بعد تأزم قضية “سد النهضة” وتوجه مصر لمجلس الأمن كحل أخير لتأخير ملء السد، وجه  رئيس جنوب أفريقيا “سيريل رامافوزا” انتقادات لاذعة إلى نظيره المصري “عبد الفتاح السيسي” بسبب أزمة سد النهضة الإثيوبي بين القاهرة وأديس أبابا.

وذلك وفق ما نشرته وكالة “بلومبرج”، والتي قالت إن نزاع سد النهضة يمرّ بلحظة حرجة لاسيما بعد فشل محاولة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للوساطة في تحقيق اختراق لحل الأزمة بين الطرفين الأفريقيين بشأن ملء خزان السد.

فيما أشارت الوكالة إلى أن مدح “ترامب” لـ”السيسي” بشكل علني باعتباره “ديكتاتوره المفضل”، بعث بإشارة إلى القادة الأفارقة بأن الولايات المتحدة لن تكون وسيطا نزيها.

وهو الأمر الذي جعل رئيس جنوب أفريقيا “سيريل رامافوزا” يتحدث باستخفاف عن تدخل “ترامب” في أزمة سد النهضة، حسب الوكالة.

حيث قال “رامافوزا”: إن “ترامب” قد يكون بحاجة إلى زيارة أفريقيا للاطلاع على الأمور بشكل شخصي، لكنه لن يفعل لأنها “حفرة من القذارة”، في إشارة إلى حديث مسرب سابق للرئيس “ترامب” وصف فيه أفريقيا بأنها حفرة من القذارة.

وتابعت الوكالة أن رئيس جنوب أفريقيا وجه انتقادا لاذعا للرئيس “السيسي” بالقول إنه بدلا من حل الأزمة داخل الاتحاد الأفريقي فإنه “سرعان ما ذهب راكضا إلى سيده”، وذلك على خلفية طلب الرئيس المصري وساطة الرئيس “ترامب” لحل أزمة سد النهضة.

وقال المحلل الإثيوبي “ياسين أحمد”، في مقابلة مع قناة الجزيرة، في معرض اتهامه للجانب المصري بالتعنت في مفاوضات سد النهضة، إن القاهرة عندما كانت ترأس الاتحاد الأفريقي العام الماضي، رفع “السيسي” شعار حلول أفريقية لمشاكل أفريقيا، ولكنها اتجهت للأمم المتحدة ومجلس الأمن لتدويل قضية سد النهضة وعادت الآن القضية إلى البيت الأفريقي، وإن إثيوبيا هي التي تطبق الشعار التي رفعته مصر حلول أفريقية لمشاكل أفريقيا”.

وأمس السبت تواصلت مفاوضات سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي، بعقد جلسات ثنائية بين المراقبين وممثلي كل دولة على حدة، قبيل عقد الجلسة الختامية التي تجمع الوفود الثلاثة والمراقبين اليوم الأحد.

وكان المتحدث باسم وزارة الري المصرية، “محمد السباعي”، قال إنه ليس من حق إثيوبيا البدء في تعبئة سد النهضة دون اتفاق ملزم، في حين أكدت وزارة الري السودانية وجود تقدم في بعض القضايا الفنية.

من جهته، قال وزير الطاقة والتعدين السوداني المكلف، “خيري عبدالرحمن”، إن بلاده ستستفيد من الارتفاع النسبي في منسوب مياه نهر النيل الأزرق بعد ملء سد النهضة في إنتاج الكهرباء، وأضاف أن سد النهضة سيمنح الخرطوم الفرصة لإنشاء محطات كهربائية مائية جديدة.