طوال عقد كامل برزت دولة الإمارات كمحور شرٍ في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وامتدت أذرعها لزعزعة استقرار الدول المحيطة، وتشكيل فرق ضغط لمد نفوذها إلى كبار حلفائها في الغرب من أجل السيطرة على الرأي العام العالمي.

محمد دحلان – السياسي الفلسطيني- يُعد من أبرز وأشهر أذرع وأدوات الإمارات التي تستغل فيهم جشعهم وتلذذهم بالخيانة من أجل تحقيق أهدافها الشيطانية.

ارتبط اسم دحلان دائماً بالمؤامرات القذرة، واستغلال المواقف من أجل خدمة مصالح الاحتلال الإسرائيلي، ومساعدة سلطات الاحتلال في استهداف أبناء بلده ورموز المقاومة الفلسطينية، بل يعتقد البعض أن له دوراً لا يقل أهمية عن الدور الأمريكي في اتفاقية التطبيع بين الإمارات والكيان المحتل.

بعد طرده من حركة فتح، سافر إلى الإمارات حيث عمل مستشاراً أمنياً هناك، ويزعم أنه عمل مستشاراً خاصاً لمحمد بن زايد -ولي العهد الإماراتي آنذاك- والذي أصبح رئيساً للبلاد الآن.

عام 2018، اتُهم دحلان بالتعاون مع أبراهام جولان، وهو من قدامى المُحاربين المجريين والإسرائيليين في الفيلق الأجنبي الفرنسي، لتوظيف مرتزقة أمريكيين سابقين من القوات الخاصة لاغتيال سياسيين يمنيين من حزب التجمع اليمني للإصلاح كجزء من دور الإمارات العربية المُتحدة في الحرب الأهلية اليمنية.

وقبل ذلك اتهمته الحكومة التركية بالمشاركة في الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016 ووضعه على قائمة الإرهابيين المطلوبين.

اختفى دحلان عن الأنظار لفترة قيل إنه بسبب إصابته بمرض السرطان، لكنه عاد للواجهة مرة أخرى مع تنصيب بن زايد رئيساً للإمارات، في وقت تتزايد فيه وتيرة التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.

عودة دحلان لم تكن طبيعية، بل مثله يلفها الكثير من الغموض، حيث اجتمع مؤخراً مع مؤسسة “فيلوس بروجكت- Philos Project” وهي مؤسسة مسيحية صهيونية مقرها نيو يورك، وبحسب التقارير، فإن الاجتماع كان من أجل التآمر على قطر، وبحث سبل تعزيز اتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال والعالم العربي.

فما هو سر ظهور رأس الأفعى دحلان من جديد؟! وما هو سر اختفاءه الطويل؟! وما هو دور بن زايد في ذلك؟!.

 

بطاقة تعريف

بدأ دحلان حياته السياسية في ثمانينيات القرن الماضي، بعد اجتماعه بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في تونس، وبعد اتفاقية أوسلو عام 1993 عينه عرفات رئيساً لجهاز الأمن الوقائي، حيث بدأت بوادر الإجرام في الظهور عليه.

كان دور هذا الجهاز هو قمع الحركات التي يمكن أن تفسد أي اتفاق مع الإسرائيليين، فسخر أدواته للتنكيل بالفلسطينيين وتعريضهم للتعذيب الوحشي، حتى أُطلق عليه وكيل الاحتلال في السلطة الفلسطينية.

لم يكتف دحلان بهذا بل قام بتأسيس “فرقة الموت” وهي فرقة مسلحة تضم عناصر إجرامية، هدفها تنفيذ عمليات سرية لاغتيال العناصر الفلسطينية لصالح إسرائيل.

كوّن دحلان ثروة تقدر ب 120 مليون دولار من خلال فرضه الجبايات على الفلسطينيين واستغلاله التهريب من خلال المعبر، كما اتهمه الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس أبو مازن باغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.

بعد طرده من حركة فتح -التي كان أبرز قياداتها- وصل للإمارات التي دعمته وأصبح مبعوثها الأول في التخريب في المنطقة من خلال التخطيط بالانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي ودعم خليفة حفتر في ليبيا.

ومنذ فترة ليست بالقليلة أُشيع عنه إصابته بمرض السرطان وأنه يخضع للعلاج بأبو ظبي، ذلك بعدما رصدت الحكومة التركية مبلغ من المال لمن يأتي بدحلان حياً أو ميتاً لضلوعه في محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.

 

عودة عراب الانقلابات

نُشرت مؤخراً أخباراً عن ظهور دحلان في اجتماع مع مؤسسة صهيونية أمريكية تدعى Philos Project بغرض التآمر ضد قطر ودفع جهود التطبيع العربي مع إسرائيل.

المؤسسة التي تتخذ من نيو يورك مقراً لها، تابعة للوبي اليهودي في الولايات المتحدة ولها أجندة فاعلة في مجال زعزعة استقرار الدول العربية ومساندة إسرائيل وتعزيز جهود التطبيع معها.

واللافت للنظر أن تلك المؤسسة قام بتأسيسها يهودي إسرائيلي، وهي لا تؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني وتدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمال وتعمل على تبيض سمعته إعلامياً.

كما أوضحت المصادر أن الاجتماع بين دحلان وتلك المؤسسة كان بغرض دعم اتفاقيات “أبراهام” للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، والتحريض ضد دولة قطر لرفضها المواقف التطبيعية ودعمها للقضايا الفلسطينية.

وأشارت المصادر أن الاجتماع تم برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال وزارة الشئون الخارجية الإماراتية التي قامت بترتيب الاجتماع والإشراف عليه.

يبدو أن الإمارات بعد أن تولى محمد بن زايد رسمياً رئاسة البلاد، تسعى وبكل قوة لتفعيل أجندتها الخبيثة من جديد، من خلال ذراعها التخريبي الأول وبالتعاون مع المؤسسات الصهيونية إلى النيل من قطر والتآمر عليها لصالح إسرائيل.

أعادت الإمارات عراب الانقلابات ورأس المؤامرات محمد دحلان إلى الواجهة من جديد كي يتمم اتفاقات مع أعداء القضية الفلسطينية ضد مناصريها، كما خطط من قبل لانقلاب يوليو على الرئيس الراحل محمد مرسي وتآمر على الثورة المصرية.

اقرأ أيضاً : زيارة طحنون بن زايد لبريطانيا.. هل هي تعزيزاً للعلاقات أم تمرد خفي!