قبل أيام من حفل تخرج طلاب الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية ساندهيرست، قام قائد الأكاديمية اللواء دنكان كابس بطرد سبعة طلاب من الإمارات العربية المتحدة بسبب أسلوب حياة الترف الذي عاشوه أثناء التدريب، وتورطهم في فضائح رشاوي وتبذير.

قائد الأكاديمية كان يعلم جيداً أن مثل هذا القرار قد يؤثر على مصادر تمويل الأكاديمية، إذ تساهم الدولة الخليجية بمبالغ طائلة من أجل تحسين أداء الأكاديمية، لكنه رأى أن استمرار مثل هؤلاء الطلاب في المدرسة له أضرار أكبر بكثير من توتر العلاقات من أحد أهم مصادر الدخل الخاصة بالكلية.

بحسب مصادر مطلعة، تدفع الدول الغنية بالنفط مبالغ باهظة مقابل الحفاظ على علاقاتها مع ساندهيرست، الإمارات العربية المتحدة وحدها قامت مؤخرًا ببناء مبنى سكني جديد هناك، باسم مبنى زايد، بتكلفة 15 مليون جنيه إسترليني.

تأتي عمليات الطرد في وقت يشهد توترا في العلاقات مع الإمارات، بعد أن صدر قرار من المحكمة العليا البريطانية يلزم حاكم دبي بدفع مبلغ قدره 554 مليون جنيه إسترليني لزوجته السابقة وطفليه من قبل محكمة بريطانية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كما ألزمت المحكمة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صديق العائلة المالكة المولع بسباق الخيل، أن يدفع مقابل أمن الأميرة هيا لبقية حياتها بعد أن هربت إلى بريطانيا هربًا منه.

جاء ذلك في أعقاب أحكام سابقة للمحكمة العليا بأن الشيخ دبر عمليات اختطاف لاثنتين من بناته واستخدم برمجيات مراقبة للتجسس على هاتف طليقته الأميرة هيا وبعض مساعديها ومحاميها.

في أكاديمية ساندهيرست، يمكن أن تكون هناك اختلافات ثقافية بين الأمراء العرب والضباط البريطانيين، وكان اللواء كابس متفهماً لهذا الأمر، لذلك بذل قصارى جهده كي لا ينتهي المطاف بالطلاب وهم مفصولون من الأكاديمية، حيث أصدر تحذيراً شديداً العام الماضي، عندما قال في مقابلة “بغض النظر عن الخلفية أو المنصب، يُعامل جميع الطلاب بنفس الطريقة، سواء كانوا ضباطاً عاديين أو أمراء من دول أخرى”.

الطلاب الخليجيين حاولوا أكثر من مرة دفع رشاوي نقدية بمبالغ طائلة لبعض حراس الأكاديمية من أجل التغيب أو التأخر عن أداء بعض المهام، وفي مرحلة ما، أصبحت المشكلة خطيرة لدرجة أن الشرطة العسكرية حققت في مزاعم تقديم “رشاوي ضخمة – لمدربي ساندهيرست: سيارات بي إم دبليو وسيارات مرسيدس، وساعات رولكس، وحجز عطلات فخمة.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا