عجائب الدنيا سبعة.. أولها هو هرم خوفو الأكبر الذي يقع في جمهورية مصر العربية، وقد اُعتبر كذلك نظراً لعظمة البناء وروعة الهندسة المعمارية، وبقاءه على مدار سنوات، إضافة لذلك فإنه على مر التاريخ لم يستطيع أحد أن يقلد ذلك البناء العظيم.

 

وعلى ما يبدو بعد سبعة آلاف عام تقريباً من إنجاز ذلك البناء، يسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبناء ناطحات السحاب ومنشآت ضخمة تضاهي أهرامات مصر.

 

حيث كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنالأن بن سلمان أمر ببناء ناطحة سحاب تمتد لمسافة 120 كليومتراً بمشروع نيوم، وأطلق عليه اسم “خط المرآة” وهو ما أكدت عليه الصحيفة، أن بن سلمان أمر قائلاً ” أريد بناء شئ فريد من نوعه مثل الأهرامات في مصر”.

 

وعلى الرغم من امتلاك المملكة العربية السعودية المقومات المادية لإنشاء أبنية شاهقة، إلا أن بناء ناطحة سحاب كالأهرامات أمر أقرب للخيال من الحقيقة.. فلماذا يريد محمد بن سلمان بناء مرتفعات شاهقة؟.. وما هي رؤية ولي العهد لتلك المدينة “نيوم”؟، وهل تمت تلك الرؤية للواقع بصلة؟!.

 

 

مليارات تبددها الأحلام 

 

يسعى محمد بن سلمان إلى بناء ذلك المشروع الذي أطلق عليه مشروع المرآة، في إطار مشروع مدينة نيوم لتطوير الصحراء القاحلة، والذي يمتد من خليج العقبة ويشطر جبال تمتد على طول الساحل الغربي للسعودية.

 

وعلى ما يبدو أن المشروع سمي بهذا الأسم، نظراً إلى تلك المباني ذات المرايا والتي سيمر من تحتها قطار فائق السرعة، سيتم إنشائه طبقاً لرؤية ولي العهد محمد بن سلمان.

 

إضافة لذلك فسوف يتم إنشاء مزارع عمودية لتوفير الطعام لسكان المجمع، وبناء ملعب رياضي ومرسى لليخوت، والجدير بالذكر أن المشروع ستنفذه شركة أمريكية والتي زودت بن سلمان بخطة بناء أكبر هيكل في العالم.

 

هذه الرؤية قد تكون جيدة على الورق، لكن السؤال الأهم هل يستطيع محمد بن سلمان إنجاز تلك الأفكار واقعياً؟!، وهل تستطيع ميزانية المملكة تحمل كل تلك التكاليف خاصة بعدما تسربت وثائق تؤكد أن تكلفة المشروع تتخطى تريليون دولار؟!.

 

الإجابة تكمن في شخصية ولي العهد محمد بن سلمان ذاته، والذي تشير تقارير إلى حالته المزاجية في التعامل مع تلك الملفات الإقتصادية، فعلى غرار الأطفال الذي يتمسكون بلعبة وغداً بأخرى.

 

أكد على ذلك هو عزوف ولي العهد عن بعض المشاريع، الذي أعلن عنها منذ فترة كمشروع الشاطئ الفضي والذي تكلفت في تخطيطه المملكة، وقامت باستجلاب خبراء من الخارج، وبعد ذلك تم رفض الفكرة من قبل ولي العهد.. لذلك فإن المشاريع الذي يتحدث عنها محمد بن سلمان، لا ينجزها إلا مدراء أصحاب قرار ورؤية ولكن ما يحدث في المملكة، هي مجرد أحلام تتبدد ورائها مليارات الدولارات. 

 

ما وراء الحلم!

 

أراد محمد بن سلمان عند إنشائه مشروع نيوم تنويع مصادر المملكة والسعي، نحو الربح والحقيقة أن مشروع نيوم مربح جداً، ولكن للأجانب الذين جاؤوا للعمل في المشروع بمبالغ طائلة تصل إلى 900 ألف دولار سنوياً.

 

وقد عزف بعضهم عن العمل برغم هذا الربح بسبب سوء تعامل مدراء المشروع المقربين من محمد بن سلمان أمثال نظمي النصر، من جهة أخرى تعرض المشروع لعدة انتكاسات، كان أهمها هو عزوف بعض المستثمرين بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، وهو ما حمل السعودية تكاليف أكبر.

 

بعد كل هذا مازال الديكتاتور القادم حاكم المملكة الفعلي ولي عهدها وملكها المستقبلي متمسكاً بمشروعه الوهمي، والذي ينفق فيه أموال المملكة بحجة “الحضارة”، وهذا ما يريده محمد بن سلمان من وراء الارتفاعات الشاهقة والتي تظهره بمظهر الحاكم المتفتح الحضاري.. وقد نسي محمد بن سلمان أنه يبني ناطحات السحاب تلك في الصحراء القاحلة التي لا زرع بها ولا ماء.. والتي ستعتمد حال إتمام المشروع على المياه الجوفية.

 

علاوة على ذلك فيسعى محمد بن سلمان، لبناء مركز عالمي للتزلج على الجليد في نفس الصحراء، التي تتخطى درجة الحرارة بها إلى 60 درجة تقريباً!.

 

الخلاصة أن محمد بن سلمان يسعى من وراء تلك الأبنية، إلى إظهار نفسه بدور الحاكم الحضاري، وغسيل سمعته السيئة في ملف حقوق الإنسان، كما أنه يحلم بمشاريع واهمة كالتزلج على الجليد في الصحراء، وبناء هرم جديد في صحراء السعودية.

 

اقرأ أيضاً : هل أصبحت بلاد الحرمين مرتعاً للصهاينة؟