في تصريح لافت، كشف كبير مستشاري وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة، دوغلاس ماكجريجور، أن الدعم الكبير واللا محدود من الولايات المتحدة لإسرائيل يعود إلى تدفق أموال “اللوبي الصهيوني” على البيت الأبيض.

واتهم “ماكجريجور” في التصريحات التي نقلتها شبكة CNN الأمريكية، أشخاصا في إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتربح والثراء من أموال اللوبي الإسرائيلي، من خلال تلقيهم مكافآت ضخمة مقابل خدمات قدموها لتل أبيب.

من جانب، اعترف الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في مذكراته التي ستطرح قريبا، وتحمل اسم “الأرض الموعودة”، بأن “أنصار إسرائيل” في الولايات المتحدة، يستخدمون الاتهامات بمعاداة السامية لخنق الانتقاد لسياسات الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وبحسب مقتطفات نشرتها مجلة “جويش إنسايدر”، أكد أوباما أن سيف “معاداة إسرائيل والسامية”، مسلط على رقاب الساسة الأمريكيين، مؤكدا أن الذين “انتقدوا سياسة تل أبيب بصوت عالٍ للغاية خاطروا بأن يُصنفوا على أنهم “معادون لإسرائيل”، وربما “معادون للسامية”، كما أنهم واجهوا “خصما ممولا بشكل جيد”.

“سطوة إسرائيل”

ويبيّن حديث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مدى الضغوط التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على أروقة الحكم في واشنطن، والتوجهات الحزبية، عبر ذراعه القوي هناك “اللوبي”.

وكشف أوباما، عن تعرضه لضغط شديد من داخل حزبه عندما كان ينتقد نشاطات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية. وبينما لا يعبأ أعضاء الكونغرس الجمهوريون بحقوق الفلسطينيين، فإن نظراءهم من الديمقراطيين “يخشون” من إغضاب اللوبي الإسرائيلي، وفقدان دعمه، خاصة لجنة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية “آيباك”. حسب ما كتب الرئيس الأمريكي السابق.

وفيما يتعلق بعلاقته مع نتنياهو، أكد أوباما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، لديه “رؤية لنفسه باعتباره المدافع الرئيسي عن الشعب اليهودي” والتي “سمحت له بتبرير أي شيء تقريبا من شأنه أن يبقيه في السلطة”.

وأضاف أوباما: “الضغط المؤيد لإسرائيل على إدارته تم بتدبير من بنيامين نتنياهو لتذكير الرئيس الأمريكي بأن الخلافات السياسية الطبيعية مع رئيس وزراء إسرائيلي لها تكلفة سياسية داخلية”.

باراك أوباما وبنيامين نتنياهو

ووفقا لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، فإنه وبالرغم من الإدانة الشفهية لسياسات حكومة نتنياهو، بما في ذلك النشاط الاستيطاني، إلا أن أوباما خلال فترتي ولايته بالبيت الأبيض، زاد من المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لإسرائيل.

وفي العام الأخير من ولاية الرئيس السابق أوباما، قاد اللوبي الإسرائيلي حملة مكثفة ضد الاتفاق النووي الإيراني، الذي تفاوضت عليه إدارته. وفي الشهر الأخير له في منصبه، اختار أوباما عدم استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

شراء الذمم

وبالعودة إلى سياسة الإغراء التي ينتهجها اللوبي الإسرائيلي، أكد المستشار الأمريكي “دوغلاس ماكغريغور”، أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، “يمد يديه للمال من اللوبي الإسرائيلي والسعوديين وآخرين”، مؤكدا أن بومبيو، لديه تطلعات أيضا ليكون رئيسا، وهو بحاجة لدعم إسرائيل سياسيا وماديا.

أما بخصوص، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، والذي يعتبر من أبرز مؤيدي اليمين الإسرائيلي ومشروع المستوطنات، قال ماكغريغور: “لقد أصبح السيد بولتون ثريا جدا جدا وهو في المنصب الذي يشغله، بسبب دعمه غير المشروط للوبي الإسرائيلي. إنه رجلهم على الأرض في البيت الأبيض”.

وأوضح المستشار أن لجنة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية “آيباك” لديها “كميات هائلة من المال وقد نجحت على مدى سنوات عديدة في التأثير على السلطة في الكونغرس”.

بنيامين نتنياهو وجون بولتون

وعقب تصريحاته الجريئة، تعرض “دوغلاس ماكغريغور”، لانتقادات واسعة من قبل المنظمات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، والتي وصفت كلامه بأنه “معادٍ للسامية”.

وفي عام 2019، أحدثت تصريحات عضوة الكونغرس، إلهان عمر، عن نفس ملاحظة “ماكغريغور” تقريبا، ضجة كبيرة في أمريكا، وذلك حين غردت أن كل شيء حول الدعم لإسرائيل في الولايات المتحدة “يدور حول بنجامين”، في إشارة إلى بنجامين فرانكلين، الذي تظهر صورته على فئة 100 دولار. 

وهو ما دفع أعضاء في الكونغرس من كلا الحزبين إلى إدانة تصريح إلهان، فيما اتهمتها منظمات يهودية أمريكية، وكذلك ترامب بمعاداة السامية. لكن المستشار “دوغلاس”، ذهب إلى أبعد مما ذهبت إليه إلهان، معلنا بصراحة أن السياسيين الذين يدعمون تل أبيب لا يقودهم سوى المال.

ولفت إلى أن اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة يحاول جر أمريكا إلى الحرب، وذلك من خلال تحريض الكونغرس بشكل مستمر، على شن ضربات عسكرية ضد إيران بين حين وآخر.

دعم غير محدود

وحين يغادر ترامب، البيت الأبيض، في يناير/ كانون ثاني المقبل، ستفقد إسرائيل أحد أكثر الرؤساء الأمريكيين دعما لهم، وذلك عبر سلسلة من القرارات التي أثخنت القضية الفلسطينية والعرب، على مدار 4 سنوات.

ومن أبرز القرارات التي اتخذها الرئيس الخاسر لصالح إسرائيل، الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها، وشرعنة الاستيطان الإسرائيلي، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967.

إضافة إلى إعلانه في يناير/كانون الثاني 2020، خطة “صفقة القرن” المزعومة، والتي تسعى إلى تصفية قضية فلسطين. كما قادت إدارة ترامب عمليات التطبيع الرسمية، بين دول عربية وإسرائيل، منه دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والسودان.

وخلال الشهرين المتبقيين من ولايته، يعتزم إدارة ترامب تقديم المزيد من الخدمات لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى فرض سيل من العقوبات الإضافية على إيران.

وكشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، أن سفارة واشنطن لدى إسرائيل، وجهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك”، يجريان استعدادات مكثفة لزيارة وزير الخارجية، مايك بومبيو، إلى هضبة الجولان المحتل، ومستوطنات بالضفة الغربية، في أول زيارة من نوعها.

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تأتي للتأكيد على دعم إدارة الرئيس ترامب لإسرائيل، ولثقافة الاستيطان غير الشرعية، بهدف كسب ود اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.

وعلى صعيد آخر، كشف الموقع الأمريكي أن مبعوث إدارة ترامب الخاص بإيران “إليوت أبرامز” اجتمع مؤخرا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي “مئير بن شبات” لمناقشة خطة فرض عقوبات جديدة على طهران.

وذكر “أكسيوس” نقلا عن مصادر إسرائيلية، تأكيدها أن ترامب يعتقد بأن سيلا من العقوبات على إيران ستزيد الضغوط على طهران، وستعقد مهمة إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحبت منه إدارة ترامب قبل عامين.