أعلن المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات عن انتخاب “محمد بن زايد آل نهيان” رئيساً لدولة الإمارات المتحدة خلفاً لأخيه “خليفة بن زايد” والذي أبُعد عن الساحة منذ عام 2014 بفعل جلطة دماغية وتوفي يوم الجمعة الماضية، ليصبح محمد بن زايد رسمياً على رأس الدولة.. والحقيقة أن محمد بن زايد كان بشكل فعلي غير رسمي على رأس تلك الدويلة الخليجية التي صدرت الكثير من المشكلات والمعوقات لجيرانها وتورطت في قضايا تجسس خارجياً وعملت عمل الجلاد داخلياً فاتخذت من القمع سبيل لمعارضيها وقامت مطاردتهم خارجياً.. كل هذا بفعل ترتيب وتخطيط من محمد بن زايد العقل المدبر لإمارات الشر.
الرئيس الفعلي
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً حول تنصيب محمد بن زايد رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة وأشارت إلى أن ولي عهد أبو ظبي سابقاً هو الرجل الأقوى في النظام الإماراتي على الإطلاق ويعتبر هو الآمر الناهي وهو من يضع سياسات الدولة الخلجية الداخلية منها والخارجية.. كما أن تنصيبه رئيساص لم يكن شيئاً مفاجئاً فقد نقلت عن المحلل السياسي الإماراتي “عبد الخالق عبد الله” وهو يعتبر أحد أبواق النظام الإعلامية قوله “كل هذا لا يغير شيئاً من الناحية العملية فمنذ نحو عقد من الزمن يتصرف محمد بن زايد كالرئيس وقد تم الإعتراف به على هذا النحو داخل الإمارات وخارجها”.. كما دللت الصحيفة على هذا القول بفعل توجه شخصيات أجنبية فاعلة في السياسة العالمية إلى أبو ظبي للتهنئة فور الإعلان عن تنصيبه رئيس، من أهمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل إلى أبو ظبي الأحد الماضي لتقديم التهنئة، في أول رحلة له إلى الخارج منذ اعادة انتخابه، فقد أتم أهم صفقاته في الولاية الأولى مع بن زايد من خلال صفقة شراء 80 طائرة رافال في ديسمبر الماضي، هذا علاوة عن تهنئة العديد من الزعماء التي توالت على بن زايد .. فكيف وضع محمد بن زايد السياسة الخارجية والداخلية للإمارات وكيف أقام تلك العلاقات؟!.
القمع.. والدولة البوليسية
أشرنا في الفقرة السابقة لتقرير صحيفة لوموند الفرنسية والتي لفتت إلى تهنئة الرئيس ماكرون لمحمد بن زايد على رئاسته لكن الأهم هي أن الصحيفة رأت من تلك العلاقة خاطئاً فاضح للرئيس الفرنسي الذي تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة التي ارتكبتها ومازالت ترتكبها الإمارات بأمر مباشر من بن زايد نفسه.. الرئيس الجديد قام بتحويل الدويلة الخليجية إلى دولة بوليسية لا تتسامح مع أي صوت ينتقد الحكومة ولم يفرق في ذلك بين الإسلاميين والليبراليين الذين شملتهم جميعاً سجون الإمارات والناشط أحمد منصور المعتقل منذ 2017 خير دليل على ذلك.
إمارات الشر
لم يكتف محمد بن زايد بتحويل الإمارات لسجن كبير بل سعى لتكريس الشرور التي تشمل الجيران والدول العربية وبعض الدول الأوروبية.. فبدأ بن زايد بتتبع عداوة جماعة الإخوان المسلمين في كل دول العالم وأهمهم مصر التي دعمت الإمارات حركة “تمرد” فيها بهدف إسقاط الرئيس الراحل محمد مرسي وزعزعة نظامها حتى أتى السيسي بانقلاب عسكري دعمه بن زايد خلالها بالأموال والاعتراف الدولي حتى استتب الأمر للسيسي في مصر ومنذ ذلك الحين ولم يرى شعب مصر أي خير بعد الإنقلاب.
عداوة بن زايد طالت الليبيين حيث عمل على زعزعة نظامها ومول المرتزقة هناك ثم تدخل عسكرياً في ليبيا عام 2014 تليها اليمن عام 2015 والتي شهدت أفظع الكوارث العالمية من حصار وجوع علاوة على القصف والحرب.. ومنذ ذلك الحين عرف العالم إمارات الشر من ورائها “محمد بن زايد” الذي يسعى لزعزعة كل استقرار في المنطقة ويحارب ثورات الربيع العربي ويمول المرتزقة والدول العميقة لانتاج أنظمة ديكتاتورية تكبت شعوبها.
نهب ثروات اليمن
تبقى أكثر الجرائم فظاعة التي قام بها “محمد بن زايد” هي حرب اليمن التي تسببت مقتل آلاف اليمنيين بسبب القصف والحصار والتجويع وهي تلك السياسة التي اتخذتها تجاه اليمنيين الذين تشرد جزء منهم وهُجر جزء آخر.. إضافة لذلك فقد طمع بن زايد وحاشيته في ثروات اليمن السعيد حيث تشير تقارير إلى أنه قد تم تهريب عوائد من النفط والغاز والمقدرة بنحو مليار و300 مليون دولار سنوياً، وعلاوة عن ذلك فإن الإمارات تطمع الآن لضم جزيرة سقطرى اليمنية لتصبح الإمارة الثامنة في دولة الإمارات طبقاً لما نقل بوق النظام الإماراتي “عبدالخالق عبد الله” والذي قام بزيارة للجزيرة استفزت مشاعر اليمنيين الذين دمرت دولتهم بسبب بن زايد.
خيانة التطبيع
في 15 سبتمبر من عام 2020 تم توقيع اتفاقية بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي يسمى باتفاق إبراهام وقد اشتمل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، من بينها إقامة سفرات وأن يتبادل الطرفان سفراء مقيمين وإقامة العلاقات التجارية والتمويل والاستثمار وإقامة رحلات الطيران المدني والاتفاقيات في مجال البيئة والتعاون القانوني والأمني.. ومنذ ذلك الحين اتخذ الاحتلال الإسرائيلي الإمارات مرتع ونقطة انطلاق للتوسع في عمليات التطبيع للدول الأخرى.. وهذه تعتبر خيانة جديدة تضاف لبن زايد تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
من التجسس إلى الأموال المشبوهة
شرور الإمارات وبن زايد لا تنته عند ذلك الحد بل تحولت الإمارات في عهد بن زايد إلى مرتع إلى تجار المخدرات والمافيا وأصبح مقصد ومستقر لكل الأموال المشبوهة وقضايا غسيل الأموال، حيث نشرت تقارير تتحدث عن أبراج الإمارات الشاهقة القائمة على الأموال المشبوهة وغسيل الأموال كان آخرها تهريب أموال الروس المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذين وقعت عليهم عقوبات بسبب العدوان على الأراضي الأوكرانية.
ومن الأموال المشبوهة إلى التجسس حيث تورطت الإمارات ومن ورائها بن زايد في قضايا تجسس على المعارضين من خلال برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس ولم ينته الأمر عند ذلك الحد.. بل سعت الإمارات للتجسس على مسؤولين كبار في الحكومة البريطانية والإسبانية وأصبحت مصدر لكل خطر في هذا العالم بفضل سياسات بن زايد العدوانية.
اقرأ أيضاً : بعد انتخابه رسمياً رئيساً للإمارات.. ما هي أذرع محمد بن زايد التي اعتمد عليها في الحفاظ على الكرسي؟!
اضف تعليقا