أعلنت الحكومة المصرية في 9 إبريل / نيسان 2016 عن نقل سيادة جزيرتي تيران وصنافير للملكة العربية السعودية وقالت في بيان حينئذ أن الجزيرتي تقعا ضمن المياه الإقليمية السعودية في البحر الأحمر وتم التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود بين مصر والسعودية الأمر الذي قوبل باحتجاجات واسعة ورفض قاطع ارتقى إلى حد إقامة دعوات لإسقاط السيسي عن حكم مصر معتبرين أنها خيانة للوطن ولاسيما بعد إعلان محكمة بطلان اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية لكن البرلمان المصري قام بمصادقة الاتفاقية، وبهذا انتهت سيادة مصر على الجزيرتين التي تعتبر إسرائيل أن موقعها “استراتيجي” في البحر الأحمر.. وفي الأونة الأخيرة تحدثت مصادر إعلامية عن وساطة سرية يجريها الرئيس الأمريكي “جو بايدن” لإتمام نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية بموافقة دولة الاحتلال.
أهمية الجزيرتين بالنسبة للكيان المحتل
تعد جزيرتي تيران وصنافير ذات موقع استراتيجي هام لدولة الإحتلال ولذلك هي تعتبر أن نجاح المفاوضات يمهد لها الطريق للنجاح في شقين.. الأول هو أن الجزيرتين تسيطران على مضائق تيران وهي المدخل البحري لمينائي العقبة وإيلات والثاني أن نجاح تلك المفاوضات يمهد إلى إتمام التطبيع مع المملكة العربية السعودية التي اشترطت من قبل حل لمسالة القضية الفلسطينية كشريطة أساسية لإتمام الاتفاق وفي حال تم الاتفاق فإنه يعتبر نجاح لحكومة بينيت-لابيد التي تواجه أزمات داخلية كبيرة وتحت تهديد خسارة الأغلبية في البرلمان وكذلك سيكون نجاح للرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط.
التطبيع شريطة الاتفاق
بالرجوع قليلاً للوراء، فإن اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل عام 1979، نصت على أن تكون الجزيرتين خاليتين من قوات عسكرية وأن يتواجد فيها مراقبون دوليون بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك فقد أعلنت اسرائيل موافقتها على الاتفاقية المصرية السعودية شريطة استمرار القوات الدولية في الجزيرتين “تيران وصنافير”.. وطبقاً لمصادر صحفية أمريكية فإن السعودية تريد إنهاء عمل تلك الاتفاقية مقابل بناء ترتيبات أمنية قوية كاتفاق بديل وهو ما لا ترفضه دولة الاحتلال لكن بشريطة تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويضمن ذلك عبور الطائرات الإسرائيلية في أجواء المملكة وهو أيضاً ما وافق عليه الجانب السعودي.
بايدن يلتقي بن سلمان
تسعى الإدارة الأمريكية لإتمام الاتفاق بكل هدوء بين مصر والسعودية ودولة الاحتلال وطبقاً لما نقلت المصادر الصحفية الأمريكية فإن المباحثات مازالت متواصلة وفي حال تم الاتفاق فإن الرئيس بايدن سوف يلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في شهر يونيو المقبل وسوف تضم تلك القمة عدد من الدول العربية وهنا يسعى بايدن لحل عدد من الأزمات التي تواجه في الشرق الأوسط من خلال هذا الاتفاق خاصة بعد توتر العلاقات مع المملكة العربية السعودية بعد ما وصفها بالدولة المنبوذة مشيراً إلى سجلها السيئ في ملف حقوق الإنسان ولاسيما بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والذي وعد بايدن بمحاسبة السعودية بسبب فعلتها هذه ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لترفع حدة التوتر بين الحليفين بعد أزمة النفط.. كل ذلك قد ينتهي بمقابلة الرئيس بولي العهد.
الخلاصة أن بايدن يحاول أن يحقق إنجازاً جديداً في الشرق الأوسط وقد وضع شروطه للقاء ولي العهد محمد بن سلمان وهو أن يقبل الاخير بالتطبيع، وولي العهد يحاول أن يخرج من الازمة الأمريكية وكذلك يحاول يخفف من حدة التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية لذلك فإنه غير مخير في قبول الاتفاق مع دولة الاحتلال التي تجد في التطبيع مع دولة بحجم المملكة العربية السعودية يعود بالنفع على الحكومة التي تواجه أزمات داخلية وعلاوة على ذلك فهي سوف تستفيد بإبرام اتفاقية مع المملكة التي تسيطر على الجزيرتين ذوي الأهمية الاستراتيجية لدولة الاحتلال، كل هذا يدور حول اتفاق على أراض مصرية لم تعد كذلك بفعل السيسي الذي تنازل عنها وفرط في أرض مصر بخيانة عظمى لن ينساها التاريخ ولا أبناء الشعب المصري.
اقرأ أيضاً : ظهور الأمير عبد العزيز بن أحمد مع ولي العهد محمد بن سلمان.. ما دلالة ذلك؟!
اضف تعليقا