اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بتغريدات لمعارضين سعوديين، ونشطاء ومغردين علقوا خلالها على مجريات الأحداث في السعودية، والحملة التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مساء أمس، على عدد كبير من الأمراء والوزراء والمسؤولين السابقين ورجال الأعمال في المملكة.

وفي الوقت الذي اتهم فيه السلطات السعودية، المقبوض عليهم بالفساد والسرقات واستغلال النفوذ، أكد المعارضون السعوديون أن الاتهامات ليست على حقيقتها، وأن هذه التهم مجرد غطاء على تلك الاعتقالات السياسية، التي تستهدف بالأساس تثبيت حكم “بن سلمان”.

وعلى الرغم من تصدر وسم “الملك يحارب الفساد” قائمة الأكثر تداولا في العالم عبر موقع “تويتر”، وسط إشادات بقرارات إيقاف الفاسدين في المملكة، لكن مغردين بارزين كان لهم رأي آخر في هذه الحملة.

المغرد الشهير “مجتهد” كان أبرز من اتجهت إليه الأنظار على تويتر، حيث علق على الحدث قائلا “سبب الحملة على الأمراء والوزراء ورجال الأعمال؛ أن “بن سلمان” يريد الاستيلاء على أكبر كمية من أموالهم ويحيلها لحساباته”.

ووفقا لـ”الخليج الجديد” فقد اتفق معه المغرد الشهير “كشكول”، حين غرد بالقول: “بسبب أن الملك يحارب الفساد.. سيتمكن قرة عينه “حوحو” من تحقيق لقب أول ترليونير في التاريخ.. والله ملينا من لقب ملياردير ومليونير صارت سامجة!”.

وأضاف: “هذه المذبحة تشبه ليلة السكاكين الطويلة، عندما قام هتلر بالقضاء على منافسيه داخل الحزب النازي.. ثم تفرد بالحكم”.

وتابع: “بعد خصي واعتقال محمد بن نايف والتشهير به في “رويترز” بأنه مدمن وشاذ جنسيا، اقتنع محمد بن سلمان أن باقي عيال عمه جبناء ويستطيع فعل ما يريد بهم”، لافتا إلى أن “ما يحدث من اعتقالات ومصادرات بين آل سعود مدعاة للشماتة والسخرية منهم”.

فيما غرد حساب “سماحتي” قائلا: ” ليس الملك يحارب الفساد، والصحيح بن سلمان يسرق عيال عمه”.

أما المعارض “سعد الفقيه” فقال: “لا مجال لإحسان الظن.. محمد بن سلمان هو الفاسد الأكبر”، مضيفا: “مسرورون بالصدام بينهم، ولكن إعفاء متعب أخطر من بقية الحملة”.

ولفت إلى أن “الصورة تحتاج أياما حتى تتضح”.

فيما قالت الأكاديمية “مضاوي الرشيد”: “أسهل طريقة للتخلص من الأمراء المنافسين سجنهم في قضايا فساد.. وكأن السجان قمة النزاهة”، مضيفة: “السعودية تبدو اليوم كالاتحاد السوفيتي لحظة وفاة ستالين.. مؤامرات وتصفيات داخل الحلقة المغلقة”.

وسخرت قائلة: “لم يبق لمحمد بن سلمان إلا أن يجمع أهله في حفلة ويصفيهم كالمماليك”.

أما “معالي الربراري”، فنشر صورة لوليد الإبراهيم رئيس قنوات “إم بي سي”، مع حكام الإمارات وعلق عليها بالقول: “لا ينبطح لمتآمري الإمارات إلا من هو فاسد.. سَعدتُ كثيراً بإيقاف زعيم عصابة mbc”.

فيما تساءل حساب “نحو الحرية”: “ومن سيحاسب بن سلمان على شرائه يختًا بـ2 مليار ريال؟ ومن سيحاسبه على نهب الترليون؟ ومن سيحاسبه على مغامرته الفاشلة باليمن؟”.

وأضاف: “كل ما يحدث لا علاقة له بمحاربة الفساد، وإنما هو تمهيد الطريق لتولي ابن سلمان الحكم”.

واتفق معه المعارض “غانم الدوسري”، حين قال: “من العار أن يحاسب الفاسد فاسدا مثله، ومن السخف أن نعتبر تصفية الحسابات محاسبة.. لو كانت المحاسبة أتت من مجلس شورى منتخب لباركناها، غير ذلك لا”.

وأمس، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة بحق عدد من كبار الأمراء ووزراء سابقين وعدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال المعروفين، بمزاعم فساد مختلفة.

وجاء على رأس الموقوفين وزير الحرس الوطني المقال الأمير “متعب بن عبد الله”، والأمير “الوليد بن طلال” المليادير السعودي الكبير، ورئيس الديوان الملكي السابق “خالد التويجري”.

وجاء قرار الاعتقال على خلفية مزاعم بالفساد وجهتها لهم لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد “محمد بن سلمان”، أعلن عن تشكيلها بقرار ملكي قبل دقائق فقط من الإعلان عن صدور قرارات الاعتقال.