تحدثت تقارير عالمية عن صفقة استحواذ المملكة العربية السعودية على مجموعة من الأندية الأوروبية، والهدف وراء تلك العمليات المثيرة، كما أبدت أغلب التقارير التي تعرضت لاستثمارات السعودية الرياضية من تخوفها من نية خبيثة لدى النظام السعودي تقف خلف تلك العمليات.

كما أكدت تقارير أخرى أن هذا الاستثمار هو غير ذي جدوى مالي على الدولة الخليجية الغنية بالنفط، وأن الهدف منه هو الغسيل الرياضي، خاصة بعد واقعة مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في اسطنبول، والمتورط فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ويأتي على رأس استثمارات المملكة نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي التي تحدثت تقارير عن كواليس مثيرة تمت في الساعات الأخيرة لإنهاء الصفقة الخاصة، وكيف تدخل ولي العهد السعودي بشكل مباشر، وقام بالضغط على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أجل استحواذ السعودية عليه.

ومؤخراً تنادت دعوات من صحيفة بريطانية تطالب جماهير نيوكاسل، بالوقوف دقيقة صمت دعماً لإمرأة معارضة تم الحكم عليها بالسجن 34 عاماً، من قبل السلطات السعودية بسبب منشورات تويتر.. فهل ينقلب الأمر ويصبح نيوكاسل وجماهيره مصدر قلق للسلطات السعودية وعلى رأسها محمد بن سلمان؟!.

يخت ولي العهد 

كشفت صحيفة فايننشال تايمز بالعام الماضي الكواليس الأخيرة لضم السعودية لنادي نيوكاسل الإنجليزي، حيث كشف التقرير الصادر عن الصحيفة عن دور كبير قام به ولي العهد السعودي لإتمام الصفقة.

وأشار التقرير إلى سيدة تدعى أماندا ستافيلي تتمتع بعلاقات قوية في بريطانيا وكذلك في الخليج، والتي تمت دعوتها هي وزوجها إلى يخت سيرين المملوك لولي العهد السعودي على ضفاف البحر الأحمر للقاء ياسر الرميان أحد أذرع محمد بن سلمان، وهو محافظ صندوق الثروة السيادي السعودي.

وفي هذا اللقاء قدمت ستافيلي عرضاً للسعوديين من أجل شراء النادي الإنجليزي العريق، وهو مبلغ 450 مليار دولار، لكن من أجل إتمام الصفقة كان السعوديين أن امتلاك النادي سيعود إلى الصندوق، وليس إلى الدولة نفسها لتبديد شبهة الغسيل الرياضي.

وبسبب بعض القيود التي وضعها مالكي ومديري الدوري تعثرت الصفقة، وخاصة تورط السعودية في أزمة “بي آوت كيو” وهي شبكة تلفزيونية قامت بقرصنة مباريات الدوري الإنجليزي على حساب قناة بي إن سبورت القطرية.

وهنا تدخل الأمير محمد بن سلمان بعلاقاته وقام بمراسلة رئيس الوزراء بوريس جونسون، موضحاً أن العلاقات الأنجلو سعودية ستضرر، ما لم يتم الموافقة على صفقة نيوكاسل وبعد فترة ليست بالكبيرة تمت الصفقة.

قمع وراء الستار 

تمسك ولي العهد بإتمام تلك الصفقات لا يأتي من فراغ، بيد أنه كان متمسكاً بصفقة نادي نيوكاسل الذي يتمتع بشعبية كبيرة، على الرغم من أنه لم يفز ببطولات منذ ثلاثينات القرن الماضي.

ولذلك أراد محمد بن سلمان أن يغدق على النادي من الأموال، ويستطيع بعد فترة ليست بالبعيدة أن يضع النادي في مراكز متقدمة، وبالتالي ترضى الجماهير عن التجربة.

لكن ما حدث مؤخراً جاء على عكس ما يشتهيه ولي العهد فقد طالبت صحيفة بريطانية جماهير نيوكاسل بالوقوف دقيقة صمت دعماً للمعتقلة السعودية في غياهب السجون سلمى الشهاب.

الشهاب طالبة دكتوراه ببريطانيا قامت بانتقاد سلوك الأمير، وإدارته بالمملكة فما كان من السلطات السعودية سوى أنها قامت باعتقالها، ومن ثم تم الحكم عليها ب 34 عاماً من قبل القضاء السعودي.

الخلاصة أنه قد ينقلب السحر على الساحر حيث أراد محمد بن سلمان أن يخفي جرائمه وراء ستار دعم الأندية الجماهيرية، فاستغل الجمهور اليوم ذلك للتعبير عن رفضه لتكميم الأفواه وعن استنكاره للديكتاتورية، ومن يدري لعلها تكون البداية وتصبح مدرجات الاستاد قناة لفضح كل الأنظمة الديكتاتورية وليس نظام آل سعود فقط.

اقرأ أيضاً : محكمة بريطانية تقضي بعدم حصانة السعودية في قضايا التجسس.. ما دلالة ذلك؟!