كشفت صحيفة “بيلد” الألمانية عما قالت إنه السبب الحقيقي وراء إنشاء وزارة للسعادة في الإمارات؛ حيث أكدت الصحيفة أنّ مخاوف الإمارات من الربيع العربي هو ما دفعها لإنشاء وزارة تبرز الأوضاع، وكأنها وردية في الإمارات، بالتوازي مع سياسة العَصَا التي يقمعون بها كل صوت معارض.

وقالت الصحيفة وفقا لتقرير ترجمه موقع عربي 21،  “دفعت المخاوف من الربيع العربي وثورات الشعوب ضد حكامها شيوخ الإمارات إلى بعث وزارات قد تبدو للوهلة الأولى مجرد أمر مضحك، إلا أنّ هدفها يتمثل في رسم صورة وردية للأوضاع، بالتوازي مع سياسة العصا التي يجابهون بها كل صوت معارض”.

وأوضحت الصحيفة أنّ وجود وزارة للسعادة في الإمارات قد يبدو للوهلة الأولى مجرد أمر مضحك أو دعابة بالنسبة لأي شخص يسمع عنها، عادة، يقدم المواطنون طلباتهم وشكاويهم مباشرة لديوان حاكم البلاد، ولكن في الإمارات لم يَعُد من السهل إدارة الأمور بهذا الشكل. ونتيجة لذلك تم إنشاء وزارة للسعادة.

وذكرت الصحيفة أنّه في سنة 2011، شهدت تونس ثورة سلمية تلتها ثورة مسلحة في ليبيا، في حين بقيت الأوضاع هادئة في دولة الإمارات، التي لم تصلها نيران الاحتجاجات، في ظلّ سعي الدولة لضمان الهدوء في دبي والشارقة وأبو ظبي.

وكان حكام الإمارات في غاية الحذر والقلق إزاء احتمال اندلاع احتجاجات ضدهم. من هذا المنطلق، حرصوا على ملاحقة كل من يدلي بتعليق معارض لهم على منصات التواصل الاجتماعي، والإلقاء به وراء القضبان خلال وقت قياسي.

وبغية دَحْر أي حراك احتجاجي في المستقبل، تم إنشاء وزارة للسعادة في سنة 2016، يتم تمويلها بفضل إيرادات البترول التي يدفعها شيوخ البلاد.

وأوضحت الصحيفة أنّ هذه الوزارة تهتم بحل مشاكل مئات الآلاف من الموظفين والسكان. وفي هذا الصدد، أوضح علي عبد الله الأحمد، السفير الإماراتي في برلين، أنّه “في حال كنا نريد تشجيع التفكير الإيجابي، فيجب أن نركز على ثلاث دعامات أساسية؛ ألا وهي التناغم في مكان العمل، والمستوى المعيشي، ومسألة كيفية قياس مقدار السعادة في مجتمعاتنا”.