أثارت صور متداولة تظهر تخريب مسجد النجاشي وعدد من مقابر صحابة النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) في إثيوبيا غضبا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي.

المسجد تعرض للتخريب في خضم المعارك التي دارت بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير شعب تيجراي منذ أسابيع، قبل أن يعلن الجيش الإثيوبي سيطرته على الإقليم.

وتداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، صورا تظهر أضرارا بالغة وقعت بمسجد النجاشي الأثري، في إقليم تيجراي، جراء قصف الجيش الإثيوبي للإقليم.

واتهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحكومة الإثيوبية بالمسئولية عن ذلك، متسائلين كيف يتم منح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد جائزة نوبل للسلام رغم أفعاله الإجرامية؟

وأظهرت الصور المتداولة تدمير قبة المسجد نتيجة القصف المدفعي من القوات الإثيوبية مع شهادات من ناشطين في إقليم تيجراي تؤكد تعرض المسجد للنهب من القوات الإثيوبية والإريترية.

 

مسجد النجاشي 

ويُعد مسجد النجاشي أول وأقدم مسجد في إفريقيا، وهو مقام في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا، ويقع في قرية تحمل الاسم ذاته على بعد نحو 770 كم من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. 

والمسجد العتيق الذي لا تتجاوز مساحته 200 متر مربع؛ تمتد على يمينه صالة لتعليم القرآن الكريم وتدريس علومه، وفي الجهة الأخرى، مبان تضم غرفا ومخازن لمشروعات خيرية. وهناك بوابة بجوار المسجد تحمل لافتة تتحدث عن الأثر التاريخي لهذه القرية.

ويعود تاريخ الصلاة في تلك البقعة التي يوجد بها مسجد النجاشي اليوم، إلى تاريخ هجرة المسلمين إلى الحبشة، حيث صلى 83 صحابيا من المهاجرين، عاد منهم للمدينة 61 صحابيا ودفن هناك 14 منهم خلف المسجد، بجانب ضريح نُسب للنجاشي ملك الحبشة، ويمكن زيارة قبورهم مع زيارة المسجد والإطلالة عليها من بابه الخلفي.

إقليم تيجراي

واندلعت الاشتباكات بين القوات الإثيوبية ومسلحين في إقليم تيجراي منذ نوفمبر الماضي، وأسفر القتال الدائر في البلاد عن مقتل المئات وتشريد الآلاف.

وتمتد جذور الصراع في إثيوبيا إلى التوترات التي تستمر منذ أمد بعيد بين جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب السياسي الإقليمي القوي، والحكومة المركزية للبلاد.

وعندما أعلن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد تأجيل الانتخابات الوطنية بسبب انتشار فيروس كورونا في يونيو الماضي، بدأ تصاعد الأحداث لتعلن الجبهة أن الحكومة المركزية باتت غير شرعية كما أجرى الإقليم انتخابات خاصة به، والتي وصفتها الحكومة في أديس أبابا بأنها “غير شرعية”.

وفي الرابع من نوفمبرالماضي، أعلن رئيس الوزراء إطلاق عملية عسكرية ضد الجبهة، متهما مقاتليها بمهاجمة مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإثيوبي في مدينة ميكيلي عاصمة الإقليم.