لا تزال فضائح محور الشر التابع للإمارات تتوالى يوماً بعد الآخر، حيث كانت أحدث هذه الفضائح هو إقدام المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق والتابعة للحكومة السعودية بشكل غير رسمي على سرقة اسم قناة الشرق المصرية المعارضة لنظام السيسي عبر إنشاء قناة جديدة باسم مماثل، في خطوة يراها مراقبون تعبر عن حالة إفلاس إعلامي لمحور الشر في مقابل الإعلام المصري المعارض والذي يبث من خارج البلاد.

الشرق المغشوشة

وفي تطور لافت، انطلقت قناة الشرق التابعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من استديوهاتها الرئيسية في دبي، بشراكة بين المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (تابعة للحكومة بشكل غير رسمي)، مع شبكة بلومبيرغ الأمريكية، في محاولة لتلميع صورة بن سلمان الإعلامية في الخارج.

وأثارت القناة جدلا واسعا، لا سيما أن الشق الأول من اسمها يطابق اسم قناة “الشرق” المصرية المعارضة لنظام عبد الفتاح السيسي.

وانطلق بث القناة الرسمي، الأربعاء، تحت شعار “نضع النقاط”.. “الشرق للأخبار”. وتوفر القناة تغطية على مدار الساعة، لأخبار المنطقة العربية والعالم، وتتخذ من العاصمة الرياض مقراً لها، ولديها مكاتب مركزية في دبي وواشنطن ومكاتب موزعة في عواصم المنطقة والعالم.

وقناة الشرق السعودية التي تدار من المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، التي تنشر أيضاً صحيفة الشرق الأوسط، ومجلة سيدتي، مدعومة من أحمد بن سلمان شقيق ولي العهد.

وغيرت المحطة قبل انطلاقها اسمها أكثر من مرة، فتقرر في البداية تسمية القناة بلومبرغ، ثم بلومبرغ العرب، ثم فيما بعد بلومبرغ الشرق، قبل أن تقرر في النهاية التخلي عن الاسم الدولي، وتسمية القناة “الشرق”.

القناة التي اختارت من دبي موقعا لها، يديرها الفلسطيني نبيل الخطيب، مدير قناة “العربية” الأسبق، وتضم مجموعة كبيرة من الإعلاميين العرب.

وتحدث الدكتور نبيل الخطيب، مدير عام قناة “الشرق للأخبار” و”شركة الشرق للخدمات الإخبارية”، عن رؤية “الشرق الإخبارية”، التي انطلقت تحت شعار “نضع النقاط”.

وقال إن “أساس المحتوى الذي تقدمه الشرق هو الأخبار، والخبر في الشرق هو منطلق لقصة متكاملة تحتوي الأخبار والتحليلات وكافة الآراء وأبعادها المختلفة، وهو محتوى يلبي شعارنا بوضع النقاط. على حد تعبيره. 

وأكد أن “الشرق” تركزعلى المحتوى الاقتصادي وتحليله كما تهتم في إبراز التأثيرات الاقتصادية على الأوضاع الاجتماعية والسياسية في البلدان العربية، توفرها شراكة حصرية مع بلومبِرغ، الشركة العالمية في مجال معلومات وأخبار الأعمال والمال الدولية، بالإضافة إلى جهود 2700 محلل ومراسل مالي واقتصادي يتبعون بلومبِرغ حول العالم.”

وزعم “الخطيب” إن “الشرق” تأتي لتكون “محطة تلفزيونية مترافقة مع العديد من المنصات للتوجه إلى العديد من الفئات التي لم يسبق أن حظيت بخدمة إخبارية ملائمة لاهتماماتها، وهذه المؤسسة ستقدم خدمة فريدة لقادة الأعمال وقادة الرأي وقادة السياسة الحريصين على اقتصادات بلدانهم”.

سرقة مفضوحة

وفي سياق متصل، شنت قناة “الشرق” المعارضة للنظام المصري، هجوما حادا على القناة السعودية الجديدة التي اقتبست اسمها، بشكل غير قانوني.

ووصف مالك القناة، المرشح الرئاسي السابق “أيمن نور”، قناة “الشرق” الإخبارية التابعة لـ”المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق”، بأنها “عملية مخابراتية حقيرة”.

واعتبر “نور”، أن اسم القناة يعد بلطجة تستهدف مزاحمة “الشرق”(تبث من تركيا) الأصلية في السوشيال ميديا، مشيرا إلى أن الصحفي السعودي “عبدالرحمن الراشد”، والكاتب الإماراتي “عبدالخالق عبدالله”، كان لهما الدور في تغيير اسم القناة من “بلومبرج الشرق الأوسط” إلى “الشرق”.

والعام الماضي، انتقد “نور” سطو القناة السعودية على اسم قناته وكتب في تغريدة: “بلغني الآن أن الشركة التي أسند إليها مهمة الإعداد للقناة الجديدة التي تسطو على اسم الشرق هي “بلومبيرغ” ومدير القناة هو نبيل الخطيب والقناة أحد منتجات الشركة السعودية للأبحاث والتسويق وعلاقتها بـالإمارات المكان على غرار قناة العربية وإم بي سي”.

