قبل حوالي 14 عاماً تمكن منصور بن زايد من شراء نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، وهو نادي عريق ينتسب لمدينة مانشستر العريقة، والتي تعد بؤرة من أهم بؤر الثورة الصناعية منذ أكثر من 200 عام.
منذ ذلك الحين وبدأ منصور بن زايد في التوغل في أوصال المدينة العريقة، بيد أنه انتقل من مستثمر في ناد رياضي، إلى محتكر للمدينة من خلال امتلاكه مجموعة كبيرة من العقارات والمحال التجارية والأراضي.
مؤخراً أصدرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً عن مدينة مانشستر، والتي وصفتها بأنها “باعت نفسها” لمنصور بن زايد شقيق رئيس الدولة الإماراتي، والذي يعتبر واحد من أهم ركائز منظومة الحكم الاستبدادي في دولة الإمارات.
كما أكد التقرير -الذي أعده يعى “أديتيا تشاكرابورتي”- أن الرابح الوحيد من هذا البيع هو الشيخ منصور نفسه ولم تستفد المدينة ولا أهلها من هذا الاحتكار الذي فرضه بن زايد.. فكيف توغل منصور في أوصال المدينة بدأ من الأندية حتى العقارات والأراضي والأبنية؟!.
لعبة السلطة والمال
تحت عنوان ” كيف باعت مدينة إنجليزية عظيمة نفسها لنخبة أبو ظبي وبثمن ليس جيداً”، استهل الكاتب مقاله بالحديث عن التطورات السياسية، خاصة بعد استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
ومن ثم أشار إلى الدور العظيم الذي لعبته مدينة مانشستر في الثورة الصناعية قبل 200 عام، وأشار الكاتب إلى أن المدينة هي من علمت العالم الرأسمالية الصناعية ولكنه تطرق إلى أن نفس المدينة في القرن الحادي والعشرين قد أعطت العالم درساً قاسياً حول مفهوم الرأسمالية الحديثة.
كما لفت الكاتب إلى مجموعة من المباني السكنية في وسط المدينة، والتي هي مملوكة للشيخ منصور بن زايد أحد أهم أقطاب النظام الإماراتي الوحشي، وهي منازل عالية التكاليف يمكن استئجارها أو شراؤها.
حيث تخطى عدد تلك المنازل الـ 1500 منزلاً، وهي مملوكة لمشروع مانشستر لايف الذي يملكه الشيخ منصور بن زايد منذ 2014، بصفقة قدرت قيمتها حينئذ بمليار جنية استرليني، حيث أتم الثري الإماراتي الصفقة حينئذ مع مجلس مدينة مانشيستر.
بعد إتمام الاتفاق وعد رئيس مجلس المدينة آنذاك ريتشارد ليز بـ نموذج عالمي المستوى للتجديد، وأعلن عن أن نتيجة تلك الشراكة هي عوائد مادية للشعب الذي هو في أمس الحاجة لتلك العوائد.
حصد المكاسب
أشار التقرير إلى أن الشيخ منصور بن زايد استطاع أن يحصد جميع المكاسب من هذا المشروع على جميع المستويات، فعلى الرغم من أن مجلس المدينة كان يملك جميع نقاط القوة في المشروع، وأهمها هكتارات الأراضي المملوكة ملكية عامة ونظام التخطيط، إلا أن بحثا أعده أكاديميون في جامعة شيفيلد رأى أن الشيخ منصور هو من حصد جميع المكاسب تقريباً.
على المستوى المادي استطاع أن يجمع منصور بن زايد الكثير من المال من وراء هذا المشروع في مدينة عريقة بحجم مانشستر، بيد أنه بهذه الصفقة دخل صندوقه الاستثماري في مشروع مشترك مع الدولة البريطانية ووضع يده من خلاله على العقارات الرئيسية بالمدينة.
أما على مستوى العلاقات فقد سهلت قيمة المدينة العظيمة لتوطيد كثير من العلاقات للشيخ منصور مع رجال الأعمال والأثرياء بالدولة الإنجليزية.
أما أهم ربحه منصور بن زايد من وراء تلك الصفقة هو الغسيل الرياضي ومحاولة تنظيف السمعة السيئة له ولحكومته التي يتقلد فيها مناصب رفيعة، حيث أشار كاتب تقرير الغارديان إلى انتقادات حقوق الإنسان مشيراً إلى معاناة المعارضين الإماراتيين في السجون في نظام به أكبر عدد من السجناء السياسيين في العالم.
الخلاصة أن منصور بن زايد ابتلع بماله واحدة من أهم مدن بريطانيا العريقة من أجل كسب المال بطرق غير قانونية عن طريق التلاعب والحصول على الأراضي بأقل من قيمتها الحقيقية مستغلاً علاقاته ونفوذه ببريطانيا.. إضافة لذلك فهو يحاول بتلك المظاهر الرياضية والإستثمارية أن يغطي على الانتهاكات، التي تقوم بها دولته “البوليسية” تجاه المعارضين السياسيين.
اقرأ أيضاً : كيف تسرق الإمارات ذهب القارة السمراء؟
اضف تعليقا