بحسب الصحيفة الفرنسية “لوريانت لوجور” فإن الاجتماع الأخير الذي عقد لأعضاء جامعة الدول العربية جاء مخيباً لآمال الفلسطينيين الذين تزايدت مخاوفهم بشأن تخلي الدول العربية عن القضية الفلسطينية حقهم في إقامة دولة مستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وكان وزراء خارجية الدول العربية قد اجتمعوا عبر “الفيديو” -لظروف جائحة كورونا- في اجتماع عاجل الأربعاء 09 سبتمبر الجاري، وحاول الممثلون الفلسطينيون في إقناع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية بإدانة اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، إلا أنهم فشلوا في ذلك، رغم المناقشات المطولة التي خاضها الحاضرون حول هذه النقطة،

الرفض العربي لإدانة اتفاق التطبيع الذي تم الإعلان عنه في 13 أغسطس الماضي، والمقرر توقيعه الأسبوع المقبل في البيت الأبيض الذي رعى المباحثات منذ البداية، دفع السلطة في رام الله إلى التشكيك في موقف الدول الأعضاء في الجامعة، والذي جعل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية شرطا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

من ناحية أخرى، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” -النسخة الفرنسية- عن وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي تصريحاته التي أدانت موقف وزراء خارجية بقية الدول العربية، ووصفه الجامعة بأنها تفتكر إلى الانضباط، وتخليها عن مبادئها وأولوياتها، حيث رفضت “إدانة التطبيع مع إسرائيل”، وتجاهلت “حق الفلسطينيين” الذين كانوا أولوية قصوى على جدول الجامعة في الماضي.

وأضاف المالكي “عدم رفض جامعة الدول العربية لهذا الاتفاق يُفهم منه أنها تمنح مباركتها له أو تحاول التستر عليه”.

ولكن على ما يبدو، فإن إدانة اتفاق التطبيع التي تسعى إليها السلطة الفلسطينية ليست على الطاولة العربية الآن؛ نظراً لأن العديد من الدول العربية – مثل مصر والبحرين – أعربت عن دعمها العلني أو الضمني للاتفاقية.

من جانبهم، رأى وزراء الخارجية العرب الآخرين الذين شاركوا في القمة أنه ليس من المناسب ذكر اتفاق التطبيع الأخير في بياناتهم، بل رفض بعضهم الاستجابة لطلب المالكي لعقد اجتماع طارئ بشأن اتفاق التطبيع -بحسب المالكي.

في تصريحاته للإعلام هاجم المالكي أعضاء الجامعة العربية لموقفهم تجاه القضية الفلسطينية قائلاً “لا توجد كلمات يمكن أن أفسر بها عدم التزامهم بتنفيذ القرارات المتعلقة بالفلسطينيين”.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، رفضت الجامعة العربية اقتراحاً فلسطينياً بإدانة اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، وهو ما أكدته جامعة الدول العربية أيضاً.

لم تنتهي المفاوضات بعد، لكن لا أحد يعلم متى ستبدأ مرة أخرى، أو ما الذي ستفسر عنه، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مع الضغوطات الأمريكية المتزايدة على بقية الدول لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي على ما يبدو الخطوة القادمة، لاسيما وأن الاجتماع الدوري لجامعة الدول العربية اتسم بـ “غياب الاتفاق” بشأن القضية الفلسطينية.