أثناء إقامتنا في المملكة العربية السعودية تعرفت والدتي إلى أميرة من العائلة الحاكمة.. كانت تلك الأميرة غاية في الذوق والأدب وكانت ترسل مع والدتي سنويا كثيرا من الكتب كدعوة لأهل مصر و ترجوها أن توزع هذه الكتب عند قدومها إلى مصر..
سنة بعد سنة .. غادرنا المملكة واستقر بنا الحال في قرية من قرى محافظة المنيا..
مخزن قديم داخل بيتنا استقرت فيه كراتين كثيرة من الكتب كنت أنظر إليها كل يوم على أنها ثروة وأنها كنز لا يقدر بثمن.. وكنت أتحين الفرصة لإخراجهم و ترتيبهم ولكن قبل أن أفعل .. وقع ذلك الحدث المشؤوم..
قدمت خالتي إلى منزلنا مخبرة أمي أن هناك امرأة لا يحضرني اسمها .. تبيع الدجاج والدواجن المنزلية.. وقد كانت أمي تهتم بتربية الدواجن المنزلية كما يفعل أغلب أهل الصعيد..
فقدم جيش من البط والدجاج إلى منزلنا ولم تكن أمي قد أعدت مكانا مناسبا لاستقبالهم بعد .. فأطلقت جيش الدجاج والبط في ذلك المخزن الذي استقرت به كراتين الكتب.. فأكثر فيها الفساد ودمر معظمها تقريبا..
أمي امرأة متعلمة وحاصلة على شهادة جامعية في اللغة العربية ولا أعلم ما الذي دفعها لهذا الفعل
بكيت توسلت حزنت كثيراً كثيراً كما لم أحزن من قبل..
أردت انقاذ الكتب ولكن ما حدث قد حدث بالفعل ولا مجال لإيقافه .. كان هذا الحدث أثناء شهر رمضان.. بعد أن أعددنا المكان المناسب لهم خرجوا من المخزن .. وبدأت أنا بإقامة غرفة عمليات فائقة العناية لإنعاش الكتب..
” كتب لابن القيم وابن قدامة .. كتب في التاريخ والسيرة وأخرى في الحديث والتفسير مطويات ومجلدات عدد هائل من الكتب فعلا “..
أنقذت ما استطعت وأضرمت النار في ما بقي من الكتب وقلبي يحترق يحترق على حالهم..
أنا الآن بصدد انشاء بيت جميل لهذه الكتب .. لتحظى بحياة مستقرة في المستقبل.
الله والله علي قد ما القلب حزين علي ما حدث للكتب
الا ان كلماتك جعلت العزاء اقل حزنا