قالت “كاسنيا سيفاتلوفا”، المستشرقة الإسرائيلية، وعضوة الكنيست السابقة، في مقال لها نشرته بموقع القناة 12 أن “الأحداث الأخيرة قدمت لإسرائيل معطيات تؤكد أن اقتحام كل شرطي أو مستوطن إلى المسجد الأقصى تشكل انتهاكا للوضع الراهن الذي يمنعهم بذلك، وكفيل بأن يلفت الانتباه على الفور في العالمين العربي والإسلامي، ويهدد بإفشال اتفاقيات التطبيع.

 

وقالت المستشرقة إنه “عندما تشتعل النيران في الأقصى فإن كل شبكات التواصل الاجتماعي باللغة العربية، وجميع القنوات الإعلامية والمواقع الإخبارية ستسلط الأضواء على الأقصى، حتى يظن أحد المارة الإسرائيليين أنها الحرب العالمية الثالثة”.

 

وأضافت “سيفاتلوفا” أن “المتطرفين اليهود من جماعة الهيكل يتحدثون بصراحة وعلانية عن تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، معربين عن إحباطهم من تخلي الحكومة عن تحقيق أطماعهم الدينية، ويعتقدون أنه آن الأوان لتغيير الوضع في الأقصى بشكل جذري، والنتيجة أن المزيد والمزيد من اليهود يقتحمون الأقصى، ويصلون هناك، خلافا لموقف كبار الوزراء الذين يعدون بأنه لن يكون هناك تغيير، سواء بالصلاة اليهودية في الأقصى، ونوايا تقديم القرابين أو بناء الهيكل الثالث”.

 

جدير بالذكر أنه تزامنت هذه الأحداث الأخيرة مع مشاهدة أعلام حماس في ساحات المسجد الأقصى، ووجود خطباء داخل المساجد يحرضون علانية على منع المستوطنين من اقتحام الأقصى، فيما يحول الشباب ساحاته بسهولة إلى مستودع من الحجارة والكراسي المكسورة وغيرها من الأدوات التي استخدموها أثناء الاشتباكات مع شرطة الاحتلال، بالتزامن مع فشل ممثلي الوقف الفلسطيني والأردني في منع هذا الحراك المقدسي، لأن تأثيرهم بالكاد يكون ملحوظًا.

 

وشددت على أن هذا التخوف الإسرائيلي من تحول أي حدث في الأقصى إلى مسار حتمي للصدام، يؤكد أنه قادر على إعادة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى أصوله الدينية وجذوره التاريخية، بل إنه عمل على تبديد فرص نجاح الاتفاقيات التطبيعية، وكأن لسان حال المقدسيين أنهم لا يقبلون التطبيع مع العالم العربي هناك، ومستعدون لفعل الكثير للإضرار بمسار تحسين العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بدليل القدرة على إخراج المظاهرات في العواصم العربية تضامنا مع الأقصى.

 

اقرأ أيضاً : قوات الاحتلال تعتدي على المصلين بالأقصى وتطلق الرصاص عليهم