غضب واسع اجتاح المواطنين ومواقع التواصل الاجتماعي في العراق بسبب مشهد متداول يظهر ضرب الشرطة العراقية متظاهرا شابا في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد واعتقاله.

القوات طاردت الشاب المتظاهر الذي هرب منهم في محيط ساحة الحبوبي مركز التظاهر والاعتصام السلمي في الناصرية ولجأ إلى بناية مدرسة، إلا أن الشرطة أمسكت به واعتدت عليه بالضرب ثم سحلته في الطريق قبل أن تقوم باعتقاله.

المقطع المصور الذي يظهر التعامل الوحشي تداوله عراقيون على نطاق واسع معربين عن غضبهم وموجهين انتقادات لاذعة إلى قوات الأمن العراقي بشأن طريقة تعاملها مع المحتجين.

وبسبب موجة الغضب أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اعتذاره للمواطنين عن هذا التصرف.

وقدم الكاظمي اعتذاره إلى مدير الإعدادية المركزية في محافظة ذي قار، بعد دخول قوات من مكافحة الشغب إليها واعتقال المتظاهر، وقال إنه يعتذر من تصرفات قوات الأمن ويأمل أنها “لم تخدش شعور الطلبة أو المدرسين”.

قمع المتظاهرين

من جهته، علق المرصد العراقي لحقوق الإنسان، على مقطع الفيديو بالقول إن “الحكومة العراقية تواصل قمع المتظاهرين”.

يذكر أن مدينة الناصرية تشهد احتجاجات شعبية شبه يومية للمطالبة بحل مشكلات المدينة الخدمية وتوفير فرص عمل لأبنائها.

ويوم الأحد الماضي، قتل شرطي وأصيب العشرات من عناصر الشرطة ومن المتظاهرين المطالبين بالإصلاح بجروح. 

وذلك أثناء مواجهات اندلعت في ساحة الحبوبي مركز الاحتجاج بمدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار بجنوب العراق.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني أن شرطياً قتل وأصيب 33 جراء المواجهات، كما ذكرت مصادر أن الشرطي قتل نتيجة إصابته بطريق الخطأ بإطلاق نار من أحد زملائه، وأن نحو 20 من المتظاهرين أصيبوا، بينهم واحد إصابته خطرة.

وكانت عناصر الشرطة قد اقتحمت ساحة الحبوبي التي يتجمع فيها المتظاهرون، في محاولة لإرغامهم على إخلاء الساحة، مما أدى إلى وقوع مواجهات جرى فيها إطلاق النار الحي والغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة ضد المتظاهرين.

واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وأطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين، بينما استخدم المحتجون الحجارة والزجاجات الحارقة، وأغلق المتظاهرون الغاضبون معظم الشوارع الرئيسية وسط الناصرية.