دعا الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي الشعب التونسي إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور يوم 25 يوليو/تموز الجاري رفضا للحكم الفردي.

وقال المرزوقي في نداء مصور نشره اليوم على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “يوم 25 يوليو/تموز، لقنوا درًسا لكل طاغية أيا كان، إننا أصبحنا شعبا من المواطنين ولسنا شعبا من الرعايا، وهذه السيناريوهات المتخلفة التي تعيدنا للكم الفردي تركناها وراءنا ولن نسمح بتكرارها.. هذه الرسالة التي يجب أن تبعثوا بها إلى الشعوب العربية والأفريقية وإلى شعوب العالم.. عودوا شعبا من المواطنين وعودوا الشعب الذي أبهر العالم عام 2011، الشعب المفخرة وليس الشعب المسخرة”. 

وتأسف المرزوقي لتحويل ذكرى الاحتفال بعيد الجمهورية إلى يوم للاحتفال بالانقلاب، وحث التونسيين بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية على التوحد في مواجهة الحكم الفردي والحفاظ على الحكم المؤسساتي.

وقال: رسالتي الأولى لبعض الإخوة والأخوات من أصحاب النوايا الطيبة ممن يقولون بأنهم سيذهبون لهذا الاستفتاء ليقولوا لا.. أنا أقول لهؤلاء فكرة بسيطة: هذا الرجل يحتقركم احتقارا شديدا، فهو قرر نسبة المشاركة والقبول أيا كانت الأصوات، وأنتم ستذهبون لإضاعة وقتكم لأنه يحتقر ذكاءهم، فما يهمه هو ارتفاع نسبة المشاركة.. ولذا فذهابكم هو خدمة لمشروع المنقلب وليس لخدمة المشروع الديمقراطي”. 

وأضاف: “لذلك أقول لكم: ابقوا في بيوتكم ووفروا عنكم العرق وطول الانتظار، لأن هذا الرجل قرر تزييف الاستفتاء منذ البداية، حيث طرد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وعيّن جماعته.. لذلك فالأمور واضحة تماما، ولهذا لا تكلفوا أنفسكم إهانة المشاركة في هذا الاستفتاء”.

 

أما الرسالة الثانية التي بعث بها المرزوقي فهي “للقسم الذي سيذهب للمشاركة في الاستفتاء، الذي سيقول “نعم”. يقول المرزوقي: “كما يحتقر المنقلب هؤلاء الناس الذين سيقولون لا، فهو يحتقركم أنتم أيضا، لأنكم في آخر المطاف، أنتم ستذهبون فقط لتشريع السلطات التي استحوذ عليها، وهو ليس بحاجة إليكم”. 

وأضاف: “كنت رئيسا وكان بإمكاني فعل الشيء نفسه، لكنني لم أفعل لأنني كنت أحترمكم وأحترم دولة القانون والمؤسسات وتوازن السلطات، وهذا لا يحترمه.. لهذا أدعوكم إلى احترام أنفسكم وبلادكم والأجيال المقبلة التي لا تقبل بالحكم الفردي.. وفروا على أنفسكم جهدكم”.

وقال: “لما تنتهي هذه المهزلة هناك طريقان: إما أن هذا المنقلب سيستطيع التدجيل على الناس ويقول لهم إن نسبة المشاركة كانت كبيرة.. وهذا خبر لن يهتم به أحد ولن يتكلم عنه أحد، لأنه يكرر صورة نمطية عن التخلف لا غير.. لكن إذا الشعب التونسي قاطع هذا الاستفتاء وكان يوم إضراب وطني ومواطني.. وقتها سيعود الشعب التونسي إلى الشعب القدوة الذي ستتشبه به الشعوب الأفريقية والعربية.. ووقتها سيقف أي دكتاتور ليفكر قبل الإقدام على ذات العملية التي نفذها الانقلابي في تونس”. 

 

وأضاف: “أريدكم أن تسجلوا للتاريخ أنكم رفضتم الاستسلام لشخص غير سوي وغير كفء وغير شرعي.. وأعيدوا قطار الثورة إلى السكة وأعيدوا للشعب كرامته وعزته.. وآنذاك سيحتل خبر المقاطعة كل وسائل الإعلام الدولية، وآنذاك ستعودون ذلك الشعب العظيم الذي كنتم في 2011″، وفق تعبيره.

 

وسيعرض الرئيس التونسي قيس سعيد الدستور الذي اقترحه على الاستفتاء أيام 23 و24 و25 يوليو/ تموز الحالي خارج البلاد، فيما سيكون التصويت عليه بالداخل يوم 25 تموز/يوليو.

 

اقرأ أيضا: مطالباً برحيل سعيد.. منصف المرزوقي يدعو التونسيين للتظاهر