عسكرة وزارة الأوقاف و الأزهر

لم يترك الجيش المصري وزارة الاوقاف ايضا في مصر بل سعى الى السيطرة عليها بالكامل.

فقد بدأت عسكرة وزارة الاوقاف فى عهد وزير الاوقاف الاسبق الدكتور محمود حمدى زقزوق بتعيين اللواء ماجد غالب الذى خدم فى سلاح المشاة ليصبح رئيسا لقطاع الخدمات المركزية بوزارة الاوقاف.

وبعدها بعام تولى رئاسة هيئة الاوقاف وحتى الان.

وقد تضمن قرار التعيين اللواء عبد القادرعبد المنعم سرحان الذى خدم فى سلاح الحرب الالكترونية سابقا ليصبح رئيس قطاع مكتب وزير الاوقاف وفى عام 2008 صدر قرار من نظيف بتعيين اللواء محمود شركس الذى خدم فى المخابرات العسكرية ليصبح رئيس قطاع الخدمات المركزية بوزارة الاوقاف.

و ظل الحال كما هو بعد مجيئ الدكتور محمود عبد الفضيل وزيرا للأوقاف ، رغم مطالب أغلب الدعاة بعد الثورة بتحرير الأوقاف من العسكريين وضرورة رحيلهم لأن الاوقاف وزارة دعوة وارشاد وليست ثكنة عسكرية حتى يهيمن على اخطر قطاعاتها رجال الجيش.

وفى مشيخة الازهر فتح الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الباب لدخول العسكريين لتولى مناصب بالازهر ، ما أثار غضب الكثيرين من العلماء والمشايخ رافضين ان يتولى امرهم العسكريين ، لدرجة أن المنصب الذى كان يشغله الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله كمدير لمكتب شيخ الازهر فى فترة من الفترات و درج العرف السائد ان هذا المنصب لايشغله سوى الازهريين.

و قد أرسى الدكتور احمد الطيب فكرا جديدا وجاء باللواء ابراهيم صادق الذى تم ندبه من هيئة الرقابة الادارية لشغل منصب رئيس قطاع مكتب شيخ الازهر قبل اندلاع ثورة 25 يناير بشهور قليلة كما وافق شيخ الازهر على تعيين العقيد متقاعد محمود صبيحة فى منصب مدير عام الامن بالازهر والذى تولى منسق التربية العسكرية فى جامعة الازهر خلال رئاسة الدكتور الطيب للجامعة
واخيرا وليس اخرا تم تعيين العميد متقاعد خالد فتحى لتولى ادارة الامن الداخلى بجامعة الازهر بعد طرد الحرس الجامعى منها بحكم القانون.

وزير الأوقاف يلوي عنق الحقيقة

وفي خطوة كوميدية ومفاجاة ، قرر مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية، برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وحضور المهندس صلاح عبده الجنيدي، رئيس مجلس إدارة الهيئة، وذلك في اغسطس من عام 2014 ناشد الرجل كل من لديه معلومات تخص أى أوقاف منهوبة أو مُعتدى عليها، إبلاغ الوزارة من خلال ملء النموذج المعد لذلك، بموقع الوزارة.

وقامت وزارة الأوقاف، بتفعيل المادة رقم «5» من القرار الوزاري رقم «81» لسنة 1976 بشأن صرف مكافأة يقدرها مجلس إدارة الهيئة لكل من يمد الأوقاف بمعلومات أو مستندات تسهم في استرداد الأوقاف لأملاكها المنهوبة أو المُعتدى عليها.

بدا وزير الأوقاف وكأنه لا يعلم من يسيطر على اراضي الاوقاف من لواءات الجيش والداخلية ورجال الاعمال المحسوبين على المخابرات العامة والحربية.

وزارة الأوقاف تمد يديها للسارقين لاراضي الاوقاف

وعلى الرغم من ان وزارة الاوقاف تدرك جيدا ان اراضيها اسيرة لسطوة من الفاسدين المحسوبين على الاجهزة السيادية في مصر الا انها ذهبت في خطوة غريبة الى مد يديها للسارقين وعرضت تقسيط اثمان الاراضي موضع السرقة.

