شهدت السجون المصرية مساء أمس حالة وفاة جديدة بين السجناء السياسين بالإهمال الطبي، حيث توفي الناشط النوبي البارز “جمال سرور”، إثر إصابته بغيبوبة سكر، بعد أيام من إضرابه عن الطعام في محبسه بمحافظة أسوان، أقصى جنوبي مصر.

جاء ذلك وفق تصريحات أدلى بها “جمال عيد”، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، (غير حكومية، مقرها القاهرة) بحسب “الأناضول”.

و”سرور” هو رئيس اتحاد النوبيين في فرنسا ويحمل الجنسيتين المصرية والفرنسية، وشارك في مسيرة الدفوف النوبية الشهيرة، بعد أن وصل من فرنسا، في حين ألقي القبض عليه برفقة 24 آخرين، وتم توجيه اتهامات التظاهر بدون تصريح مسبق من الجهات المختصة ثالث أيام عيد الأضحى الماضي.

كما وجهت إليه، أيضًا، اتهامات بقطع الطريق العام وترديد الهتافات والشعارات التي تندد بالدولة، وتلقي التمويلات في واقعة القضية رقم 5653 لسنة 2017 إداري قسم أول أسوان، المعروفة إعلاميًّا باسم “مسيرة الدفوف”.

وبدورها أكدت مصادر أمنية بمحافظة أسوان، جنوب مصر، أن الناشط “سرور”، أحد المحبوسين الـ25 من النوبيين المتهمين بالمشاركة في “مسيرة الدفوف” النوبية الشهيرة، توفي داخل محبسة بمنطقة الشلال جنوب أسوان.

وقالت المصادر إنّ الوفاة ناجمة عن هبوط حاد في الدورة الدموية؛ فيما أعلنت مديرية أمن أسوان حالة الاستنفار الأمني تحسباً لخروج مظاهرات، بحسب “العربي الجديد”.

ويقبع شباب “الدفوف”، في السجن منذ 3 سبتمبر الماضي، عندما ألقت قوات الأمن المصرية القبض عليهم في حديقة درة النيل في محافظة أسوان، وهو اليوم الموافق لما يعرف بـ”يوم التجمع النوبي” من كل عام، والذي دعت لتنظيمه الكتل والكيانات النوبية في أسوان تحت شعار “العيد في النوبة أحلى”.

وكانت المسيرة تهدف إلى إقامة حفلات غنائية وقيام القيادات النوبية بالمطالبة بحقوق النوبيين التاريخية، ورفض ممارسات الدولة من مماطلتها تجاه تنفيذ المادة الدستورية رقم 236 التي تقضي بإعادة النوبيين إلى أراضيهم، وإصدار القرارات الظالمة ومنها القرار الجمهوري رقم 444 لعام 2014 المختص بإعادة ترسيم المناطق الحدودية، ما أدى إلى اقتطاع 17 قرية نوبية من المناطق المعروفة بـ”أراضي العودة” للنوبيين، وصنفها كمناطق عسكرية، وحظر السكان من العيش فيها، والذي صدرت توصية من هيئة المفوضين من مجلس الدولة مؤخرا بإلغائه.

ومطلع الستينات من القرن الماضي، هجرت السلطات المصرية أهالي النوبة بالتزامن مع إنشاء السد العالي (سد مائي جنوبي مصر)، ويتواجدون اليوم بكثرة في مدينتي الإسكندرية والقاهرة (شمالا).