كتب – هادي أحمد

أثار خبر توقيف 11 أميرا سعوديا – من بينهم الملياردير الوليد بن طلال، ووزراء حاليين وسابقين بعد تشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- ردود أفعال وتعليقات متباينة من قبل العديد من الخبراء والمحللين على جميع الأصعدة، سواء  السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية .

ورجح المحللون عددا من الأسباب ربما كانت هي الدافع وراء خطوة ولي العهد  غير المسبوقة على مدار تاريخ المملكة، لدرجة أن أطلق البعض علي عملية التوقيف اسم “مذبحة الأمراء” ، فى إشارة للواقعة الشهيرة فى التاريخ المصري المعروفة باسم مذبحة القلعة، والتي دبرها محمد علي باشا للتخلص من أعدائه المماليك .

وحملة الاعتقالات أدهشت حلفاء وخصوم المملكة، التي كانت تؤثر الاستقرار دائما، ففي الوقت الذي اعتبرها البعض سياسة حازمة، وصفها آخرون بالمندفعة، فيما رآها غيرهم محيرة لاسيما بعدما طالت مسؤولين اقتصاديين كانت تعول عليهم المملكة في إنعاش القطاع الخاص وتنويع موارد الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط .

(1)

“جريج جوز” الخبير في شؤون منطقة الخليج بـ”جامعة تكساس أيه آند أم”

“تتعارض حملة الاعتقالات مع الهدف طويل الأمد لجذب الاستثمار الأجنبي، وجذب المزيد من الاستثمار المحلي وتقوية القطاع الخاص”.

“إذا كان هدفك(ولي العهد) فعلا هو مكافحة الفساد فإنك ترفع بعض القضايا، لا أن تقبض على مجموعة من عِلية القوم، مما يؤكد أن حكم القانون ليس حقيقة ما يوجه أفعالك، إن هذا يتعارض تماما مع ما علق الكثير من خطته العامة عليه”.

(2)

“داوود أوتواي” زميل مركز الشرق الأوسط في مركز ويلسون بواشنطن

“لم يحدث شيء من هذا القبيل من قبل، طوال تاريخ المملكة، فالمملكة تدخل فى وضع غامض غير معلوم عواقبه .

” حملة الاعتقالات تظهر أن ولي العهد مستعد للجوء لأي وسيلة للسيطرة على المملكة ذات الـ32 مليوم نسمة، والغنية بالنفط ، بعد وفاة والده البالغ من العمر 81 عاما”.

(3)

“حسنين مالك” الرئيس العالمي لبحوث الأسهم في الأسواق الناشئة لدى بنك الاستثمار “إكسوتكس”

“هذا آخر تحرك لمركزية السلطة في السعودية  كعمل غير مسبوق ومثير للجدل كما يبدو، ربما تكون هذه المركزية أيضا شرطا ضروريا للمضي قدما في خطة التقشف وأجندة التحول، وهي مزايا يأخذها قليل جدا من المستثمرين في الاعتبار”.

(4)

“برنارد هيكيل” أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة “برنستون”

“إنها خطوة تحظى بشعبية، وهو أمر منطقي نظرا لأن كثيرا من الأمراء ورجال الأعمال والبيروقراطيون فاسدون، يتلقون عمولات ومتورطون في جميع أشكال الصفقات المشبوهة”.

“سيرعب احتجاز رجال أعمال بارزين في البلاد القطاع الخاص، وربما يكون هناك نزوح للأموال أكثر من ذي قبل، ومعظم البيروقراطيين مذعورون الآن، وهو أمر له ما يبرره”.

(5)

“جيمس دورسي” الباحث بكلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة

“يبدو أن الأمير محمد بن سلمان يرد على تنامي المعارضة داخل العائلة الحاكمة ووسط الجيش لإصلاحاته وللتدخل العسكري السعودي في اليمن”.

“هناك تساؤلات حول عملية الإصلاح التي تعتمد بشكل متزايد على إعادة صياغة العقد الاجتماعي في المملكة من جانب واحد وليس بالتراضي”.

(6)

“سام بلاتيس” الرئيس التنفيذي لـ”مينا كاتاليستس” للاستشارات

“تتمثل الرسالة التي يرسلها هذا التحرك إلى المستثمرين الأجانب في أنه من غير الحكمة المراهنة ضد الأمير محمد بن سلمان”.

“عندما يريد فعل أشياء..فقد أثبت أنه يستطيع ذلك، هذا ليس تركيزا للسلطة، وإنما تسريع لتتحرك عجلات صنع السياسة بشكل أسرع”.

