منذ استيلاء قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي على السلطة، ويشهد الاقتصاد المصري تدهوراً حاداً نتيجة لفشل رأس النظام في إدارة الملفات الاقتصادية بشكل جيد، إضافة لذلك فهو يعاني من فقدان رؤية حقيقية تدفع بالبلاد خطوات للأمام نتيجة لخلفيته العسكرية التي لا تعرف سوى القمع والحبس والقتل والتنكيل.
وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة حدثت تطورات بالعالم أثرت على اقتصاد الدول الكبرى وتسببت في كوارث للدول الفقيرة كان أهمها اجتياح فيروس كورونا العالم ثم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وقد تأثرت مصر بشكل كبير من هذه الأحداث التي اتخذها البعض ذريعة لكل فشل وعلق عليها ضعف رؤيته وحكمته في إدارة البلاد وكان على رأس من استخدم هذه الحجة عبد الفتاح السيسي رأس النظام في مصر وحاشيته وإعلامه.
لكن التردي الاقتصادي في مصر غير المسبوق ينذر بانفجار مجتمعي مرتقب وثورة قادمة لا تبقي ولا تذر، ستكون أكثر شراسة وحدة من سابقتها نظراً لما يراه الناس في مصر من بؤس شديد وفقر في المعيشة، فكيف تهدد تلك الأزمة الاقتصادية عرش السيسي وكيف أصبح الشعب المصري مهيأ للانفجار في أي لحظة؟!.
سياسة غسل اليدين
بعد أن أقصى عبد الفتاح السيسي الرئيس الشرعي محمد مرسي من خلال انقلاب عسكري في يونيو / حزيران 2013 شرع الجنرال في الظهور بدور المنقذ الاقتصادي وحاول الترويج لمشروعات وصفت بالعملاقة وهي تفتقد للدراسة.
حيث صرح أكثر من مرة أنه لا يحب دراسة الجدوى ولا يعتمدها في مشاريعه وقد استهلك الاحتياطي النقدي لدى الدولة المصرية في تلك المشاريع كمشروع حفر قناة السويس.
وبالتالي فإن السفه في الانفاق هو أهم أسباب وصول مصر لتلك المرحلة المتدنية، وتلك الأعباء المثقلة بالديون، وهذه الأزمة الاقتصادية ازدادت مع وقوع الأحداث العالمية كجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
وعندما يصرح رأس النظام المصري أو أحد أفراد حكومته أن تلك الأحداث العالمية هي السبب الرئيس في أزمة الاقتصاد المصري العميقة فهذا ما يوصف “بغسل اليدين”.
لكن السبب الحقيقي يكمن في الفشل المتواصل وسوء الإدارة واستشراء الفساد في جميع أوصال الدولة.
المسكنات الخليجية
في أكثر من مناسبة إعلامية أقر رأس النظام المصري بامتنان الدور الخليجي في مساندة الاقتصاد المصري ودعم السيسي للبقاء على رأس الحكم في مصر.
حيث أنه في كل أزمة حقيقة يستجدي الخليج لضخ أمواله في مصر حتى لا يحدث انهيار اقتصادي، ولكن الوضع لا ينبأ بان هناك حل لتلك الأزمات المتتالية نظراً لغياب الرؤية لدى قائد الانقلاب وحاشيته.
وبالتالي فإن هذه الودائع لا تكسب السيسي سوى بعض الوقت، ومن ثم يعود لطلب المزيد من الأموال الخليجية التي تعمل عمل المسكنات فقط ولا تحل الأزمة الحقيقية.
هوس الأرقام
خرج السيسي على المصريين في دور العابد الذي يدعو الله ليعطيه من اجل المصريين وهو يقول في أكثر من مرة ” يا رب اديني 15 مليار” وغيرها من الأقاويل المتشابهة.
ومنذ أيام قال السيسي “حاسبوني لما يبقي دخلي تريليون دولار” والحقيقة أن قائد الانقلاب لديه هوس بالأرقام الكبيرة وهو يتفوه بها بدون أدنى دراسة أو معرفة، ولهذا فهو غير مدرك بالمرة إلى خطورة ارتفاع الدين المصري لهذا الرقم سواء محلياً أو خارجياًً حيث تضاعفت ديون مصر في عهده أربعة أضعاف ولا يزال القوس مفتوحاً.
الشارع يغلي
منذ أيام ارتفعت أسعار الكهرباء كما ارتفعت جميع أنواع السلع والخدمات في مصر، ونخص بالذكر الكهرباء نظراً لوجود اكتفاء لمصر منها.
لكن هذه الارتفاعات قد أثرت على المصانع بشكل كبير، وهذا يدل على سوء الإدارة المصرية حتى في الملفات التي لا تمثل عائق أو مشكلة أو تحد كأزمة الكهرباء التي اندلعت منذ أيام بدون سبب حقيقي.
حتى إن نواباً من البرلمان المصري المحسوبين على النظام قد طالبوا بخفض الأسعار محذرين السلطة من غليان في الشارع المصري، إضافة لذلك فقد حذرت بعض النقابات العمالية من أن 88% من المصانع مهددين بالإغلاق بسبب ارتفاع الأسعار.
وكالعادة فإن حكومة السيسي ضربت بتلك التحذيرات عرض الحائط وقامت بفرض زيادة في الأسعار والفواتير.
الخلاصة أن المصريين باتوا مهددين بشكل أكبر في ظل سلطة لا تبالي للمواطن أو للدولة بالاً وهي لا تهتم إلا بالحفاظ على الكرسي، وهذا قد يدفع لانفجار مجتمعي قريب وثورة مصرية حقيقة لا تبقي ولا تذر تأكل الأخضر واليابس وتُجهز على نظام السيسي فتقضي عليه.
اقرأ أيضاً : مصر المتضرر الأكبر.. كيف تخدم الاتفاقية الثلاثية للغاز مصالح دولة الاحتلال على حساب أرض الكنانة!
اضف تعليقا