منذ اللحظات الأولى للمصالحة الخليجية التي تمت قبل أسبوعين بين دول الخليج العربي، رحبت تركيا بالاتفاق معبرة عن أملها بأن يتحول لمصالحة كاملة وشاملة، بما يعود على الخليج العربي والمنطقة بالخير، ويفتح المجال أمامها لتعود إلى مكانتها مع دول الخليج المختلفة.

وفي تصريحات أدلت بها  وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، الإثنين، خلال لقائها وفداً من “جمعية المراسلين الاقتصاديين” في تركيا، أشادت بالمصالحة التي تمت خلال قمة مجلس التعاون الخليجي الـ 41، ووصفتها “بالخطوة الإيجابية”، مؤكدة أنها ستنعكس إيجاباً على التعاون بين بلادها ودول المنطقة.

وأضافت: “الجميع متفق على أن مواصلة المقاطعة والحصار المفروض (على قطر)، خطوة غير صائبة، وبالأخص خلال مرحلة وباء كورونا الذي تكون فيه البلدان الجارة بأمس الحاجة لبعضها البعض”.

قطر وتركيا

في أزمة حصار قطر، سارعت تركيا إلى موقف داعم لقطر، اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وحتى عسكريا، حيث بنت جسرا جويا معها، وسرّعت خطوات افتتاح قاعدة الريان ووقفت إلى جانبها في المحافل الدولية.

كما أن تدخل تركيا بهذا الشكل في الأزمة، تحديدا قاعدتها العسكرية، ساهم ضمن عوامل أخرى في منع انفلات الأمور، وتطور الأحداث إلى سيناريوهات كارثية، فضلا عن أن أنقرة دعمت دائما جهود الوساطة لا سيما تلك التي قادتها دولة الكويت.

وقد تصرفت الدوحة انطلاقا من شعور الوفاء والامتنان مع أنقرة في عدة محطات، لا سيما على صعيد التجارة والاستثمار فضلا عن المواقف السياسية.

وكانت منطقة الخليج قد شهدت أزمة كبيرة،وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في يونيو/ حزيران 2017، قطع العلاقات مع قطر، بينما أغلقت الدول الأربع مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، ومنعت التعاملات التجارية مع الدوحة وأوقفت دخول القطريين إلى أراضيها، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الأخيرة، آنذاك، واعتبرته “محاولة للنيل من سيادتها واستقلالها”.