فقد قال الدكتور أسامة كامل، رئيس هيئة الأوقاف، إن الهيئة تمد يدها للمستولين على أراضيها، للتصالح مقابل رد الأراضي التي استولوا عليها، والتفاهم معهم، موضحًا أن التسوية يمكن حلها دون نزاعات قضائية، من خلال تقسيط الأموال، مقابل حصولهم على الأرض.

وشدد كامل على أن الهيئة لا تمانع في تقسيط المستحقات، وترحب بانضمام رجال الأعمال، الذين تقاضيهم الحكومة، إلى جهود التنمية، والنهوض بالاقتصاد القومي، ليكونوا مصدر تمويل لمشروعات الوزارة، فور تصالحهم مع الدولة، مشيرًا إلى أن بعض هؤلاء المستثمرين، لديه خبرة كبيرة فى الاستثمار، ومن الممكن أن يشاركوا في جهود النهوض بالاقتصاد.

حجم اراضي الأوقاف المنهوبة

من بين ثروات مصر المنهوبة ، ً ممتلكات وزارة الأوقاف التى تقدر قيمتها مبدئياً بنحو 50 مليار جنيه، وتضم عددا مهولاً من العقارات والقصور ومساحات من الأراضى.

وعند الحديث عن مملتكات الأوقاف من الأراضى المتعدى عليها، فإن حجم التعديات قدر بنحو 37 ألف حالة تعدٍ، أبرزها أرض نادى الزمالك على مساحة 90 ألف متر، ومدينة دمياط الجديدة، وميناء دمياط، ووقف سيدى كرير بمساحة 27 ألف فدان بالساحل الشمالى، وتتنازعه هيئة الأوقاف مع هيئة المجتمعات العمرانية ومحافظة الإسكندرية، ووقف مصطفى عبدالمنان، بمساحة 420 ألف فدان ممتد فى محافظات الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ وتتنازع الهيئة مع المحافظات الثلاث عليه.

فضلا عن أرض ميناء دمياط، والطريق الساحلى ومشروع المنصورة الجديدة المتوقف، وقصور وحدائق خديوية مهملة أبرزها مزارع انشاص التى تحولت إلى خرابة.

مشروعات الأوقاف المتوقفة

وبجانب الممتلكات المنهوبة والمتعدى عليها ، تبرز قضية المشروعات المتعثرة والتى توقف العمل فيها دون اسباب وتصل إلى نحو 22 مشروعاً آل التصرف فيها إلى اللجنة ذاتها بموجب قرار رئيس الجمهورية.

فمنذ أكثر من عام تعثر مشروع سما أسوان بمحافظة أسوان، ويتكون من 10 أبراج سكنية بإجمالى 300 وحدة سكنية على مساحة 1.16 فدان.

وفى البحر الأحمر توقف العمل بمشروع مدينة الحرفيين بالغردقة، وهو على مساحة 60 فدانًا تقريبًا، وتم اعتماد التخطيط العام، بحيث يشتمل على 1253 ورشة، و134 محل قطع غيار وعدد 48 سكنا حرفيا، وتم تنسيق الموقع ليشمل منطقة خدمات استثمارية ومنطقة خدمات مركزية ومنطقة خدمات عامة.

كما يتعطل مشروع عروس البحر بالبحر الأحمر، ويتكون من 2 عمارة بإجمالى 44 وحدة إدارية على أرض مساحتها 1800 متر مربع.
ولم يتم تسليم مشروع جوهرة القصير بالبحر الأحمر، ويتكون من 10 عمارات على مساحة 7412 مترًا مربعا.

وتوقف العمل بمشروع المركز الحضارى بمدينة 6 أكتوبر، وهو عبارة عن مبنى مكون من دور أرضى وميزانين يستخدم كقاعة مؤتمرات، ودورين غرف فندقية ويقام على مساحة 3000 متر مربع.

