كتب – أحمد عبدالعزيز

نادي ريال مدريد، هو واحد من أكثر الأندية شعبية في العالم، وله كثير من المشجعين في الوطن العربي، الذين ينقسمون بينه وبين منافسه التقليدي برشلونة، إلا أنَّ شعبية الريال في الوطن العربي، تهتزّ من وقتٍ إلى آخر، نتيجة ميل بعض لاعبي الفريق وإدارة النادي إلى الكيان الصهيوني.

وفجّر الجدل حول ضرورة مقاطعة ريال مدريد في الوطن العربي مؤخرا، تلك الزيارة التي أجراها رئيس الكيان الصهيوني، رؤوفين ريفلين، إلى مقرّ النادي الإسباني في مدريد؛ حيث تمّ استقباله بحفاوة كبيرة، وأهداه رئيس النادي، قميص الفريق مكتوبًا عليه اسمه.

وقالت وسائل إعلام محلية، إنَّ هذه الزيارة جاءت على هامش زيارة رسمية يجريها رؤوفين إلى إسبانيا هذه الأيام.

وشكلت صورة رئيس الكيان وهو يمسك بقميص النادي الملكية، صدمة كبيرة لمشجعي الفريق في الوطن العربي، خاصة وأنها جاءت بالتزامن مع قيام لاعب ريال مدريد الشاب، ماركو أسينسيو، بنشر صورته بجانب مسجد “قبة الصخرة” في مدينة القدس ووضع فوق الصورة علم إسرائيل، مشيرًا إلى أنه في صرح ثقافي “إسرائيلي” مميز، وذلك أثناء المباراة التي جمعت إسبانيا وإسرائيل في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم والتي أجريت في تل أبيب، وهي التغريدة التي حذفها لاحقًا.

ولكن هذه المواقف ليست بجديدة على النادي الملكي، الذي له تاريخ طويل في العلاقات مع الكيان الصهيوني.

فقد سبق للرئيس السابق للكيان الصهيوني، وأحد كبار المجرمين في التاريخ الصهيوني الذي ارتكب العديد من المجازر في الأراضي العربية، شيمون بيريز، أن قام بزيارة مماثلة في عام 2011 إلى مقر النادي في مدريد، حيث قوبل أيضًا بحفاوة كبيرة من جانب اللاعبين الذين حرصوا على التقاط الصور معه، بمن فيهم اللاعبون المسلمون، أمثال كريم بنزيما، ومسعود أوزيل وخضيرة اللذين كانا لا يزالان يعلبان للنادي الملكي.

وظهر له فيديو شهير وسط اللاعبين وهم يحتفلون بوجودهم معهم، حيث أهداه حارس مرمى الفريق حينها إيكر كاسياس قميص للنادي عليه اسمه، وقال بيريز حينها إنه “يشعر بالغيرة لأنَّ إسرائيل لا تستطيع المشاركة في كرة القدم مثل مدريد”.

وقبل عدة أعوام، أبرمت في مدينة حولون جنوب تل أبيب اتفاقية بين إدارة نادي ريال مدريد الإسباني ومركز الحكم المحلي بإسرائيل، يقيم بموجبها النادي الملكي خمس مدارس لكرة القدم في بلدات يهودية وأخرى عربية بالداخل الفلسطيني.

إلا أنَّ تلك الخطوة قوبلت برفض من قبل العديد من الأوساط الفلسطينية التي اعتبرت أنَّ الهدف منها هو رعاية الأطفال الإسرائيليين واكتشاف المواهب منها، ولن تعطي أي ميزة للأطفال الفلسطينيين، واعتبروها شكلًا من أشكال تجاهل القضية الفلسطينية ونصرة الكيان الصهيوني.

وفي عام 2007، وعقب فوز الفريق الملكي ببطولة الدوري الإسباني، توجه كامل الفريق إلى إسرائيل في زيارة من أجل الدعوة إلى السلام؛ حيث لعبوا مباراة ودية مع أحد الفرق الإسرائيلية، وهو الحدث الذي لا ينساه الكثيرون من عشاق ريال مدريد لفريقهم المفضل.

ووسط تأمين مكثف، أقيمت المباراة في تل أبيب، إلا أنها لم تشهد حضورًا لافتًا من قبل الإسرائيليين، ويومها ألقى بيريز كلمة شكر للاعبي ريال مدريد قال فيها إن “إسرائيل تشكركم من أعماق قلبها على تطوعكم لرسالة مقدسة تحملوها الشيء الذي يساعد على السلام”.

ولكن، وعلى الرغم من كل ذلك الدعم الذي يقدمه الريال للإسرائيليين، إلا أنَّ الإسرائيليين لا يحبون الفريق الملكي، وهو ما تجلى أثناء مباراة إسبانيا وإسرائيل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، حيث نزل بعض المشجعين إلى ملعب المباراة، وكان أحدهم يحمل أداة حادة، محاولًا طعن لاعب فريق ريال مدريد إيسكو، قبل أن يتمكن رجال الأمن من السيطرة عليه وإخراجه من الملعب.

على الجانب الآخر، وبالرغم من الموقف المعلن لإدارة الريال من القضية الفلسطينية، وهو الموقف الذي يظهر بشكل واضح في دعمها للكيان الصهيوني، إلا أنَّ ذلك لم يمنع بعض لاعبي الريال، من مناصرة القضية الفلسطينية علانية في المقابل ودعم أطفال فلسطين.

وكان على رأس اللاعبين الذين يدعمون القضية الفلسطينية، هو البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي اعتاد بين الحين والآخر إرسال تبرعاته إلى أطفال فلسطين لمساعدتهم على التعليم وممارسة الرياضة، وكانت من أشهر هذه المواقف، حينما أقام مزاد على حذائه الخاص ووجه التبرع إلى أحد المؤسسات الخيرية في غزة.

كما سبق له ارتداء الكوفية الفلسطينية عندما كان لاعبًا في صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي، في حضور رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حينها جبريل الرجوب وقائد منتخب فلسطين أحمد كشكش، وهو ما أثار استياء واسعًا في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث صنفوه بأنه واحد من أكثر اللاعبين الذين يكرههم المشجع الإسرائيلي.

وقبل سنوات، قام نجم الفريق، البرازيلي مارسيلو، بكتابة تعليق عبر صفحته على فيسبوك، على صورة لأحد شباب المقاومة، أكد فيها تضامنه مع الشعب الفلسطينية، قائلًا “قلبي مع الفلسطينيين الآن في قتالهم مع إسرائيل”، وهو ما شكل عاصفة من الهجوم على اللاعب، من قبل مشجعي النادي الملكي من اليهود، فيما طالبت العديد من الأصوات الفلسطينية بضرورة دعوته وتكريمه في الأراضي الفلسطينية.