منذ اعتلاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سدة الحكم في المملكة عام 2017، وطفت على السطح مشكلات وتحديات لم تواجه المجتمع السعودي من قبل، وبسبب تهور الأمير تارة وإهداره للأموال تارة أخرى، مرت السعودية بأزمات مادية طاحنة وهي الغنية بالنفط.

وقد انعكست تلك التغيرات على الحالة المجتمعية للشعب السعودي، وازداد الفقر وارتفعت معدلات البطالة، واضطر الشباب للعمل في مجالات خارج تخصصاتهم، كما اضطر النساء للخروج إلى سوق العمل.

وفي الآونة الأخيرة اضطرت الظروف السيئة لاقتصاد المملكة النساء بالعمل في بعض الأعمال الشاقة، مثل قطاع الأسماك وقيادة القطارات وحتى الأعمال العسكرية، فما هي الأسباب التي دفعت النساء للدخول في تلك الأعمال؟! وهل لقيادة أمير البلاد دور في ذلك؟!.

 

نساء تعمل كالرجال! 

للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية، أعلن مسئول سعودي عن فتح الباب قبول 60 فتاة متدربة لمشروع تأهيلي خاص بمهنة صيد الأسماك، وهي مهنة تعتبر من الأعمال الشاقة بالنسبة للنساء خاصة أن ركوب البحر لفترة طويلة لا يقوى عليها حتى عدد من الرجال.

كما أكد المسؤولون في السعودية أن التدريب سوف يتم على أربعة قطاعات رئيسة أولها هو قطاع الصيد داخل البحر، وهو الأخطر والأصعب بالنسبة للنساء والقطاع الثاني هو النقل والتوزيع، وهو يحتاج إلى جهد بدني كبير، والقطاع الثالث هو قطاع المبيعات والتسويق والخدمات المساندة والقطاع الأخير، هو قطاع التشغيل وهو المختص بصيانة القوارب.

هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها السعودية عن عمالة نسائية في أعمال غير مخصصة للنساء، فقد تم الإعلان من قبل عن توظيف 30 سائقة قطارات في المملكة، وعلى الرغم من عدد الأماكن الشاغرة ضئيل إلا أن عدد المتقدمات فاق 28 ألف متقدمة.

علاوة على ذلك فقد قام الكادر النسائي في المديرية العامة للأمن العام بالإعلان عن قبول متطوعات جدد برتبة جندي، وتم فتح باب القبول بالفعل العام الماضي على منصة أبشر – توظيف.

 

تسويق عمالة المرأة 

أعلنت الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة عن ارتفاع معدل مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل من 20.5% للعام الماضي إلى 33.6% في الربع الأول من العام الجاري 2022.

وهو في الحقيقة معدل كبير للارتفاع، وقد تفاخرت الأوساط الإعلامية بالمملكة والمقربين من ولي العهد بتلك الإحصائية، مشيرين إلى أنه تدل على مدى الانفتاح الذي يشهده المجتمع السعودي، وكيف أصبح للمرأة مكانتها في سوق العمل في عهد الأمير الشاب؟!.

لكن الإعلام السعودي لا يتطرق إطلاقاً إلى أسباب عمالة المرأة، ولماذا يمكن أن تضحي المرأة وتعمل في أعمال الرجال الشاقة، من أجل كسب لقمة العيش بعد تدهور الأحوال الاقتصادية بالمملكة منذ وصول الأمير للحكم.

بيد أن بعض المراقبين للشأن السعودي قد أقروا أن الدولة تتحايل على الأرقام الرسمية الخاصة بالبطالة والعمالة، مؤكدين أن ما يقرب من ثلث الشعب السعودي هو عاطل عن العمل.

ورجحوا أسباب عديدة تؤكد تلك النظرية وتعمل على تصاعد معدلات البطالة في الدولة الغنية بالنفط، بيد أن ثروات المملكة تنحصر في فئة الأمراء ويحم الشعب منها، إضافة لذلك فلا توجد رقابة على الميزانيات في السعودية.

علاوة على ذلك فإن المشاريع التي تبنى بعيدة عن مصلحة المواطن، كما أن الفساد متفشي بها وبكل مؤسسات الدولة، وعند النظر إلى الأموال التي تعود للمملكة جراء الأعمال النفطية فهي تبذر على المقامرات الخارجية أو المشاريع الوهمية التي يقوم بها ولي العهد.

إضافة إلى اهتراء القطاع الحكومي وفشل الدولة في احتواء أزمة البطالة أو وضع قانون للفصل الوظيفي، جميعها اجتمعت على رأس المواطن السعودي نسائه ورجاله.

الخلاصة أن الفقر هو من دفع النساء للعمل في الأعمال الشاقة في المملكة وليس الانفتاح الاجتماعي، كما أن تهور ولي العهد السعودي واندفاعه وإهداره لأموال المملكة دفع ثمنه المواطن وأثر على حياته بالسلب.

 

اقرأ أيضاً : كيف استخدمت السعودية تويتر للتجسس على المعارضين في الخارج؟!