تستمر الأزمة السياسية والحزبية لدى الاحتلال لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، ليس آخرها إرسال تهديدات بالقتل لرئيس الحكومة “نفتالي بينيت” وعائلته، بل إن الحاخام “مائير مزوز” أحد كبار الحاخامات في الطائفة الأرثوذكسية-السفاردية المتشددة، قفز بعيداً في وصف قادة الحكومة بينيت ووزيري خارجيته يائير لابيد وماليته أفيغدور ليبرمان بأنهم “خونة، وأسوأ من النازيين”، ما أثار عاصفة كبيرة بين الإسرائيليين، لأنها أوصاف “تشرعن” اغتيالهم، وهذه المرة ليس لخلاف سياسي، وإنما بفتوى دينية.

جدير بالذكر أنه قد تسببت هذه الاتهامات غير المسبوقة بصدور ردود فعل غاضبة في الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية، لأنها تبث قيم الكراهية بين الإسرائيليين من جانب، وتفسر كل خلاف سياسي على أنه خيانة للدولة من جانب آخر، ما دفع رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ لإبداء الغضب منها، قائلاً إنها “تعبيرات لا يمكن السكوت عنها، ويجب أن تخرج من معجمنا، لأنه لا يمكن التسامح معها، لا في السياسة ولا في المجال العام أو في وسائل الإعلام”.

من جانبه، قال “إيتمار آيخنر” المراسل السياسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت“، إن “الحاخام مزوز ذكر في موعظته الأسبوعية أن هناك أناسا أشرار في الدولة، متمنياً أن يموتوا، ويختفوا من العالم، قاصداً ليبرمان ولابيد وكل من ارتضى أن يكون معهم، لأنهم خونة، من بينهم رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ووزير خارجيته يائير لابيد رئيس الحكومة البديل، الذي وصفه الحاخام بأنه خنزير، موجهاً هجومه القاسي على ادج كحلحكومة بزعم أنها تخنق الجمهور الأرثوذكسي، ووزراء الحكومة يكرهون شعبهم أسوأ من النازيين، ويقدمون مزيدا من الامتيازات للجمهور العربي في الدولة”.

وأضاف آيخنر أن “الحاخام مازوز يعتبر من كبار رجال الدين في الطائفة الأرثوذكسية، وكان في السابق من قادة حركة شاس، حتى انفصل عنها، حين دعم الحاخام إيلي يشاي، لكنه سرعان ما عاد إلى صفوفها، متهما الحكومة بأنها تكره شعبها، وهم بذلك أسوأ من النازيين، لأن هؤلاء أحبوا شعبهم، أما وزراء الحكومة الإسرائيلية فإنهم يواصلون تدمير مستقبل الأطفال والكبار اليهود، من تلاميذ التوراة، التي بفضلها بقينا أحياء لأكثر من ألفي عام”.وزير الخارجية لابيد رد على اتهامات الحاخام مازوز بقوله إن النازيين قتلوا جده في أحد المعسكرات، وحاولوا قتل والدي في أحد الغيتوات، أما وزير المالية ليبرمان فاتهم الحاخام بتدريس الكراهية بين اليهود، وبث قيم الخراب للدولة، وبصورة مجانية.

اقرأ أيضاً : بينيت يرفض تغير مسار مسيرة الأعلام الإسرائيلية، والمقاومة تحذر