لكل دولة رجال، ولكل حاكم رجاله في الملك، وهذا ما يبدو أن محمد بن سلمان يحرص عليه منذ اليوم الأول لولايته للعهد، حيث يعمل على تغيير ثوب الأمراء والمسؤولين في المملكة، بحزمة جديدة يضمن ولاءها، ويعمل على بسط نفوذه عليهم بسهولة ويسر.
وكما هو الحال في جميع الأنظمة الملكية، غالبا ما تكون قرابة الدم أكثر أهمية من الكفاءة في ترشيحات القادة المحتملين في المملكة.
وربما يرغب «بن سلمان» في تعزيز المواهب، لكنه يريد أيضا تجنب الاستياء والمعارضة داخل الأسرة، وقد حاول بإعطاء الأبناء المناصب تخفيف بعض آلام تهميش الآباء.
ونستعرض هنا أبرز الأمراء الشباب الذين باتوا حول الأمير الحالم بكرسي العرش في السعودية:
عبد العزيز بن فهد بن تركي: نائب حاكم منطقة الجوف، المتاخمة للأردن، منذ يونيو، وكان والده قائد القوات البرية السعودية حتى أبريل هذا العام.
فيصل بن سطام: سفير المملكة لدى إيطاليا منذ يونيو، وقد أبدى تعاطفه المبكر مع صعود «محمد بن سلمان»، بصفته عضوا في مجلس البيعة (تجمع كبار أفراد الأسرة)، وكان تصويته ضد الأمير «مقرن» لتولي منصب ولي العهد عام 2014، علامة مبكرة للانتماء إلى مخيم «سلمان»، (وأصبح مقرن وليا للعهد مع وفاة الملك عبد الله في يناير 2015، لكن أطاح به الملك سلمان بعد ثلاثة أشهر، وأفيد أن الملك الراحل عبد الله كان ينوي استبدال مقرن بسلمان، لفتح الطريق لابنه متعب ليكون وليا للعهد، والذي أقيل من منصبه كوزير للحرس الوطني، الأسبوع الماضي، وهو أحد الأمراء المعتقلين).
عبد العزيز بن سعود بن نايف: وزير الداخلية البالغ من العمر 30 عاما، الذي عين في يونيو، وحل محل عمه ولي العهد السابق «محمد بن نايف»، الذي أجبر على الاستقالة، ويشغل والد «عبد العزيز بن سعود» منصب أمير المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، حيث يشكل الشيعة السعوديون أغلبية، وتم تقليص صلاحياته الجديدة في غضون أيام من تعيينه، من خلال نقل بعض مسؤولياته إلى رئاسة أمن الدولة الجديدة.
عبد العزيز بن تركي بن فيصل: يبلغ من العمر 34 عاما، نائب رئيس الهيئة العامة للرياضة، عين في يونيو، وكان والده «تركي بن فيصل»، سفيرا لدى واشنطن ولندن، فضلا عن شغله منصب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية في المملكة، ورئاسة المخابرات العامة، وفي الآونة الأخيرة، أجرى «تركي بن فيصل» مناقشات عامة مع مسؤولين إسرائيليين سابقين.
أحمد بن فهد بن سلمان: حفيد الملك سلمان، وقد عين نائبا لأمير المنطقة الشرقية في أبريل، توفي والده، الذي كان نائبا لأمير المنطقة الشرقية من عام 1986 إلى عام 1993، في عام 2001.
بندر بن خالد بن فيصل: البالغ 52 عاما، عين مستشارا للديوان الملكي في يونيو، والده أمير مكة المكرمة.
خالد بن بندر بن سلطان: تم تعيينه سفيرا لدى ألمانيا في يونيو، وهو ابن الأمير «بندر بن سلطان»، الذي تلقى تعليمه من أكسفورد، والسفير السابق لدى الولايات المتحدة، الذي أنشأ علاقات جيدة مع رؤساء أميركيين عديدين.
خالد بن سلمان: البالغ 29 عاما، تم تعيينه سفيرا للسعودية لدى واشنطن هذا العام، وهو طيار سابق لطائرات إف-15، وهو الأخ الشقيق لولي العهد.
سعود بن خالد بن فيصل: تم تعيينه نائبا لأمير المدينة المنورة في أبريل.
تركي بن محمد بن فهد: البالغ 38 عاما، تم تعيينه مستشارا للديوان الملكي في يونيو، وكان والده، ابن الملك الراحل «فهد»، أميرا للمنطقة الشرقية في الفترة من 1985 إلى 2013.
والأمير الذي كان قبل أسبوع واحد فقط ضمن هذه القائمة، هو «منصور بن مقرن»، نائب أمير عسير، الذي قتل في حادث تحطم مروحية في 5 نوفمبر، وكان قد شغل منصب نائب الأمير منذ عام 2013، وكان قد عين مستشارا للملك «سلمان» في أبريل عام 2015، عندما تم الإطاحة بوالده من منصب ولي العهد، وهناك تكهنات كبيرة بأنه لم يكن يحب «محمد بن سلمان»، وهو أمر معقول، لأن والده تم تهميشه، وهناك شائعة أخرى حول أن وفاته لم تكن عرضية، لكن لا دليل على ذلك حتى الآن.
والشيء الملاحظ في هذه القائمة، هو غياب العديد من الأسماء المفترضة، فهي لا تشمل أي أبناء أو أحفاد للملك الراحل «عبد الله»، وتشمل حفيدا واحدا فقط من أحفاد الملك «فهد»، كما غاب كل قريب مباشر للأمير «أحمد بن عبد العزيز»، وهو أحد السديريين السبعة، ويمكن تفسير هذا الإغفال بسهولة؛ حيث أفيد بأن الأمير «أحمد» قد صوت في مجلس البيعة ضد تعيين «محمد بن سلمان» وليا للعهد في يونيو الماضي.
اضف تعليقا