تحدثت تقارير عدة في الآونة الأخيرة عن فساد مستشري في دولة الإمارات العربية المتحدة وهي متعلقة بأشخاص أصحاب نفوذ بالدولة، كما سلطت الضوء أكثر على الفساد المالي لدولة الإمارات مع بدء تدفق أموال الأثرياء الروس والمقربين من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بسبب فرض العقوبات عليهم جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وبالحديث عن تدفق أموال الروس إلى دبي، فقد لعب “منصور بن زايد” الذي يعمل في الخفاء، دوراً في إقناع الروس بشراء عقارات في دبي، ومحاولة نقل أموالهم بطرق ملتوية إلى الدولة الخليجية وبالرجوع قليلاً إلى أحداث ماضية نكشف عن يد الإمارات الخفية في قضايا الفساد وهو “منصور بن زايد آل نهيان” أكثر العاملين في الظل في القضايا المشبوهة التي طالت الإمارات.
ما وراء مانشستر سيتي
فساد الدولة في الإمارات العربية المتحدة دفع قيادتها إلى البحث عن صورة جيدة أمام العالم تحسن السمعة وتنظف الصورة فلم يجدوا أفضل من الرياضة كي تحسن صورتهم ومن هنا بدأت الإمارات في الاستثمار الرياضي الخارجي فتمت صفقة شراء نادي مانشستر سيتي ب 400 مليون دولار، وفي 29 مايو/أيار 2021، وقد نشرت صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه” الألمانية، تقريراً عن فساد التمويل الإماراتي للرياضة، وقالت إن “التمويل الإماراتي الفاسد هو السبب الرئيس في الصعود الصاروخي لفريق مانشستر سيتي”، وأضافت الصحيفة أن “ما يجري هو ثمرة المزج بين مليارات الإمارات، التي أنفقتها حكومة أبوظبي على مدار 13 عاماً منذ استحواذها على الفريق، والشكوك المحيطة حول أحقية الفريق باللعب، بعد سلسلة من المشاكل القضائية والقانونية التي خاضها بعد اتهامه بخرق قواعد اللعب النظيف”.
على الرغم من أن النادي الصاعد كان دوره تحسين الصورة إلا أن أصابع الاتهام تشير إليه في دفع عمولات سرية لوكلاء لاعبين بالملايين إضافة لذلك فقد تم توقيع عقود للاعبين تحت السن وهو ما يحظره القانون، ولذلك فقد قام “منصور بن زايد بضخ مبلغاً يقدر “بمليار ونصف المليار” جنيه إسترليني لدعم الفريق ولدعم فريق المحامين الذين ترافعوا عن النادي في المحاكم الرياضية في قضايا الفساد التي طالته، يبقى أن نقول أنه ليس هو النادي الوحيد الذي يمتلكه الثري الإماراتي بل يمتلك عدة أندية أخرى مثل ميلبورن سيتي، نيويورك سيتي، مومباي سيتي وفريق مونتيفيديو تورك في أوروغواي، وإن كان ذلك لتحسين السمعة والصورة فقد ازداد صيت الإمارات سوءاً وأضيف الفساد الرياضي إلى سجلها المتعدد الأنواع من الفساد.
فساد داخل الإمارات
لا يقتصر فساد “منصور بن زايد” في الخارج فقط أو في المجال الرياضي فحسب بل امتد بطبيعة الحال إلى الفساد المالي، فقد أظهرت التقارير علاقة رجل الأعمال الهندي “بي آر شيتي” بـ “منصور بن زايد” وكما كشفت عن كيف كان منصور هو الشريك الحقيقي لشيتي في قضايا اختلاس الأموال والفساد المالي غير أنه على الورق ليس له وجود حقيقي، فقد كشف برنامج استقصائي لقناة الجزيرة يسمى “ما خفي كان أعظم” عن تواصل شيتي مع ديوان بن زايد بشكل مستمر حتى قبعد هروبه ومن المرجح بشكل كبير أن الشخص المنوط به التواصل مع “شيتي” كان هو “منصور” نفسه الذي تقدر ثروته بـ 22 مليار دولار.
مقتل أحمد بن زايد
القضايا المالية ايضاً لم تكن الأخيرة حيث أن “منصور بن زايد” متورط مع أخيه محمد بن زايد في مقتل أخ لهم غير الشقيق “أحمد بن زايد”، والذي أثبتت تقارير أنه كان على خلاف معاهم بسبب سعي منصور شراء أحد البنوك والذي يدعى Barclays، فما كان منهم سوى أن دبرا له حادث سقوط من طائرة شراعية في عام 2010، ليجدوا جثته في بحيرة محمد بن عبد الله بالمغرب بعد سقوطه من الطائرة ونجاة المدرب الخاص به، ولم يفتح بن زايد أي تحقيق حيال الواقعة ما يدل على أنها حادثة مدبرة بحسب تقارير عديدة.
الخلاصة منصور بن زايد هو الذراع الخفي لدولة الإمارات العربية المتحدة في قضايا الفساد الخارجية وحتى الداخلية منها خاصة القضايا المتعلقة بالمال وغسيل الأموال، وهو يتخفى وراء الدور الرياضي لمحاولة منه لتليع صورته ومن ورائه صورة الإمارات أمام العالم الذي بدأ يكشف دور الإمارات التخريبي.
اضف تعليقا