وتوعد مالك “الشرق” عبر “فيسبوك”، بالحفاظ على كل الحقوق القانونية والملكية الفكرية للقناة، داعيا متابعي القناة إلى التغريد في هاشتاج “الشرق المغشوشة”.

ووصفت القناة عبر “تويتر”، القناة الجديدة بأنها “محاولة للسطو على نجاحات قناة الشرق وسرقة الاسم”.

وبدأت القناة المعروفة باسم “الشرق بلومبرج” بثها التليفزيوني، قبل أيام، مستعينة بعدد من الوجوه المصرية أبرزهم “باسم يوسف”، و”زينة اليازجي”، و”معتز الدمرداش”، و”رشا الخطيب”، وآخرون. 

ومن الأسماء الإعلامية التي التحقت بالقناة، الإعلامي المصري معتز الدمرداش، والإعلامي السعودي هاني الحجازي، والإعلامية السورية زينة يازجي، والمذيع الكويتي عبد الله اليحيى، مقدم برامج ونشرات في قسم الأخبار السياسية، والسعودي عبدالرحمن الشاطري، مذيع نشرات أخبار ومقدم برامج سياسية.

وكانت المحطة سجلت تفاعلاً منذ إعلان الإعلامي اللبناني العامل في محطة الجديد جاد غصن، انتقاله إلى دبي للالتحاق بالشرق. حين قام بعض المغرّدين بنبش تغريدات قديمة له في “تويتر”، يهاجم فيها بضراوة المملكة العربية السّعودية وولي العهد محمد بن سلمان.

وتحوّل انضمام جاد إلى قضية رأي عام احتلت الترند في “تويتر” في السعودية، مما دفع بالقناة على لسان مديرها، إلى الإعلان بطريقة مواربة أنّها لم تتعاقد مع جاد أصلا، وأنّ ما جاء على لسانه يمثّله هو فحسب.

استنكار واسع

وقوبلت عملية سرقة اسم قناة الشرق بحالة من الرفض والاستنكار من قبل عدد كبير من الإعلاميين، حيث قال الإعلامي المصري “معتز مطر”: إن “ما فعله أبومنشار(محمد بن سلمان) بإطلاق قناة الشرق المغشوشة غباء متوقع لم أستبعده.. فقد منّ الله علينا بما لم يجد له بن سلمان حلاً.. إلا وأن يستنسخه.. لكن صدقاً أقولها.. لم أكن أرضاها لمعتز الدمرداش وباسم يوسف.. لماذا تصرون ألا تجعلوا لنا مفراً من إظهار حجمكم الحقيقي؟!!”.

من جانبه تساءل الإعلامي “ماجد عبدالله”: “سرقوا اسم قناة الشرق!! هل يمكن أن يسرقوا عقول وقلوب من تابعوها لأنها ناصرت قضايا الحق؟ حتى في السرقة فاشلين؟”.

وعلق الإعلامي “أسامة جاويش”: قائلا: “محور الشر يمتلك المليارات وينفق منها ما يشاء على قنواته الإعلامية ومع ذلك يلجأ لسرقة اسم قناة الشرق بما حققته من نجاحات متتالية ومشاهدات كبيرة، عار عليكم الشرق المغشوشة، فهناك قناة واحدة فقط اسمها الشرق”.

وكتب الإعلامي أحمد سمير في تغريدة “اختار الناس هل استخدام محور الشر لنفس الاسم الخاص بقناة الشرق، إفلاس أم تدليس؟! على كل حال هو سلوك لا يحترم، وبالتالي ينعكس على المشروع والعاملين فيه. الشرق شريكة القضية والميدان، المنحازة لآمال وطموحات الناس لا يمكن أن تتساوى مع قناة للتدليس وخداع الشعوب فاحذروا الشرق المغشوشة”.

وغرد  السياسي المصري أسامة رشدي قائلاً” تنطلق من دبي قناة جديدة مملوكة لMBS، أنفقوا عليها مئات الملايين، ولم يجد لها اسم سوى الشرق، في محاولة بائسة للتشويش على @ElsharqTV المصرية المعارضة بعد نجاحاتها الواسعة في فضح تحالف الاستبداد والفساد في المنطقة..هذا عمل من أعمال القرصنة والسطو بعد القتل بالمنشار”

وتحاول السعودية بالتنسيق مع أبوظبي منذ سنوات إطلاق مشاريع إعلامية للتموقع في الساحة ومنافسة قناة الجزيرة، التي تشير الأرقام والمعطيات إلى أنها لازالت الرقم الأول في الإعلام العربي، وتتصدر المشهد دولياً أيضاً. وفشلت كل الاستثمارات السعودية الإماراتية في تقديم محتوى إعلامي منافس وقريب من المشاهد العربي.