وتعثر أيضاً مشروع عمارة العريش، وهو عبارة عن عمارة سكنية مكونه من دور أرضى و5 أدوار متكررة بإجمالى 50 وحدة سكنية على أرض مساحتها مساحة 1008 أمتار مربعة.

كما توقفت المرحلتين الثالثة والرابعة بمشروع مدينة الزهور بالإسكندرية ويتكون من 38 عمارة بإجمالى 3666 وحدة سكنية على مساحة 26 فدانا، حيث تشهد أرض المشروع تعديات ما أوقف العمل بها.

ويمر مشروع زهرة المعمورة الإسكندرية على مساحة 8 أفدنة و7 قيراط بنفس الحالة، ويحتوى على 8 عمارات بارتفاع 11 دورًا علويًا ودور أرضى بإجمالى عدد وحدات 678.

ويتوقف تنفيذ مشروع عمارة هرمل، وهى عمارة سكنية تقع على كورنيش النيل وتتكون من بدروم جراج ودور أرضى محلات و11 دورًا متكررًا سكنيًا بإجمالى 88 وحدة سكنية، ولم يتم تنفيذه لوجود تعديات، فضلا عن توقف العمل بعمارة جاردن سيتى بالقاهرة، وهى عمارة سكنية عمارة قديمة ذات طابع كلاسيكى أرضى، و3 أدوار متكررة بشارع رستم بجاردن سيتى «لم تصدر لها رخصة هدم».

كما يعانى مشروع مول البستان بالوادى الجديد من التعطل، حيث لم يتم إشهاره برغم الإعلان عنه، وهو مكون من مبنى سكنى تجارى مكون من دور أرضى محلات، ودور أول مكاتب ومحلات، و4 أدوار سكنية على أرض مساحتها 660 مترًا مربعًا.

وتوقفت الأعمال أيضا مشاريع المقرات الزراعية فى كفر الجراية وفاقوس بالشرقية، والبصيلى ومحلة صا وشرنوب بالبحيرة، بسبب عدم استخراج تراخيص لها.

وتسعى هيئة الأوقاف إلى تسليم مشروعات مناطق الخدمات بمشاريع الهيئة بالمدن الجديدة فى مدن بدر والعاشر من رمضان والسادات، ويتوقف العمل بمشروع إسكان الشباب خلف مستشفى الأحرار بالشرقية.

وتنفذ الهيئة مشروع مضيفة البدراوى وقف أحمد باشا البدراوى بمدينة سمنود بالغربية مبنى سكنى تجارى، لكن بدون اسباب توقف العمل بالمشروع.

اراضي الاوقاف المصرية خارج مصر

لم تقتصر الممتلكات على الموجود فى مصر فقط، بل إن للدولة أوقافاً تقدر قيمتها بالمليارت فى الخارج إبرزها وقف أسرة محمد على باليونان والمدرسة البحرية على بحر إيجه وقصر ومبنى بجزيرة تسس باليونان بمساحة 11 ألف متر.

وظهرت أوقاف محمد على باشا على شكل مجمع معمارى ضخم يعرف باسم «الايمارت» واستخدم كدار إطعام للفقراء بالمجان حتى عام 1923، وتبلغ مساحته حوالى 4160 مترا مربعا.

هذا المجمع تحول إلى مزار سياحى يحمل نفس الاسم، واتفقت الحكومية المصرية واليونانية على عدم بيعه وتقرر تأجيره بشرط إصلاحه لإعادته لما كان.

أما بالنسبة لمنزل محمد على فهو يقع على بعد أمتار من المجمع، على مساحة 330 مترا، ويستخدم المنزل متحفا ومزارا مفتوحا للعامة.

ويتعطل العمل أيضا فى مشروع سوق ماقوسة المنيا، ومشروع برجى الفردوس والنورس بقنا منذ أكثر من 6 سنوات، وعدد من الوحدات السكنية 28884 ألف وحدة سكنية بالمحافظات والمدن الجديدة، بالإضافة إلى 10 آلاف وحدة سكنية استثمارى.