أشارت تقارير عدة في الآونة الأخيرة إلى استقبال الإمارات لرجال أعمال مقربين من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بعد فرض عقوبات أوروبية عليهم بسبب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، كما أوضحت تلك التقارير على أن دبي أصبحت ملاذ آمن لأموال أولئك الذين هربوا من العقوبات ومن أهمهم رجل الأعمال “رومان أبراموفيتش” المقرب من “بوتين” والحامل للجنسية الإسرائيلية ومالك نادي تشيلسي الإنجليزي .. والجدير بالذكر أن هذه المرة لم تكن الأولى التي تستقطب فيها الإمارات للأموال “القذرة” والتي أصدرت فيها عدة تقارير تشير إلى أن الإمارات جاذبة لتلك الأموال المشبوهة، وقبلة جاذبة لتجارة المخدرات والمافيا.

 

استقبال الأوليغارش الروس 

فتحت دبي أبوابها لنخبة الأوليغارش الروس، المقربين من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، بعد فرارهم من أوروبا إثر العقوبات الدولية بسبب الحرب التي تشنها بلادهم على أوكرانيا، حيث أشارت صحف ووسائل إعلامية أن مطار دبي استقبل الشهر الجاري، رحلات كان على متنها العشرات من الروس، ومعظمهم من الأثرياء المقربين من الرئيس “فلاديمير بوتين”، حيث تم الترحيب بهم بشكل كبير في قاعة كبار الشخصيات، ثم تم اصطحابهم في رحلة بسيارات فاخرة، وما هي إلا مقدمات لجذب الأموال ومن ثم بدأت تتدفق ثروات الأوليغارش، بشكل غير مسبوق عبر وسائل سرية إلى الإمارات، وطرق مشبوهة وغير شرعية إضافة لذلك فإن دبي بدأت تشهد حركة بيع للمنازل والسيارات وحتى المساحات المخصصة لإرساء اليخوت. 

وقد نقلت صحيفة “الغارديان” عن مصدر استخباري، قوله إن مبيعات العقارات وعقود الإيجار، تجري بصورة كبيرة بواسطة العملات المشفرة، في حين كان هناك تحويلات مباشرة من كيانات مالية روسية، مرتبطة بأثرياء خضعوا للعقوبات

 

مصدر لتداول الأموال القذرة 

في عام 2019 سلط برنامج بث على قناة “فرانس 2” الفرنسية ، الضوء على عالَم تبييض أموال المخدرات في باريس ودبي وبلجيكا والمغرب، كاشفاً أن هذه المبالغ المشبوهة الطائلة تتدفق إلى دبي في شكل سيولة بعيداً عن الضرائب حيث يقوم المتاجرون بهذه المادة بتبييض الأموال ثم إعادة استغلالها من جديد.. تم إجراء بحث استقصائي أجراه الصحفي “نيكولا فسكوفتشي”، وقد تتبع مسار الأموال القذرة في رحلتها الطويلة من باريس إلى دبي.. والتي انتهت بضخها في مؤسسات اماراتية، ويتم وضع هذه الأموال في مصارف إماراتية متعددة، ليتم إدخالها إلى النظام المصرفي الدولي على شكل استثمارات أو تحويلات عادية.

ليس ذلك فحسب، فقد أوضح التقرير أن “كميات الذهب تهرب إلى شركة “كالوتي” للمجوهرات، ومقرها دبي، على يد وسطاء من بروكسل، حيث تقوم الشركة باقتناء كميات الذهب وتحويل الأموال عن طريق شركة الفردان للصرافة في الإمارات، والتي تتولى من جهتها تحويلها بعد ذلك إلى عدة دول من حول العالم على شكل استثمارات في شركات أو تحويلات عادية”.

كما أشار التحقيق إلى أن السلطات الإماراتية التي ليس لديها أي قانون يعنى بمكافحة تهريب الأموال وتغض الطرف تماماً عن أنشطة الشركات المشبوهة العديدة التي تنشط في دبي بمجال غسل الأموال القذرة الآتية من تهريب المخدرات، وتتعامل مع أباطرة تجارة الموت في العالم.

 

جاذبة للمافيا

عند ذكر عمليات غسيل الأموال لا يغيب عن الأذهان المليونير الهندي “ريش كومار جين”، المعتقل حالياً في نيودلهي الهندية، هو أحد أكبر غاسلي الأموال في العالم، والذي كشفت عنه صحيفة ” الغارديان” في تقرير لها، فقد كانت معظم أنشطته التي يقوم بها من إمارة دبي، حيث اتهم بنقل مئات الملايين من الدولارات لتجار المخدرات مستخدماً سماح الإمارات لتلك الأعمال المشبوهة.

وبحسب “الغارديان” فإن اقتصاد الإمارات مبني على النقد والسيولة المالية غير المشروعة، مشيرة إلى أن “هذه الدولة الخليجية هي المكان الذي تقوم فيه المافيا الروسية وتجار المخدرات العالميون بتنظيف نقودهم القذرة”.

ومن أبرز الأدلة على ذلك ما قاله السفير الأمريكي في أفغانستان، “أنطوني واين”، للصحيفة البريطانية بأن 10 ملايين دولار تهرَّب يومياً من كابول إلى دبي في حقائب صغيرة معظمها تأتي من تجار الهيروين الأفغان.

كما نقلت الصحيفة نفسها عن مستثمرين أجانب في الإمارات قولهم إن “القوانين الجديدة بالإمارات لمكافحة غسل الأموال لم يكن لها أي تأثير ملموس”، وبالتالي فإن الإمارات أصبحت توفر المناخ الجاذب للمافيا وأصحاب الأموال المشبوهة.

 

الوجه الخفي للإمارات 

في عام 2019 أصدر الكاتب الفرنسي “ميشال توب”، كتاباً بعنوان “الوجه الخفي للإمارات العربية المتحدة”، وهو عبارة عن مجموعة أبحاث استقصائية تسلط الضوء على الأيادي السوداء في الإمارات، حيث يقول الكاتب إن “دبي أو الإمارات من أهم الأماكن التي يتم فيها تداول المال القذر في العالم، فالتسريبات كشفت عن تبييض رجال أعمال أوروبيين المال القذر في الإمارات” وأضاف إن “ما نكتشفه في التحقيق الفرنسي أن دبي باتت مركزاً يجري فيه تبييض أموال قذرة جداً هي الأموال القادمة من التجارة بالمخدرات”.

والخلاصة أن ما استعرضنا هو غيض من فيض، فالإمارات والتي يدعونها إعلامياً “إمارات الخير” باتت مصدر لكل الشرور بالعالم بأسره.