كشف “عبدالحكيم” نجل وكيل وزارة المالية السعودية السابق، “عبدالعزيز الدخيل”، عن تغييب والده تماما داخل محبسه، داعيا ذوي المعتقلين بترك أسلوب التكتم مراهنة على أن السلطة ستتعامل بالحسنى.
جاء ذلك، في سلسلة تغريدات، عرض فيها “عبدالحكيم”، ملخصا عن حياة والده، وعلاقته بالجهات الرسمية، وتاريخه النضالي، قال فيها إن والده “عبدالعزيز الدخيل”، كان “من أوائل المواطنين الذين حصلوا على الدكتوراه في الاقتصاد، وأعطته جامعتا جورج تاون والجامعة الأمريكية في بيروت لقب أستاذ زائر، وعينته جامعة أكسفورد باحثا زائرا لدراسات الطاقة، فضلا عن تأليف عدة كتب تعتبر مرجعا في الاقتصاد السعودي”.
وأضاف: “بعد حصوله على الدكتوراة في منتصف السبعينات، عين في وزارة المالية وترقى في مناصبها حتى وصل إلى وكيل الوزارة لشؤون الاستثمار، حيث نجح في إحداث ثورة في الاستثمار السعودي، وتكوين فريق متميز لإدارة الاستثمار، لكن الجو العام الفاسد كان أقوى منه ولم يتحمل هذا الجو فاستقال سنة 1980”.
وتابع نجل “الدخيل”: “كان الوالد متحمسا لخدمة البلد، حين التحق بوزارة المالية، وحين صدم بكمية الأموال التي تختفي من خزينة الدولة، كان يظن أنه يستطيع أن يعالج المشكلة بالطرق النظامية داخل الوزارة، وحين عجز عن ذلك لجأ للملك مباشرة، ولم يدرك أن هذه الخطوة ستكون سببا في تجريده من صلاحياته، فقدم استقالته”.
واستطرد: “حين أدرك الوالد أن تقديم النصائح نفخ في رماد قرر التوقف عن ذلك لكنه لم يتوقف عن انتقاد الأوضاع في كل فرصة تتوفر له في ندوة أو كتابة أو حتى في المجالس العادية وبدلا من أن يؤخذ بانتقاداته ونصائحه دائما يوجه له اللوم والتقريع”.
اقرأ أيضاً
وكشف أنه “لم تكن محاضرته في ديوانية الدغيلبي مقبولة من قبل ولي الأمر، فتمت مداهمة المنزل واعتقاله واعتقالي معه، ومصادرة جميع وثائقه وأوراقه وأجهزته، وبعدها بأيام أطلق سراحي، وبقي هو في السجن سنتين كاملتين”.
وزاد: “أما في الاعتقال الثاني فقد غيب تماما، ولا ندري ماذا يجري له، بل تعرض الأقارب للضغط وتم التحكم ببعض حساباتهم في تويتر”.
وأكمل: “في تغريداتي هذه لا أقصد تمييز الوالد عن غيره من معتقلي الرأي، لكن أردت أن أعطي نموذجا في تحرك الأقارب لصالح معتقليهم”.
وتمنى نجل “الدخيل” من أقارب المعتقلين الذين في الخارج “أن يخدموا قضية قريبهم المعتقل، ومن كان في الداخل على الأقل يتواصل مع الجهات التي تخدم قضايا المعتقلين”.
وختم حديثه قائلا: “أكرر نصيحتي لأقارب المعتقلين، إما الحديث بأنفسهم، أو إخبار الجهات الحقوقية عن وضع ذويهم المعتقلين، فقضية المعتقلين واحدة للوالد وغيره”.
ووفقا للحساب المهتم بشؤون المعتقلين في السجون السعودية، فإن السلطات تحتجز الكاتب “عبدالعزيز الدخيل”، في سجن الحائر.
وسبق لـ”عبدالحكيم” أن نشر فيديو، أعلن فيه اعتقال والده، لكن أخته وعمّه وشخص من خارج العائلة، قاموا بالتغريد بشكل متناقض، إما بضغط من المباحث أو بتدخل مباشر منها فقط للتشكيك بالحساب، وفق حساب “معتقلي الرأي”.
اضف تعليقا