يتصاعد الغضب الشعبي في السودان ضد قوات الدعم السريع التابعة للجيش والتي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وذلك بسبب الانتهاكات المتكررة التي تنفذها القوات بحق مدنيين.

أحدث الانتهاكات التي فجرت موجة الغضب المتواصلة جاءت بمقتل المواطن “بهاء الدين نوري” بعد أيام من توقيفه في 17 ديسمبر الماضي للتحقيق بأحد مقار قوات الدعم السريع.

وبعد 4 أيام من توقيفه، أبلغت السلطات أسرته بأنه توفي، وعليهم استلام جثمانه من المشرحة، لكنها رفضت لوجود آثار تعذيب.

الحل والتفتيش

وفي تصعيد جديد، أصدر تجمع المهنيين السودانيين المعارض، بيانا طالب فيه بحل قوات الدعم السريع، ودمجها مع القوات المسلحة السودانية، وتفتيش مقارها؛ للتأكد من خلوها تماما من المعتقلين.

وأوضح “التجمع” قائد الحراك الاحتجاجي بالسودان في بيانه عبر فيس بوك، أنه رفع مذكرة بهذا الخصوص للنائب العام تاج السر الحبر، ووزير العدل نصر الدين عبد الباري.

وطالب التجمع، بفتح التحقيقات في حالات الاعتقال باعتبارها اختطافا واعتقالا غير مشروع، ومراجعة الانتهاكات السابقة، على أن تعرض اللجنة تقريرها على الرأي العام بشفافية.

كذلك دعا البيان، إلى إصدار تشريع يلغي بموجبه سلطة القبض والحبس لمدة 24 ساعة بناءً على الاشتباه التي مُنِحت لجهاز المخابرات العامة في العام 2019 بعد تعديل قانون الأمن الوطني لسنة 2010، بحيث يتم تجريد جهاز المخابرات من هاتين السلطتين، لتعودا للنيابة والشرطة الجنائية فقط.

https://www.facebook.com/SdnProAssociation/posts/4267993799893941

جرائم حميدتي

وتحت وطأة الغضب والضغط الشعبي الحاصل بعد مقتل بهاء الدين نتيجة التعذيب أعلن قائد قوات الدعم السريع “حميدتي”، رفع الحصانة عن العناصر المتورطة في اعتقاله وتعذيبه حتى الموت، وتسليمهم للنيابة.

وتواجه قوات “حميدتي” اتهامات بارتكاب انتهاكات عديدة، أبرزها مقتل عشرات المحتجين خلال فض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 3 يونيو 2019.

يشار إلى أن تَجمّع المهنيين السودانيين عبارة عن جمعية تضمّ 17 نقابة سودانية مختلفة؛ تأسّست في أكتوبر 2012 لكنّها لم تُسجّل رسميًا حينها بسببِ الإجراءات الحكومية الصارمة ضدّ النقابات. 

أصبح التجمع رسميّا في أكتوبر من عام 2016 بعد تحالفٍ بين لجنة أطباء السودان المركزية، شبكة الصحفيين السودانيين وتحالف المحاميين الديمقراطيين. 

في ديسمبر 2018، دعا تجمّع المهنيين الحكومة السودانية إلى الرفعِ من الحد الأدنى للأجور وتحسين الوضعيّة الاقتصادية للشعب. 

ثمّ تطوّرت الأمور بعدما شاركَ التجمع في الاحتجاجات في مدينة عطبرة ضد ارتفاع تكلفة المعيشة؛ قبل أن يلعب دورًا بارزًا في الاحتجاجات ضد حكومة عمر البشير خلال عام 2019.