كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن السيسي وماكرون اتفقا على عقد اجتماعات متتالية عن بُعد بين مسؤولين عسكريين واستخباريين من البلدين للتنسيق ضد تركيا وتهديداتها.

ويستعد البلدان لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع اليونان وقبرص قبل نهاية العام، ودراسة الاحتياجات العسكرية لمواجهة ما تصفه الدول الثلاث بـ”التهديد التركي”. 

وأوضحت المصادر أن الاتفاق يأتي في إطار التوتر المتصاعد في منطقة شرقي المتوسط، على خلفية اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان وقبرص والاحتلال الإسرائيلي، وإصرار تركيا على عدم الاعتراف بها.

واتفق “السيسي” و”ماكرون” خلال اتصال بينهما ضمن سلسلة اتصالات متتابعة شملت أيضاً أثينا ونيقوسيا وروما، على التباحث حول سبل التصدي لتركيا.

وسبق هذه الاتصالات، تصريح لـ”ماكرون”، يوم الخميس الماضي، دعا فيه الأوروبيين إلى “أن يكونوا واضحين وصارمين (..) مع حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي قام بتحركات غير مقبولة”، وهو ما رد عليه “أردوغان”، السبت الماضي، بتحذير “ماكرون” من “العبث مع الشعب التركي”.

وأضافت المصادر أن الاتصالات متعددة الأطراف لمواجهة تركيا تفضي إلى انضمام مصر لمباحثات التنسيق العسكري وتبادل المعلومات، لا سيما في ظلّ التنسيق القائم فعلياً بين القاهرة وباريس في ليبيا، وتعاونهما أخيراً في شنّ العديد من الهجمات والتحركات المشتركة مع قوات الجنرال المتقاعد “خليفة حفتر”، التي تنازع سلطة حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا والمدعومة من تركيا. 

وذكرت المصادر أن “السيسي” يسعى للدخول طرفاً في إبرام هكذا وثائق مع دول جنوب أوروبا، أو ضمان التعاون والتنسيق بشكل مستمر معها على أقل تقدير، لكن في المقابل هناك تحفظات داخلية وأخرى لأكثر من دولة في أوروبا، على تكريس تعاون مستدام مع مصر تحت حكم الرئيس المصري الحالي، الذي يواجه اتهامات حقوقية عديدة. 

لكن المؤكد، بحسب المصادر، أن مصر ستشارك بصورة أو بأخرى في المناورات العسكرية التي ستجريها فرنسا لتوجيه رسالة تحذير لتركيا، والتي أجريت نسخة بارزة منها نهاية الشهر الماضي حول جزيرة كريت، وشاركت فيها اليونان وقبرص وإيطاليا.