تنوع دولة الإمارات العربية المتحدة في أساليبها من أجل التجسس على المعارضين الإماراتيين في الداخل والخارج، كما شملت أجندة التجسس قادة عرب ومعارضين غير إماراتيين وشخصيات مرموقة بالوسط العربي.

كما أنها تستخدم التكنولوجيا الحديثة تارة في أعمالها الخبيثة وتارة تحاول استخدام شبكات التجسس الكلاسيكية وتقوم بتجنيد أفراد مسؤولين في دول مختلف داخل المنطقة العربية وخارجها.

واليوم نستعرض حالة من حالات تجسس الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في جهاز الاستخبارات الأمريكي “سي أي إيه” فكيف جندت الإمارات ثلاث عملاء في هذا الجهاز؟ ولماذا لجأت لتلك الخطوة؟!.

CIA

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مفاجئ عن فرض عقوبات على ثلاث عملاء سابقين بجهاز المخابرات تبين فيما بعد أنهم تجسسوا إلكترونياً لصالح الإمارات، كما أعلنت وزارة الخارجية أن هؤلاء العملاء الثلاثة قد اعترفوا بانتهاك القوانين الأمريكية.

العملاء الثلاثة يتبعون وحدة تسمى “رافين” وقد اعترفوا انهم قاموا باختراق شبكات الكمبيوتر الأمريكية وصدروا أدوات إختراق إلكترونية لصالح دولة الإمارات وهم الآن يواجهون تهمة “تقديم خدمات دفاعية غير مصرح بها تشمل أنظمة ومعدات وبرمجيات مصممة لأغراض استخباراتية” بحسب بيان وزارة الخارجية. 

ليس ذلك فحسب فقد قامت الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن بإقرار قانون يمنع الجواسيس السابقين من العمل مرتزقة لدى الدول الأجنبية بعد التقاعد، وطبقاً لما نقلت وكالة رويترز العالمية للأنباء فإن الغرض وراء ذلك هو تحجيم عمل شبكات الإمارات التجسسية في الولايات المتحدة.

لماذا جندتهم الإمارات؟!

شرع محمد بن زايد رئيس الإمارات في بناء أسطولاً من الجواسيس كي يطارد معارضيه في جميع أنحاء العالم، لكن الأمر تعدى المعارضين في الأونة الأخيرة وبات يتجسس على الأعداء والجيران والمتحالفين معه أيضا.

وقد صدر تقرير في صحيفة فورين بوليسي تحت عنوان كيف تدفع الإمارات لضباط سابقين في سي آي إيه لبناء إمبراطورية تجسس في الخليج؟!، وقد كشف أحد الموظفين السابقين أن الإمارات كانت تدفع لهم 1000 دولار يومياً إضافة إلى سكن في فيلا أو أن يكون نزيلاً في فندق 5 نجوم بأبوظبي.

كما تطرق التقرير إلى أن الإمارات استطاعت من خلال هؤلاء الموظفين أن تستحوذ على برامج متطورة بجانب علاقاتها القوية مع شركات التكنولوجيا الإسرائيلية والتي استطاعت بالفعل أن تشتري منهم برنامج بيغاسوس الشهير.

علاوة على ذلك فقد أصبحت الإمارات أن تحلل ملايين المنشورات على مواقع عديدة من خلال البحث عن بعض الكلمات وقياس مدى تأثيرها ومن خلال ذلك تستطيع أن تهندس الرأي العام لصالحها.

كذلك حددت الإمارات مجموعة كبيرة من الأهداف سواء شخصيات معارضة او مرموقة أو حتى بعد القادة الدول المجاورة لتضعهم جميعاً تحت المراقبة، وقد كشفت عن ذلك وكالة رويترز حيث أكدت أنه منذ العام 2016 وبدأت الدولة الخليجية في مراقبة عدة أهداف منها أمير قطر تميم بن حمد والناشطة اليمنية توكل كرمان ومسؤول تركي رفيع المستوى.

كما قامت بمراقبة رئيس شبكة الجزيرة واستهدفت الإعلامية في قناة بي بي سي جيزيل جوري وغيرها من الشخصيات، ولو افترضنا أن جميعهم يراهم بن زايد أعدائه وضد أهدافه فلماذا قام بالتجسس على مكالمات الأمير متعب بن عبد الله قائد الحرس الوطني السعودي السابق وهي تعتبر المملكة دولة حليفة! 

الخلاصة أن الإمارات بقيادة بن زايد تتجسس على القاصي والداني على العدو والحليف والمعارض وقد يكون المؤيدين ضمن دائرة التجسس فقط لأنها ذات نوايا خبيثة بالمنطقة وراحت تتجسس على كل هؤلاء وأغدقت ضعاف النفوس بالأموال كي تحقق أهدافها بالمنطقة.