في احتجاجات نادرة بالشارع المصري، تظاهر العشرات أمام مركز شرطة المنيب (غربي القاهرة)، ليل الإثنين، احتجاجا على وفاة مواطن لقى حتفه نتيجة التعذيب الوحشي على أيدي الشرطة.

ووفق شهود عيان، فإن الواقعة بدأت عند مرور محافظ الجيزة لتفقد الأوضاع عند شارع المدبح، وحاول إزالة لوحة محل خاصة بـ”إسلام الأسترالي”، الذي اعترض على القرار، ودخل في اشتباك مع القوة الأمنية.

وحسب شهود العيان، فإن أمين الشرطة اعتدى على المجني عليه بالضرب بعد سبه بأمه، واصطحبه إلى مركز الشرطة، وهناك تعرض لمعاملة قاسية وتعذيب بدني، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة على غرار ما حدث لخالد سعيد في 2010.

وسريعا ما تظاهر العشرات أمام مركز الشرطة، احتجاجا على الواقعة، منددين بعنف الشرطة، ومطالبين بالقصاص العادل لـ”الأسترالي”، وردد المتظاهرون هتافات: “الداخلية بلطجية”.

في المقابل، كالعادة نفى بيان عن وزارة الداخلية، وفاة شاب إثر تعرضه للاعتداء من قِبل أحد ضباط الشرطة، وأرجع الوفاء إلى إصابته بإعياء وأزمة قلبية.

ونقل البيان عن مصدر أمني قوله إن حقيقة الواقعة تتمثل فى حدوث مشاجرة بمنطقة المنيب بين طرفين بسبب وجود خلافات مالية بين اثنين من أطراف المشاجرة، تدخل إثرها باقى أطراف المشاجرة وتعدوا على بعضهم بالضرب، وتم ضبطهم.

وأضاف: “نتج عن المشاجرة إصابة أحدهم بحالة إعياء وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج وتوفي أثناء تلقيه العلاج إثر إصابته بأزمة قلبية”.

وعلى الرغم من انتشار صور ومقاطع فيديو للمظاهرات، لكن بيان الداخلية نفى خروج احتجاجات.

وأعادت الواقعة للأذهان ما حدث مع خالد سعيد في 2010 بعد وفاته على يد الشرطة المصرية، والذي أسفر لاحقا عن احتجاجات واسعة كانت بمثابة شرارة لثورة يناير 2011، وعادة ما يموت نزلاء داخل أقسام الشرطة في مصر إثر التعذيب الممنهج، لكن السلطات تنفي ذلك باستمرار.