(7)

“ميريام إبس”  محللة الشؤون الأمنية الإقليمية بمؤسسة “لي بيك” الدولية مقرها المنامة

“هذه الاعتقالات تحقق 3 أهداف رئيسية : زيادة توطيد الحكم لولي العهد، وتكثيف مواجهة الفساد، ورسالة واضحة لجميع المواطنين السعوديين، بأن من يريد الانتقاد عليه التفكير مرتين قبل أن يتحدث بصرف النظر عن مكانتهم ” .

(8)

“دانيال شابيرو”  السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل خلال عهد باراك أوباما

“قرارات ولي العهد اندفاعية، وأقل من أن نطلق عليها قرارات استراتيجية، لكن إذا ظهر خلال تلك الفترة الانتقالية كملك قوي، ومرساة لمعسكر الاعتدال فى المنطقة، فإن ذلك سيكون بمثابة أمر جيد جدا لإسرائيل ومن المرجح أن يحدث” .

“وقد يكون بمثابة “إيكاروس” الذي طار بالقرب من الشمس بعد هروبه من السجن هو ووالده، بعد استعانتهما بأجنحة، متجاهلا نصيحة والده، فهوى صريعا بعد ان أذابت أشعة الشمس الشمع المثبِّت لجناحيه، وفى هذه الحالة سيجعل المملكة أضعف، وأكثر انقساما “.

(9)

“تيموثي إي كالداس” معهد التحرير لسياسة الشرق

“أظن أن العديد من الأسرة الحاكمة في المملكة، قلقون من أن يكون الدور القادم على أي أحد فيهم، بالنظر للأسماء الرفيعة المدرجة فى حملة الاعتقالات “.
“الافتقار إلى التخطيط الاستراتيجي الواضح فى سياسته الخارجية ينعكس على تحركاته الداخلية، ومن الممكن أن يتسبب ذلك بإصابة العائلة المالكة بدون قصد من ولي العهد بالقلق” .

(10)

“عساف داي”  كبير المحللين في شركة “ماكس سيكيوريتي”

“من المرجح أن تكون هذه القرارات جزءًا من جهود ولي العهد المستمرة لتوطيد سلطته، وتكوين الصورة المستقبلية للمملكة “.

“ومع أن تورطهم فى الفساد غير معروف، فإن المعتقلين معرفون بمعارضة  بعض سياسات ولي العهد؛ على سبيل المثال موقفه من قطر، وتعزيز عملية الخصصة، وخفض الإعانات، وبعض الإصلاحات الاجتماعية “.

(11)

“جوزيف كيشيشيان” باحث أمريكي متخصص فى الشؤون الخليجية

“إن مصالح آل سعود ستظل محمية، فكل من الملك سلمان ونجله ولي العهد، من الواضح أنهما ملتزمان بهذا تماما، لكن ما يرغبان فى غرسه – ويبدو أنهما مصصمان على تنفيذه- هو تحديث مؤسسة الحكم السعودية، ليس فقط لـ2030، ولكن لما بعد ذلك بكثير” .

(12)

“باتريك وينتور” كاتب متخصص فى الشؤون السياسية والدبلوماسية

” قراره باعتقال 11 أميرا، و4 وزراء، والعشرات من الوزراء السابقين يظهر أنه رجل لا يأبه المخاطر على درجة لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط من قبل”.

“ولي العهد مستعد للتخلص من أقوى الشخصيات السعودية من أجل تنفيذ جملة الإصلاحات التي يريد تطبيقها وتوطيد قبضته على الحكم، ولي العهد قد يبقى في سدة الحكم لنصف قرن”.

(13)

“ريتشارد سبنسر” متخصص فى شؤون الشرق الأوسط

“إصلاحات ولي العهد محفوفة بالمخاطر؛ لأنها تمحي الجيل القديم، الحقيقة تكمن في أنه ما من أحد يحب السعودية، إلا أنهم يتعاملون مع الرياض على أي حال”.

“ما يجري في السعودية هو أمر يروق للغرب، إلا أن الخطر يكمن بأنه ما من أحد يعلم حقاً كيف ستكون السعودية الجديدة، وهل باستطاعة الأمير تحويلها إلى دبي الثانية، كما وعد إذا بقي في سدة الحكم؟ وهل من أحد يريد نسخة ثانية من دبي؟.

(14)

“بروس ريدل” مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية

“المملكة في مفترق طرق؛ فاقتصادها يتأثر سلبا بأسعار النفط المنخفضة.. والحرب في اليمن مستنقع.. وحصار قطر فشل.. كما ينتشر النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا والعراق.. ومسألة وراثة العرش عليها علامة استفهام كبيرة”.

“إنها المرحلة الأكثر اضطرابا في التاريخ السعودي منذ أكثر من نصف قرن”.