حصلت الناشطة السعودية المعتقلة “لُجين الهذلول” على جائزة دولية رفيعة المستوى في فرنسا، تقديراً لجهودها في ملف الدفاع عن الحقوق والحريات، حيث مُنحت الهذلول “جائزة الحرية” والتي تمنحها لجنة دولية مكونة من 5500 شخصاً من 81 دولة ويترأسها الصحفي “إيمانويل دافيدنكوف”.

الجائزة الممنوحة تم تسليمها لأشقاء الهذلول في حفل مهيب في فرنسا، حضره نحو ألف شخص جميعهم من الداعمين لها في محنتها التي تعاني منها بسبب النظام السعودي الذي يعتقلها منذ مايو/أيار 2018 بسبب نضالها من أجل حقوق المرأة داخل المملكة العربية السعودية.

في تصريحات صحفية، قال “برتران دينيو” نائب رئيس منطقة “نورماندي” التي تنظم الجائزة في إطار المنتدى العالمي للسلام، والذي عقد الخميس والجمعة في مدينة “كان” شمال فرنسا، “إن لجين لا تزال سجينة لأنها ترفض ببساطة توقيع ورقة تنفي فيها تعرضها للتعذيب وسوء المعاملة”، وهو ما أكدته شقيقة “لينا” شقيقة لجين الصغرى، التي أوضحت أن “لجين تعاني محتجزة في أوضاع كارثية”، و” محتجزة داخل حبس انفرادي وتُعامل بشكل سيئ وتتعرض للتعذيب كالصعق بالكهرباء والجلد والاعتداء الجنسي”.

من جانبها، قالت “علياء الهذلول” الشقيقة الكبرى للجين ” إن هذه الجائزة مهمة جداً” في الوقت الحالي، مضيفة أن المؤسسات المحلية منذ عام 2015 تتعرض لتقويض مستمر من قبل السلطات، موضحة أنه “حتى القضاة يشعرون بالخوف”.

وانتقدت علياء ما اعتبرته إصلاحات شكلية تهدف فقط “لتحسين صورة الرياض” لدى حلفائها الغربيين مثل فرنسا والولايات المتحدة.

إن فوز “لجين” بـ “جائزة الحرية”، وهي من أكبر الجوائز الدولية المرموقة، يشكل إحراجاً بالغاً للنظام السعودي الذي يواصل اعتقالها بصورة تعسفية منذ 15 مايو/أيار 2018، حيث جرى اعتقالها ضمن حملة اعتقالات شملت ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان، كعزيزة اليوسف وإيمان النفجان.

لفترة طويلة ظلّت أسباب اعتقال “الهذلول” مجهولة إلا أن وسائل الإعلام المحلية شنت حملة موسعة لتشويه سمعتها، وتداولت أخبارًا تُفيد بأن سبب الاعتقال هو “تجاوز الثوابت الدينية والوطنية وكذلك التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة”، وهي تهم فضفاضة يستخدمها النظام لتبرير القمع.

من جانبهم، قاد عدد من النشطاء الحقوقيين حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للضغط على السلطات السعودية بضرورة الإفراج غير المشروط عن لجين، والسماح لها بالسفر لتسلم جائزتها بنفسها.

يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم الاحتفاء بلجين الهذلول فيها من قبل هيئات وجهات عالمية ذات ثقل دولي كبير، حيث سبق وقام 8 أعضاء في الكونغرس الأمريكي بترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام لهذا العام تقديراً لها على شجاعتها وجهودها في الكفاح من أجل حقوق المرأة.

وجاء في خطاب أعضاء الكونغرس أن “الهذلول مهدت الطريق للإصلاحات خلال العامين الماضيين، من بينها إنهاء حظر قيادة المرأة للسيارات، وتخفيف قيود ولاية الرجل على المرأة، وتسليط الضوء على قضايا العنف المنزلي ضد المرأة في السعودية”.

تقبع الهذلول في السجن منذ مايو/أيار 2018، إلى جانب عدد من الناشطات المدافعات عن حقوق النساء، وبدأت محاكمتها في مارس الماضي، حيث تُحاكم بتهمة “الخيانة”، وهي تهمة صورية يتعلل بها النظام لتبرير استمرار اعتقال النشطاء والمعارضين الذين تم التضييق عليهم بصورة كبيرة بعد أن تسلم ولي العهد محمد بن سلمان، منصبه عام 2015.

وبحسب أشقاء الهذلول، فإن “سعود القحطاني” مستشار ولي العهد السعودي المتورط في قتل الصحفي المعارض “جمال خاشقجي”، أشرف بنفسه على بعض جلسات التعذيب التي تعرضت لها لجين، وهددها بالاغتصاب والقتل.

ترجمة العدسة عن صحيفة لوفيغارو.. للاطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا