في مظاهرات نادرة ورغم القبضة الأمنية المشددة، خرجت جموع من الشعب المصري أمس لتعبر عن غضبها المتزايد جراء تردي الأحوال المعيشية ورفض استمرار عبدالفتاح السيسي ونظامه، يأتي ذلك في تطور يراه مراقبون بداية تكون لكرة الثلج التي تزيد يوما بعد الآخر، معلنةً عن اتساع رقعة الغضب وانضمام قطاعات أوسع إلي مربع الرافضين لحكم السيسي والنظام العسكري ، وذلك رغم الاستنفار الأمني والإجراءات المشددة من قبل قوات الأمن المصرية.
وشهدت عدة قري ومدن مصرية تظاهرات شعبية غاضبة في 20 سبتمبر/أيلول تخللتها اشتباكات وحرق لسيارات الشرطة التي حاولت الاعتداء علي تظاهرات الأهالي، ما أجبر قوات الشرطة ومدرعات الداخلية للهرب والفرار خوفا من بطش الأهالي الثائرين.
مظاهرات غاضبة
وفي تطور لافت، توسعت رقعة التظاهرات المطالبة برحيل السيسي لتشمل عدة مدن وقرى ومناطق مصرية، وكان من أهم المناطق التي شهدتها هذه المظاهرات القاهرة وأحياء بالإسكندرية والجيزة والقليوبية وأسوان.
وشهدت المعمورة في محافظة الاسكندرية مظاهرات تطالب برحيل عبد الفتاح السيسي رغم الإجراءات الأمنية والاستنفار من قبل قوات الأمن.
ولم يختلف المشهد كثيراً في جزيرة الوراق بمحافظة الجيزة ، حيث أظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون لتظاهرات تطالب برحيل نظام عبد الفتاح السيسي ومحاسبته عما اقترفه من جرائم في حق الشعب المصري.
وفي مشهد مشابه، خرجت في حي البساتين وسط العاصمة المصرية القاهرة تظاهرة تطالب برحيل السيسي وهتف المتظاهرون شعارات ضده وتطالبه بالرحيل
أما في قرية الكداية بمحافظة الجيزة، فكان المشهد أكثر عنفاً، حيث فض الأمن المصري تظاهرة تطالب برحيل السيسي وهاجم الأمن القرية وأطلق الأعيرة النارية والغاز لتفريق المتظاهرين.
هروب قوات الداخلية من المتظاهرين بالعاشر مدينة نصر #نازلين_ومش_خايفين#تحت_بيوتنا_نازلين #بينا_وبينكم_يوم٢٠#ارحل_ياسيسي pic.twitter.com/Ey5ihddJNZ
— The Lens – العدسة (@TheLensPost) September 20, 2020
وأظهرت مقاطع مصورة إقدام المتظاهرين على تحطيم إحدى سيارات الشرطة وسط تشجيع من الأهالي الحاضرين بالرغم من تصدي الشرطة لهم، وذلك وسط هتافات تدعو السيسي الى الرحيل وترفض بقاءه في سدة الحكم.
وحطم متظاهرون من أهالي قرية الكداية سيارتين لقوات الشرطة المصرية في إطار المظاهرات التي انطلقت في القرية استجابة لدعوات التظاهر في 20 سبتمبر.
وهتف عشرات المتظاهرين بهتافات ضد نظام السيسي، بعد دعوات للخروج في مظاهرات اليوم دعا إليها الفنان والمقاول محمد علي، وبالتزامن مع هذه المظاهرات، فقد شهد محيط ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة، استنفارًا أمنيًا واسعًا.
الثورة بدأت
وبعد التظاهرات الغاضبة التي شهدتها البلاد، تصدرت الوسوم التي تدعو لاستكمال الثورة وكسر حاجز الخوف منصات التواصل الاجتماعي، حيث غرد نشطاء مواقع التواصل على هاشتاغ “الثورة بدأت” و”خليك في الشارع”، وسط دعوات للتظاهر في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية اليوم الاثنين.
من جهتها، شنت وسائل إعلام موالية للنظام هجوما حادا على دعوات التظاهر، واعتبرتها جزءا من مؤامرة خارجية تستهدف إسقاط الدولة.
