في أحدث مؤشر على تراجع الرئيس الأمريكي عن وعده بإجبار المملكة العربية السعودية على “تدفع الثمن” لقتل جمال خاشقجي، ورد أن المسؤولين يحاولون ترتيب اجتماع الشهر المقبل بين جو بايدن والزعيم الفعلي للبلاد، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

جاءت هذه الخطوة بعد شهور من المناورات الدبلوماسية حيث يبحث بايدن عن علاقات أفضل مع أكبر مصدر للنفط الخام في العالم وسط أسعار الغاز المرتفعة للغاية في الداخل، والتي تشير إلى أن بايدن -الذي تعهد بجعل السعودية “منبوذة- يولي الآن ملف الطاقة أهمية كبيرة إلى جانب ملف حقوق الإنسان.

 

تتولى المملكة العربية السعودية رئاسة مجلس التعاون الخليجي، لذلك من المحتمل أن يتزامن الاجتماع المخطط له بين بايدن وبن سلمان مع اجتماع مجلس التعاون الخليجي في الرياض.

 

قال مسؤول أمريكي سابق مطلع على ترتيبات هذا الاجتماع “يجب الاعتماد على مثل هذه الخطوات في هذه المرحلة”.

 

منذ توليه منصبه، حرص بايدن على عدم التعامل مباشرة مع محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، بدلاً من ذلك كان يرى أن الملك سلمان (86 سنة) هو نظيره الذي يجب التعامل معه.

بالإضافة إلى ذلك، لم يخف بايدن آرائه حول محمد بن سلمان ودوره في مقتل خاشقجي، المعارض وكاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست.

 

خلال مناظرة أثناء الحملة الرئاسية للحزب الديمقراطي عام 2019، قال بايدن ” أؤكد أننا لن نبيع مزيد من الأسلحة لهم… سنجعلهم يدفعون الثمن، وسنحول السعودية لدولة منبوذة”.

وبعد توليه الرئاسة بأسابيع قليلة، سمح بايدن برفع السرية عن تقرير الاستخبارات حول مقتل خاشقجي، حيث خلص مسؤولو المخابرات الأمريكية إلى أن ولي العهد نفسه أمر بقتل خاشقجي، الذي تم تخديره وتقطيع أوصاله في القنصلية السعودية في اسطنبول.

 

وبحسب ما ورد تضمنت الأدلة تسريبات من مكالمات هاتفية لمحمد بن سلمان في الفترة التي سبقت جريمة القتل، فضلاً عن اتصالات بين فريق القتل وأحد كبار مساعدي ولي العهد.

 

عاقبت إدارته مسؤولين سعوديين كانوا جزءًا من فريق القتل، ومع ذلك، لم تتخذ أي إجراء ضد محمد بن سلمان شخصياً خوفاً من تنفير زعيم دولة تعتبر شريكًا مهمًا في التصدي للإرهاب وكبح طموحات إيران الإقليمية.

 

ومع ذلك، أعلن بايدن بعد فترة وجيزة من توليه منصبه أنه أنهى دعم الولايات المتحدة للحرب التي تقودها السعودية في اليمن وأنه تراجع عن قرار الرئيس دونالد ترامب تصنيف المتمردين الحوثيين كإرهابيين.

 

في غضون ذلك، ذكرت شبكة CNN أن منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط بريت ماكغورك والمستشار الأقدم لوزارة الخارجية لأمن الطاقة العالمي عاموس هوشستين قاما بأربع رحلات إلى الرياض منذ ديسمبر/كانون الأول في محاولة لإصلاح العلاقة بين البلدين، وعليه قاما بمقابلة بن سلمان في فبراير/شباط للتحضير لهذا اللقاء.

 

الجدير بالذكر أن يوم الثلاثاء الماضي كان خالد بن سلمان – الأخ الأصغر لمحمد بن سلمان –في واشنطن حيث التقى بمستشار الأمن القومي جيك سوليفان وآخرين، وبعدها بيومين قابل وكيل وزارة الدفاع للسياسة الدكتور كولين كال.

 

حول هذا اللقاء، قالت وزارة الدفاع “لقد ناقشوا مجموعة واسعة من التحديات الأمنية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في اليمن، والتهديدات البحرية، والمنظمات المتطرفة”.

 

كما تحدثت الوفود بشكل مكثف عن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، واتفق الدكتور كال وخالد بن سلمان على تعزيز الجهود لمكافحة تهريب الأسلحة غير المشروعة إلى الجماعات العنيفة في المنطقة.

 

كما أفادت تقارير أن مدير وكالة المخابرات المركزية قام أيضًا برحلة غير معلنة سابقًا إلى المملكة العربية السعودية الشهر الماضي حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 

 

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا