يعارض وقفا شاملا لإطلاق النار في ليبيا، وتصر على الاستيلاء على مدينة سرت أولا.

وقال: “ما لا تفهمه تركيا اليوم هو أن الحصول على 100 كيلومتر هنا أو 200 كيلومتر هناك لن ينهي الأزمة في ليبيا، تركيا الآن هي الدولة الوحيدة التي تعترض على وقف شامل وفوري لإطلاق النار”.

وأردف: “ستكون المعركة المقبلة حول سرت مشكلة حقيقية”.

وتستعد قوات حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، لاقتحام حدود سرت، لكن يبدو أن الحلف المؤيد لـ”حفتر” يصر على عدم السماح لها بدخول المدينة، حيث حشدت روسيا مرتزقة “فاغنر” داخل المدينة، وأشرفوا على صنع دفاعات محكمة على أطرافها عبر تلغيم المنازل والطرقات، وكذلك أرسلت مصر خبراء تشويش لمحاولة منع الطائرات المسيرة التركية من تنفيذ هجمات.

ولا تزال سرت تمثل مشكلة في التفاوض بين تركيا وروسيا على تفاصيل التسوية، وتسبب اختلاف وجهات النظر حولها في تأجيل زيارة لوزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” إلى أنقرة.

وتسبب الانهيار الذي أصيبت به قوات “حفتر” في غضب مصري إماراتي على الجنرال الليبي، بسبب ما اعتبروه سوء إدارة منه للمعركة على الأرض، وعدم استغلال الدعم من القاهرة وأبوظبي وموسكو وباريس كما يجب، حيث ظهرت أنباء تفيد بصدور قرار بإخراجه من المشهد الليبي، خاصة مع رفض حكومة الوفاق التعامل معه.