ودشن الإعلام المصري وسوم مضادة تدعو عبدالفتاح السيسي للبقاء في السلطة وذلك للرد على وسوم أطلقتها المعارضة تدعو السيسي للرحيل.
ورغم ذلك تصدرت دعوات التظاهر ضد نظام عبد الفتاح السيسي المشهد عبر المنصات المحلية، حيث تصدر وسم “يسقط يسقط حكم العسكر” الترند المصري لساعات” كما تفاعل الناشطون عبر وسم “نازلين ومش خايفين”.
من جانبه، جدد رجل الأعمال والفنان المصري محمد علي دعوته للمصريين إلى التوحد والنزول إلى الشارع لإسقاط حكم عبد الفتاح السيسي وليحكم الشعب مصر، على حد تعبيره.
وتأتي دعوات الثورة ضد السيسي منذ أسابيع، في خضم غضب متصاعد بين المصريين بسبب قرارات هدم عدد كبير من المنازل والمساجد يجري تنفيذها حاليا على قدم وساق بعد تصريحات للسيسي هدد فيها باستخدام الجيش في عمليات الإزالة إذا تطلب الأمر.
وخلال الفترة الماضية رصدت مقاطع مصورة، أحوال المصريين المعيشية والاجتماعية والاقتصادية التي باتت تنذر بكوارث زادت حدتها مع تفشي فيروس كورونا وإخفاقات السيسي في إدارة ملفي سد النهضة والأزمة الليبية.
وكان لافتاً في هذه الموجة من التظاهرات أنها جاءت عفوية ومعبرة عن الحالة المعيشية السيئة التي يعانيها الشعب المصري بكل قطاعاته، حيث تركزت التظاهرات في القري والأحياء الشعبية والمناطق المهمشة والفقيرة والتي تعرضت مؤخراُ لحملات إزالة وهدم على يد قوات الأمن المصرية.
تضامن حقوقي
وبالتزامن مع ذكرى 20 سبتمبر ودعوات التظاهر فيها، حثت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية على الإفراج عن المعتقلين في سجون النظام، وقالت المنظمة إن عددا كبيرا من الأشخاص يقبعون في السجون المصرية بتهم لا أساس لها تتعلق بما تسميه السلطات المصرية الإرهاب.
وأضافت العفو الدولية أن السلطات المصرية شنت قبل عام أكبر حملة قمع ضد المحتجين منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم وأن الحملة التي شنتها السلطات المصرية قبل عام شملت اعتقال ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص.
ولفتت المنظمة إلى أن الحملة التي شنتها السلطات المصرية قبل عام شملت صحفيين ونشطاء لم يشاركوا في احتجاجات.
وأشارت العفو الدولية إلى أن السلطات المصرية أرادت إيصال رسالة مفادها أن أي شخص يجرؤ على انتقاد الحكومة سيتم سحقه.
واستبقت أجهزة الأمن احتجاجات الأمس بشن حملة اعتقالات شملت وجوها سياسية، من بينها الناشط السياسي اليساري أمين المهدي، وعدد من النشطاء، لا سيما في مدينة السويس شرقي البلاد.
ونفذت قوات الأمن المصري، حملة اعتقالات الأحد، في القاهرة والسويس، طالت عددا من المتظاهرين.
وأفادت المفوضية المصرية للحقوق والحريات بأن قوات الأمن “عادت من جديد لاستيقاف المواطنين وتفتيشهم بشكل غير قانوني وإجبارهم على فتح هواتفهم، الأمر الذي يعد مخالفة واضحة وصريحة للدستور والقانون والمعاهدات والمواثيق الدولية”.
وكانت قوات الأمن المصرية، الجمعة، قد شنت حملة اعتقالات واسعة في مدينة السويس، إثر وقفة مناهضة ل”عبدالفتاح السيسي” شهدتها منطقة عقب عرب المعمل، عقب صلاة الجمعة، وفي ظل دعوات للتظاهر الأحد المقبل.
وقالت مصادر وشهود عيان إن قوات الأمن اعتقلت عددا من المواطنين الذين تظاهروا تنديدا بالأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد.
اضف تعليقا