مع حلول الذكرى الـ48 لاستشهاد الأديب المناضل غسان كنفاني (36 عاما)، في الثامن من يوليو تموز، وذلك بتفجير سيارته من قبل  الموساد الإسرائيلي عام 1972، في منطقة الحازمية قرب بيروت، واستشهدت برفقته ابنة شقيقته فايزة، لميس حسين نجم (17 عاما)، تحل علينا نسمات عطرة من كلمات الأديب الثائر.

وقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لكنفاني، عبارة عن مقابلة صحفية أجراها معه صحفي أجنبي باللغة الانجليزية، تكلم فيها عن حق الفلسطينيين وعدم اعترافهم بما يسمى بمحادثات السلام مع الصهاينة أو استسلامهم للشروط التي يمكن أن تملى عليهم.

لماذا لا تتحدثون مع الإسرائيليين؟ وهذا رد “غسان كنفاني” بعد 48 عامًا من استشهاده

لماذا لا تتحدثون مع الإسرائيليين؟ وهذا رد “#غسان_كنفاني” بعد 48 عامًا من استشهاده

Publiée par ‎العدسة The Lens‎ sur Vendredi 10 juillet 2020

وسأله الصحفي الأجنبي:  لماذا لا تدخل منظمتكم في محادثات سلام مع الإسرائيليين؟ فكان جواب “كنفاني” المفحم: أنت لا تقصد محادثات سلام، وإنما استسلام!

وعندما أراد الصحفي أن يخرج من مأزقه، سأل مرة أخرى:  لماذا لا تتحدث فقط؟ فعالجه “كنفاني” بجوابه: نتحدث مع من؟

وأردف الصحفي: التحدث مع القادة الإسرائيليين، فرد عليه “كنفاني”: ذلك النوع من المحادثات بين السيف والرقبة؟

وتابع الصحفي: إذا لم يكن هناك سيوف وبنادق في الغرفة ستستطيعون التحادث؟

فقال “كنفاني”: لا، لم أر أبدا محادثات بين مستعمر وحركة تحرر وطني

رغم ذلك لماذا لا تتحادثون؟ استفهم الصحفي، فأجاب “كنفاني”: التحادث حول ماذا؟

فسأل الصحفي متعجبًا: التحادث حول إمكانية عدم القتال. فرد عليه “كنفاني” برده: عدم القتال لأي شيء؟

فتابع الصحفي: عدم القتال مطلقا، لا يهم من أجل ماذا

وكان رد “كنفاني”: الناس عادة تقاتل من أجل شيء ما، وتتوقف عن القتال من أجل شيء ما .. تتحدث عن وقف القتال من أجل ماذا؟

وتابع “كنفاني”: الفلسطينيون الذين تم اقتلاعهم من أرضهم ورميهم في مخيمات، يعيشون في مجاعة ويقتلون منذ عشرين عامًا وممنوع حتى من استخدام اسم فلسطين.

واختتم الصحفي المقابلة بسؤاله: ذلك أفضل من الموت؟

فكان جواب “كنفاني”: ممكن بالنسبة لك، أما بالنسبة لنا الأمر ليس كذلك .. بالنسبة لنا لتحرير بلدنا للحصول على الكرامة للحصول على الاحترام، للحصول على حقوقنا الإنسانية الضرورية كما هي الحياة بالضبط.

جدير بالذكر، أنه قد صدر لغسان كنفاني حتى تاريخ وفاته المبكّر ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات والدراسات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني، وترجمت أعماله إلى 17 لغة وانتشرت في 20 دولة. وكانت أهم أعماله الأدبية: رواية “رجال في الشمس” ورواية “عائد إلى حيفا” و”الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948-1968″.

ونشرت مقالات كنفاني تحت اسم مستعار (فارس فارس) في “ملحق الأنوار” الأسبوعي (1968) ومجلة “الصياد” من شباط إلى تموز 1972 ومقالات قصيرة في جريدة “المحرر” تحت عنوان “بإيجاز” 1965.

وفي 1966 نال جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان عن روايته “ما تبقى لكم، كما نال جائزة منظمة الصحفيين العالمية في 1974 وجائزة اللوتس في 1975، ومنح وسام القدس للثقافة والفنون في 1990.

أطلق اسمه على عدد من الفعاليات الثقافية، أحدثها ما أعلنته الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، في أبريل من العام الماضي بإطلاق اسمه على الدورة المقبلة من ملتقى القاهرة للرواية العربية.