في الوقت الذي دعمت فيه “دولة الإمارات”، سرًّا، انفصال أقليم كردستان عن “العراق” ترفض الدولة نفسها انفصال “كتالونيا” عن أسبانيا، وذلك في تناقض واضحٍ لسياستها الخارجية.

وأعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الإمارات تدعم بشكل كامل وحدة مملكة إسبانيا وموقف الحكومة الإسبانية الملتزم بالدستور والقوانين المعمول بها في المملكة.

جاء ذلك، خلال اتصال هاتفي أجراه ولي عهد أبوظبي مع الملك فيليب السادس ملك مملكة إسبانيا.

وقال إنّ الإمارات تتابع باهتمام بالغ التطورات المقلقة الناجمة عن الإعلان الأحادي الجانب في كتالونيا.

وشدّد على ضرورة “تغليب الحوار ضمن الإطار الدستوري” الحاكم في إسبانيا، وبما يحفظ وحدة مملكة إسبانيا وسلامة أراضيها، ويعالج التطورات الحالية عبر “الحوار الجدي المسؤول الذي يرتكز على الأسس الدستورية والقانونية”.

من ناحيةٍ أخرى، قال مسؤولون في الحكومة الإسبانية، إنّ رئيس إقليم كتالونيا المقال، كارليس بويغديمونت، قد توجّه مع وزرائه المقالين إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث من المتوقع أن يطلبوا اللجوء السياسي هناك.

ويأتي ذلك فيما أحكمت الحكومة المركزية في مدريد سيطرتها على مقار الحكومة الكتالونية، وأمهلت المسؤولين الكتالونيين وقتًا قصيرًا لجمع أمتعتهم من المقار.

وكانت قد صدرت تصريحات ومواقف عن مسؤولين إماراتيين تدعم انفصال كردستان عن العراق من بينها رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، التي وقعت مذكرة تفاهم مع الإقليم مطلع العام الجاري للمساعدة في تنظيم عملية الاستفتاء.

وأكّدت في تصريحات لها أنه إذا أعلن عن استقلال كردستان بشكل كامل عن بغداد، فإنّ أبوظبي ستعترف بهذا الاستقلال وفقًا لزعمها، وهو ما دعا قيادات سياسية عراقية لمهاجمة أبوظبي؛ إذ شنّ القيادي في التحالف الوطني الحاكم بالعراق، النائب جاسم محمد جعفر، هجومًا على أبوظبي، مؤكدًا أنّ الأخيرة عليها أن تعرف حجمها، وأنها متهمة بالتآمر على العراق ووحدته.